ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 11 - 08, 06:24 ص]ـ
شيخنا الفاضل ماهر الفحل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
إذا سمحت لي شيخنا -بارك الله فيك - بهذا السؤال.
قال ابن كثير في تفسيره نقلا" لإحدى روايات قصة الغرانيق عن مسند البزار ((وقد رواه البزار في مسنده عن يوسف بن حماد عن أمية بن خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب الشك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة سورة النجم حتى انتهى إلى {أفرأيتم اللات والعزى} وذكر بقيته ثم قال البزار: لا نعلمه يروى متصلا إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور وإنما يروى هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس))
و أخرج الطبراني الرواية في المعجم الكبير ((حدثنا الحسين بن إسحاق التستري و عبدان بن أحمد قالا: ثنا يوسف بن حماد المعنى ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فلما بلغ {أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى} ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى فلما بلغ آخرها سجد وسجد المسلمون والمشركون فأنزل الله عز وجل {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان} إلى قوله {عذاب يوم عقيم} يوم بدر))
عبارة فيما أحسب عند الإمام البزار من عبارات الشك و التي تبين أن الرواي شك في وصل الحديث.
سؤالي:على ماذا تدل عبارة الطبراني (لاأعلمه إلا عن ابن عباس) و كيف نجمع بينها و بين عبارة الشك (فيما أحسب) عند البزار؟؟ هل الأمر مرده إلى ترجيح اللفظة الأصح؟
شكرا" شيخنا و سامحني على طريقة صياغة السؤال فهذه أول مشاركة
الجواب:
روى سعيد بن جبير، عن ابن عباس:أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: ((أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى)) (1) تلك الغرانيقُ (2) العلى وشفاعتُهنَّ تُرتجى ... ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا. فجاءه جبريل فقال: اقرأ عليّ ما جئتك به، قال: فقرأ: ((أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى)) تلكَ الغرانيقُ العلى وشفاعتُهنَّ تُرتجى، فقال: ما أتيتكَ بهذا. هذا عن الشيطان – أو قال: هذا من الشيطان – لم آتِكَ بها، فأنزل الله: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)) (3) إلى آخر الآية.
هذا حديثٌ مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد من طرق عديدة كلها ضعيفة أحسنُها حديث سعيد بن جبير.
أخرجه: الضياء المقدسي في " المختارة " 10/ 88 (83) و10/ 89 (84) من طريق يوسف بن حماد، عن أمية بن خالد، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال: ((لا أعلمه إلا عن ابن عباس)).
وأخرجه: البزار كما في " كشف الأستار " (2263) عن يوسف بن حماد، قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فيما أحسب – أشك في الحديث -
قال البزار: ((لا نعلمه يروى بإسناد متصل يجوز ذكره إلا بهذا الإسناد، وأمية بن خالد ثقة مشهور، وإنما يعرف هذا من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (4))).
وأخرجه: الطبري في " تفسيره " (19158) ط. الفكر و 16/ 607 ط. عالم الكتب من طريق محمد بن جعفر.
وأخرجه: ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير ": 1282 من طريق أبي داود.
كلاهما: (محمد، وأبو داود) عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به مرسلاً.
فتكون رواية أمية شاذة، وقد يكون الوهم منه أو من يوسف بن حماد، إلا أنَّ تفرد أمية يجعلنا نحمل الوهم عليه.
وروي هذا الحديث من وجه آخر، رواه عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير واختلف عليه.
فقد أخرجه: الضياء المقدسي في " المختارة " 10/ 234 - 235 (247) من طريق أبي عاصم النبيل، عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس متصلاً.
وخالفه يحيى – أحسبه القطان – فرواه عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير، مرسلاً.
أخرجه: الواحدي في " أسباب النزول " (309) بتحقيقي من طريق يحيى، به.
¥