وهذا اضطراب واضح يوجب تضعيف الحديث.
هذه القصة على ما فيها من نكارة في المتن، فإنها قد جاءت مخالفة لما في صحيح البخاري وغيره فقد رواها عكرمة، عن ابن عباس دون ذكر القصة بلفظ: سجد النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجدَ معهُ المسلمونَ والمشركونَ والجنُّ والإنسُ. وهي الرواية الصحيحة.
أخرجها: البخاري 2/ 51 (1071) و6/ 177 (4862)، والترمذي (575)، وابن حبان (2763)، والطبراني في " الكبير " (11866)، والدارقطني 1/ 408 ط. العلمية و (1524) ط. الرسالة، والحاكم 2/ 468، وابن مردويه كما في " الدر المنثور " 4/ 661، والبغوي (763).
وقال الترمذي: ((حديث ابن عباس حديث حسن صحيح)).
انظر: "تحفة الأشراف" 4/ 541 (5996)، و"جامع المسانيد" 31/ 319 (2002)، و"إتحاف المهرة" 7/ 487 (8283).
وقد وردت هذه القصة من طرق أخرى كلها واهية:
فأخرجه: ابن مردويه كما في " الدر المنثور " 4/ 661 من طريق عباد بن صهيب، عن أبي بكر الهذلي وأيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم بمكة، فأتى على هذه الآية: ((أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى)) فألقى الشيطان على لسانه: إنَّهن الغرانيق العلى. فأنزل الله ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ ... )).
عباد هذا قال عنه البخاري في " التاريخ الكبير " 5/ 322 (1643): ((تركوه))، وقال الذهبي في " ميزان الاعتدال" 2/ 367 (4122): ((أحد المتروكين، وقال ابن المديني: ذهب حديثه)).
فأما أبو بكر الهذلي فهو ضعيف، قال ابن حجر في " التقريب " (8002): ((أخباريٌّ متروك الحديث)).
وأما أيوب – فلعله السختياني – وحتى إنْ كان هو فإنَّه لا يصح عنه؛ لأنَّه من رواية عباد بن صهيب عنه، كما قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " 8/ 558 عقيب (4740). ولعل إضافته إلى السند إنما هو من فعل عباد فهو متفرّد به.
وأخرجه: الطبري في " تفسيره " (19159) ط. الفكر و 16/ 607 ط. عالم الكتب عن محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس. وهذا مسلسل بالضعفاء.
محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية، قال عنه ابن حبان في " المجروحين " 2/ 279: ((منكر الحديث، يروي أشياء لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وهو الذي يقال له: محمد بن الحسن بن عطية، إنَّما هو ابن أخيه))، وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 322 وفي ط. الغرب 3/ 269: ((كان ليناً في الحديث)).
وعمه حسين بن الحسن بن عطية، قال عنه ابن حبان في " المجروحين " 1/ 246: ((منكر الحديث، يروي عن الأعمش وغيره أشياء لا يتابع عليها، كأنَّه كان يقلبها وربما رفع المراسيل، وأسند الموقوفات، ولا يجوز الاحتجاج بخبره))، وقال الذهبي في " ميزان الاعتدال" 1/ 532 (1991): ((ضعّفه يحيى بن معين وغيره)).
وأبوه الحسن بن عطية، قال عنه البخاري في " التاريخ الكبير " 2/ 286 (2540): ((ليس بذاك))، وقال ابن حبان في " المجروحين " 1/ 234 ((منكر الحديث، فلا أدري البلية في أحاديثه منه أو من أبيه أو منهما معاً؛ لأنَّ أباه ليس بشيء في الحديث، وأكثر روايته عن أبيه، فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه)).
وعطية العوفي، قال عنه أحمد بن حنبل في " الجامع في العلل " 1/ 201 (1224): ((هو ضعيف الحديث))، وقال ابن حبان في " المجروحين " 2/ 166: ((يروي عنه – أي: الكلبي - فإذا قيل له: من حدَّثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنَّه يريد أبا سعيد الخدري، وإنَّما أراد به الكلبيَّ، فلا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب)).
وأخرجه: الطبري وابن مردويه كما في " الدر المنثور " 4/ 661 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس.
وهذا إسناد معلق ولا يعرف إسناده، وعطية ضعيف كما تقدم.
وأخرجه: ابن مردويه كما في " الدر المنثور " 4/ 661 من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
¥