تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لابن حبان في كتابه "الثقات" منهجٌ خاصٌ لا يكاد يوجد له شبيه في كتب التراجم؛ وذلك أنَّ الأصل في الراوي عنده أنه ثقة عدل والجرح طاريء فمن لم تعرف حاله عنده ولم يرد فيه جرح فهو ثقة عنده (وهذا ما صرّح به في ديباجة كتابه "الثقات" 1/ 13 فقد قال: العدل من لم يعرف منه الجرح ضد التعديل فمن لم يعلم بجرح فهو عدل إذا لم يبين ضده إذ لم يكلف الناس من الناس معرفة ما غاب عنهم، وإنما كُلفوا الحكم بالظاهر من الأشياء غير المغيب عنهم) وهذا الشرط أوقع ابن حبان في مشكلة شان بها كتابه، وهي مشكلة توثيق المجاهيل، فنحن لا نرى راوياً سكت عنه البخاري أو ابن أبي حاتم في كتابيهما (أعني التأريخ الكبير والجرح والتعديل) إلا وتجده ذكره في كتابه "الثقات"، بل إنَّ مما يدل على عدم استقامة هذا المنهج أنه ذكر في الثقات بعض الرواة الذين صرّح هو نفسه بأنَّه لا يعرفهم، ولا يعرف آبائهم، قال ابن عبد الهادي: ((وقد علم أنَّ ابن حبان ذكر في هذا الكتاب الذي جمعه في الثقات عدداً كثيراً وخلقاً عظيماً من المجهولين الذين لا يعرف هو ولا غيره أحوالهم، وقد صرح ابن حبان بذلك في غير موضع من هذا الكتاب، فقال في الطبقة الثالثة: سهل يروي عن شداد بن الهاد روى عنه أبو يعقوب، ولست أعرفه، ولا أدري من أبوه، هكذا ذكر هذا الرجل في كتاب "الثقات"، ونص على أنَّه لا يعرفه ... ، وقد ذكر ابن حبان في هذا الكتاب خلقاً كثيراً من هذا النمط، وطريقته فيه أنَّه يذكر من لم يعرفه بجرح وإنْ كان مجهولاً لم يعرف حاله، وينبغي أنْ يتنبه لهذا، ويعرف أنَّ توثيق ابن حبان للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق)) (الصارم المنكي: 138 - 139).

قال ماهر: وذكر ابن حبان في ثقاته (4/ 318) سلمة وقال عنه: ((لا أدري من هو، ولا ابن من هو))، وذكر راوياً آخر اسمه جميل، وقال عنه: ((لا أدري من هو، ولا ابن من)) (الثقات 6/ 146) وبهذا يتبين عدم جدوى الإفادة ممن تفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" في كثير من الأحيان.

غير أنَّ مما ينبغي التبيه عليه التفريق بين مجرد ذكر ابن حبان للراوي في "الثقات"، وبين من ذكره وأعمل فيه التعديل فوثقه بنفسه، أو أتى بما يدل على سبره رواياته مثل أنْ يقول: ((فلان ثقة)) أو ((مستقيم الحديث)) أو ((صدوق)) أو غير ذلك من الألفاظ الدالة على سبر مروياتهم؛ فهذه تقوي من حال الراوي، وتدل على أنَّ ابن حبان قد تحصل له جملة وافرة من أحاديث ذلك الراوي، وأنَّ تلك الأحاديث مقاربة لروايات الثقات فقال فيه ما قال. وهذا بخلاف ما لو ذكره في "الثقات" مجرد الذكر، ومع هذا الاحتراز يجب التنبه على أنَّ هذا المنهج ليس مطرداً فابن حبان يذكر الراوي في "الثقات" مجرد الذكر، ثم يوثقه في كتاب آخر له ويصرح بالتوثيق كما وقع لمفضل بن فضالة فإنَّه ذكره في "الثقات" 7/ 496 لكنَّه وثقه في صحيحه (6120)، وهنا مسألة مهمة ينبغي أن يتنبه إليها الحديثي وهي أن غالب قواعد الحديث أغلبية لا كلية.

ومما يجب التنبيه عليه أن ابن حبان يذكر الراوي أحياناً في "الثقات" ثم يذكره في "المجروحين" وقد نبه على هذا ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" فأفاد وأجاد.

المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=36699#post36699

ـ[القرشي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 01:19 م]ـ

الشيخ ماهر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يوجد فرق بين قولهم: ((ليس بالقوي)) وقولهم: ((ليس بقوي))؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب:

ذكر بعض أهل العلم أن ثمة فرق بين عبارة: ((ليس بقوي)) وعبارة: ((ليس بالقوي))، قال المعلمي في " التنكيل " 1/ 232 - تعقيباً على زعم الكوثري أن النسائي قال في الحسن بن الصباح: ليس بقوي -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير