درس بزاوية المختار ببلدة (أولاد جلاّل) على يد ثلة من العلماء الأفاضل أمثال الشيخ: (العابد السماتي الجلالي والد المصلح الشهير محمد العابد الجلالي رحمهما الله)، وعلى يد الشيخ (مصطفى بن قويدر)، والشيخ (محمد الصغير وابنه عبد الحميد)، اللذين مازال يذكرهما بخير إلى أخريات أيامه، ومكث في زاوية الشيخ مختار يطلب العلم مدة أربع سنين كاملة، امتدت من سنة 1919م إلى سنة 1923م، ثمّ التحق بتونس سنة 1342هجرية الموافق ل1923سنة ميلادي، لكنّه لم يطل المكث بها، ولميواصل الدّراسة ... بل قفل عائدا الى وطنه، وتجوّل في مدن الجزائروقراها من نحو سنة1344 هجرية الموافق لسنة1925 ميلادي إلى سنة 1354 هجرية الموافق لسنة1935ميلادي، فدخل المديّة، والبرواقيّة، قصر البخاريّ، الجلفة، الأغواط، والأصنام سابقا أي الشلف حاليا، تيارت، غيليزان، معسكر، ومستغانم ... واطّلع على مكتبات الزوايا، وبعض المكتبات الخاصّة
انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجاهد في صفوفها معلما ومربيا وإماما وداعيا ومفتيا ومرشدا، إلى أن اختير مدرسا ممتازا في معهد عبد الحميد بن باديس الديني حين افتتاحه سنة 1947م
وشاركها كل نشاطاتها الدعوية والإرشادية والتوجيهية والصحفية والتربوية والتعليمية .. ، وكان أحد أعضائها لزيارة تونس وجامع الزيتونة عام 1949م
ولما اندلعت الثورة التحريرية انضم إلى صفوفها، وشارك فعليا في بعض معاركها وجرح في إحدى المعارك مما اضطر الثوار نقله إلى تونس لعلاجه منها سنة 1957م، ولما شفي عينته قيادة الثورة سنة 1958م خطيبا ومحافظا سياسيا يقوم بدور التوجيه والتوعية السياسية
وقد حجّ سنة 1381 هجري الموافق ل1961 ميلادي، ومرّ على الشّامومصر ... باحثا عن الكتب النّادرة، ومتّصلا بالعلماء ... وممّنلقيه: الشيخ الألبانيّ - رحمه الله رحمة واسعة -، وتلقّى القراءاتعن الشيخ عبد العزيز آل عيون السّود ... الذي تفرّغ لاقرائه ...
ولمّا قفل راجعا عيّن مفتّشا عامّا بوزارة الشّؤون الدّينيّة بشرقالجزائر قسنطينة وسطيف ....
وكان مولعا بالنّظم ... وممّا نظمه كتاب " قطر النّدى ".
وقد ذكره الشيخ البشير الابراهيميّ من المشايخ الأكفياء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ...
قال العلامة البشير في وصفه وتحليته:
" أمّا الشّيخ نعيم النعيميّ؛ فهو عصاميّ في العلم، وحجّة على أنّ الذّكاء والاستعداد يأتيان - مع قليل من التّعليم - بالعجائب.
والرّجل مجموعة مواهب، لو نظّمت في الصّغر ووجّهت؛ لجاءت شهادة قاطعة على أن لا مبالغة في كلّ ما يروى عن أفذاذ المتقدّمين؛ فهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها - لا على طريقة عبد الحيّ -، ويحفظ عدّة ألفيّات في السّير وعلوم الأثر والنّحو وغيرها، ويحفظ كثيرا من متون العلم، ويجيد فهمها وتفهيمها، ويحفظ جزءا غير قليل من اللّغة مع التّفقّه في التّراكيب، ويحفظ أكثر مما يلزم الأديب حفظه من أشعار العرب؛ قديمها وحديثها، ومن رسائل البلغاء قريبا من ذلك، وينظم قطعا من الشعر كقطع الرّوض؛ نقاء لغة، وصفاء ديباجة، وحلاوة صنعة، وقد أسلس له الرّجز قياده؛ فهو يأتي منه بالمطوّلات؛ لزوميّة منسجمة سائغة، في رويّة تشبه الارتجال، وهو ثاني اثنين من رجّاز العرب في عصرنا هذا، ولو شئت؛ لذكرت الأوّل ... وإنما آثرت نعيما بهذه الكلمات؛ لأنّه ليست له " شهادة "؛ فجئته بهذه الشهادة ... "
و قد أخبرنا الشيخ عبد الرحمن شيبان قائلا: "إن نعيم النعيمي كان يحفظ مقالات الإبراهيمي عن ظهر قلب."
وقد ضمّه البشير إلى لجنة الإفتاء، وذكر أنّه من العلماء المشهودلهم بسعة الاطّلاع، وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر ...
أصيب بداء السّكّريّ ثلاث سنوات ... وكفّ بصره، واعتراه الشّللالنّصفيّ ... الى أن أسلم الرّوح إلى بارئها سنة 1393 هجري الموافقل1973 ميلادية، رحمه الله، وأسكنه فسيح جنانه.
وقد ترك - رحمه الله - العديد من الآثار والمؤلفات الدينية واللغوية والشرعية، والكثير من الخطب والدروس والمحاضرات والمقالات، كما كانت له الكثير من الإجازات الفقهية والحديثية، وكان مجازا في الموطأ حفظا ودراية، وفي حفظ ودراية صحيحي الإمام البخاري ومسلم على يد ثلة من علماء الشام والحجاز.
للفائدة: المقال منقول.
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[06 Oct 2010, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبي عبد الله على الفائدة ... هلا تفضلت بذكر مصدر هذه الترجمة القيّمة حتى نتمكن من إدراجها في الفهرست ...
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[07 Oct 2010, 02:49 م]ـ
أظن أخي والله أعلم أن مصدر ترجمة العلامة نعيم النعيمي موقع ميراث السنة.
ومن قراء بجاية وعلمائها:
أبو عثمان سعيد بن علي بن زاهر الأنصاري البلنسي (ت 654هـ) عالم بالرواية وإمام في القراءات، قدم بجاية وأقرأ بها وأخذ عنه الكثير من علمائها وظل مواظبا على التدريس بجامعها حتى توفي. (دراسات أندلسية ص116).
أبو العباس أحمد بن محمد الصدفي الشاطبي (ت 674هـ) عالم بالرواية والقراءات، قدم بجاية وأقرأ بجامعها واستقرَّ بها حنى توفي، له تآليف في رسم الخط وفي بيان ورش. (دراسات أندلسية ص 116).
أبو عبد الله محمد بن علي المرسي (ت 728هـ) فقيه راوية عارف باللغة والأسانيد له شرح على درر اللوامع في مقرإ الإمام نافع أقام مدة ببجاية. (الدراسات ص117).
¥