تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 10 - 08, 04:22 م]ـ

أما حديث وائل بن حجر الذي هو نقيض حديثنا السالف، فقد روي من أربعة طرق.

فقد أخرجه: الدارميُّ (1320)، وأبو داود (838)، وابن ماجه (882)، والترمذيُّ (268)، والنَّسائيُّ 2/ 207 و 234 وفي " الكبرى "، له (676) و (740) ط. العلمية و (680) و (744) ط. الرسالة، وابن خزيمة (626) بتحقيقي، وابن المنذر في " الأوسط " 3/ 165 (1429)، والطحاوي في " شرح المعاني " 1/ 255 وفي ط. العلمية (1481)، وابن حبان (1912)، والطبراني في " الكبير " 22/ (97)، والدارقطنيُّ 1/ 344 ط. العلمية و (1307) ط. الرسالة، والبيهقيُّ 2/ 98، والخطيب في " الموضح " 2/ 501، والحازمي في " الاعتبار ": 122ط. الوعي و (89) ط. ابن حزم من طريق يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله النخعيِّ، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يضعُ ركبتيهِ قبلَ يديه إذا سجدَ.

وقد اختلفت أحكام أهل العلم في هذا الحديث.

فقال الترمذيُّ: ((وزاد الحسن بن علي في حديثه: قال يزيد بن هارون: ولم يروِ شريك، عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث))، وقال الترمذي أيضاً عقب (268): ((هذا حديث حسن غريب لا نعرف أحداً رواه غير شريك، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، يرون أنْ يضع الرجل ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه))، وقال الحازميُّ في " الاعتبار ": 123: ((هذا حديث حسن على شرط أبي داود، وأبي عيسى الترمذيِّ، وأبي عبد الرحمان النَّسائيِّ أخرجوه في كتبهم من حديث يزيد بن هارون، عن شريك. ورواه همام بن يحيى، عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... ))، وقال ابن العربي في " عارضة الأحوذي " 2/ 61: ((حديث غريب))، وقال النَّسائيُّ 2/ 235 وفي " الكبرى "، له (740) ط. العلمية: ((لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون، والله تعالى أعلم) ونقل الدارقطنيُّ 1/ 345 عن ابن أبي داود أنَّه قال: ((ووضع ركبتيه قبل يديه، تفرّد به يزيد، عن شريك ولم يحدث به، عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي، فيما يتفرّد به، والله أعلم))، ونقل ابن الملقن في " البدر المنير " 3/ 656 عن الدارقطنيِّ أنَّه قال: ((ولم يحدث به عن عاصم غير شريك) وقال البيهقيُّ 2/ 99: ((هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي، وإنَّما تابعه همام من هذا الوجه مرسلاً، هكذا ذكره البخاريُّ وغيره من الحفّاظ المتقدمين رحمهم الله تعالى))، ونقل الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " 1/ 617 (379) عن الحازميِّ أنَّه قال: ((رواية من أرسل أصح))، وقال ابن السكن فيما نقله عنه ابن الملقن في " البدر المنير " 3/ 657: ((إنَّه مختلف فيه)).

قلت: مما تقدم يفهم أمران:

الأول: أنَّ قسماً من أهل العلم أعلوا هذا الحديث بتفرّد يزيد بن هارون، عن شريك وهذه ليست علة؛ لجلالة يزيد بن هارون وعلو شأنه في هذا الفن، قال ابن الملقن معقباً على كلام النَّسائيِّ: ((وهذا لا يقدح في تصحيحه، لجلالة يزيد وحفظه)) هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإنَّ يزيد بن هارون مقدم في الرواة عن شريك، قال عنه – أعني: عن شريك – ابن حبان في " الثقات " 6/ 444: (( ... وكان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق ... )).

الثاني: أنَّ قسماً أعلوه بتفرّد شريك، وهو ضعيف حين التفرّد، فقد نقل المزيُّ في "تهذيب الكمال" 3/ 385 (2722) عن يحيى بن معين قوله فيه: ((شريك ثقة إلا أنَّه لا يتقن، ويغلط ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة) ونقل عنه أيضاً: ((شريك صدوق ثقة إلا أنَّه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه) ونقل عن معاوية بن صالح أنَّه قال: ((وسمعت أحمد بن حَنْبل يقول شبيهاً بذلك)) يعني بكلام يحيى المتقدم، ونقل عن عبد الجبار بن محمد الخطابيِّ قوله: ((قلت ليحيى بن سعيد: زعموا أنَّ شريكاً إنَّما خلط بأخرةٍ؟ قال: ما زال مخلطاً) ونقل عن يعقوب بن شيبة أنَّه قال: ((شريك صدوق ثقة، سيئ الحفظ جداً) ونقل عن الجوزجاني أنَّه قال: ((شريك سيئ الحفظ، مضطرب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير