- ونقل ابن شاهين -في تاريخ أسماء الثقات (795) - عن ابن معين -ولم يذكر الراوي عنه- قوله: " عبد الرحمن بن بديل عن أبيه: «إن لله أهلين»، روى عنه ابن مهدي، ضعيف "،
- وقال أبو داود السجستاني -كما في سؤالات أبي عبيد الآجري (1/ 402) -: " ليس به بأس، حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي "،
- وقال النسائي -كما في تهذيب الكمال (16/ 544) -: " ليس به بأس "،
- وذكره ابن حبان -في الثقات (8/ 371) -، وذكره كذلك -في المجروحين (2/ 52) -، وقال فيه: " منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وينفرد عن أبيه بأشياء كأنها مقلوبات، يجب التنكب عن أخباره ". إلا أنه نسبه في المجروحين: عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء، قال الدارقطني -كما في ضعفاء ابن الجوزي (2/ 90) -: " هذا قبيح، إنما هو بديل بن ميسرة "، وقال الذهبي -في الميزان (2/ 549) -: " ووهم -يعني: ابن حبان- حيث يقول: عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء "،
- وقال أبو الفتح الأزدي -كما في تهذيب التهذيب (6/ 130) -: " فيه لين "،
- وذكره ابن شاهين -في كتابه في الثقات (795) -، وقد وصف هو كتابه هذا بقوله: " كتاب الثقات ممن روى الحديث ممن انتهى إلينا ذكره عن نقاد الحديث، ممن قُبلت شهادته واشتُهرت عدالته وعُرِفَ ونَقَل، مثل يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وأحمد بن صالح ومثل من تقدمهم ومثل من قاربهم، وأخرجت أسماء الثقات على حروف المعجم ليقرب على الناظر فيه اسم من قصده "،
- وروى عنه الإمام الحافظ عبد الرحمن بن مهدي، ونصَّ على هذا في معرض الكلام في ابن بديل: أبو داود وابن أبي حاتم، قال الذهبي -في الميزان (2/ 549) -: " وقد روى عنه عبد الرحمن بن مهدي مع تنقّيه للرجال "، وقد قال الإمام أحمد بن حنبل -كما في تاريخ بغداد (10/ 243) -: " إذا حدث عبد الرحمن بن مهدي عن رجل فهو حجة "،
- ولخص الذهبي حاله؛ فقال -في الكاشف (3147) -: " ثقة "،
- ولخصه ابن حجر؛ فقال -في التقريب (3809) -: " لا بأس به ".
والرجل فيما يظهر قليل الرواية، ولم أجد له عن أبيه -غير حديثنا- سوى أربعة أحاديث:
الأول: رواه أبو داود الطيالسي عنه عن أبيه عن أبي الجوزاء عن عائشة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين، فإذا ركع لم يشخص رأسه ولم يخفضه ولكن بين ذلك، فإذا رفع رأسه لم يسجد حتى يستوي قائمًا، فإذا سجد فرفع رأسه لم يسجد حتى يستوي قاعدًا، وكان يفرش قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى، وكان يقول في كل ركعتين التحيات، وكان ينهى عن عقبة الشيطان وعن افتراش السبع والكلب، وكان يختم الصلاة بالتسليم.
الثاني: رواه الفضل بن حرب البجلي عنه عن أبيه عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن ".
الثالث: رواه الفضل بن حرب أيضًا عنه عن أبيه عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " يا أنس، لباس الملائكة إلى أنصاف سوقها "، قال: وكان أبي رحمه الله -يعني: بديلاً- لباسه إلى نصف ساقيه.
الرابع: رواه أبو عصمة نوح بن أبي مريم عنه عن أبيه عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " من استطاع منكم أن يقي دينه و عرضه بماله فليفعل ".
فأما الحديث الأول، فقد توبع ابن بديل عليه عن أبيه، تابعه حسين المعلم، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وغيرهم، ورواية حسين المعلم أخرجها مسلم في صحيحه.
وأما الثاني، فقال فيه الدارقطني -في الأفراد، كما في أطرافه (1/ 160) -: " تفرد به عبد الرحمن بن بديل عن أبيه، ولا نعلم رواه عنه غير الفضل بن حرب "،
ولم أجد للفضل في الثالث متابعًا،
والفضل بن حرب مجهول، قال العقيلي -في الضعفاء (3/ 453) -: " الفضل بن حرب البجلي عن عبد الرحمن بن بديل، مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، لا يعرف إلا به ". فالحديثان الثاني والثالث لا يثبتان عن عبد الرحمن بن بديل.
والحديث الرابع فيه أبو عصمة، وهو متروك، واتهم بالوضع، فلا يثبت أيضًا عن ابن بديل.
وقلة مروياته -خاصة عن أبيه-، مع هذا التوارد من الأئمة على توثيقه (وفيهم رواةٌ عنه، والراوي أعرف بحال الشيخ -غالبًا- من غيره)، ذلك يدل على أنه يضبط ما روى، خاصة أنه توبع عن أبيه في حديثيه الثابتين عنه.
¥