حدثني أبو القاسم الأزهري، ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب:
ثنا جدي، قال: سألت يحيى بن معين عن التدليس فكرهه وعابه، قلت له: أفيكون المدلِّس حجة فيما روى، أو حتى يقول حدثنا وأخبرنا؟ فقال: لا يكون حجة فيما دلَّس،
وقال جدي: سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس، أيكون حجة فيما لم يقل حدثنا؟ قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا، حتى يقول حدثنا. قال علي: والناس يحتاجون في حديث سفيان إلى يحيى القطان لحال الإخبار – يعني عليٌّ أن سفيان كان يدلس، وأن يحيى القطان كان يوقفه على ما سمع مما لم يسمع.
وقال أبو بكر الخطيب أيضا (1169):
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: لم أكن أهتمُّ لسفيان أن يقول لمن فوقه: قال سمعت فلانا، ولكن كان يهمني أن يقول هو: سمعتُ فلانا، وحدثني فلان.
قلت: وفيه الدليل أيضا أن سفيانا كان يُدقِّق في حديث المدلسين،
14 - 3 عن علي بن المبارك الهنائي عن يحيى بن أبي كثير
قال أبو أحمد بن عدي في الكامل (1340)
حدثنا ابن أبي عصمة، قال: ثنا أحمد بن أبي يحيى، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: سمعتُ يحيى بن سعيد، وذكر علي بن المبارك فقال: كان لعلي بن المبارك كتابان، أحدهما سمعه، والآخر لم يسمعه، فأما ما روينا نحن عنه فما سمع، وأما ما روى الكوفيون عنه فالكتاب الذي لم يسمع
14 - 4 يحيى لا يرضى من حديث المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم
مرَّ بنا قريبا ما يدلُّ على أنَّ يحيى القطان لم يكن يروي من حديث المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم، وإليكم مزيدُ بيان:
قال أبو بكر الأثرم (ترجمة يحيى بن سعيد القطَّان في تاريخ بغداد – 7413 ط دار الغرب): قال أبو عبد الله: رحم اللهُ يحيى القطان، ما كان أضبطه وأشدَّ تفقده، كان محدثا، وأثنى عليه فأحسن الثناء عليه
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل (ترجمة يحيى بن سعيد – ما ذُكر من علم يحيى بن سعيد بناقلة الأخبار .. ):
نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا على يعنى بن المديني، قال: سمعت عبد الرحمن قال: قال سفيان: يحيى بن سعيد يريد شقيقا عن عبد الله. قال أبو محمد يعنى أنه لا يرضى إلا برواية الحفاظ المتقنين
وقال عبد الرحمن:
حدثني أبى، قال سُئل أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدى ووكيع، فقال: كان يحيى أبصرهم بالرجال وأنقاهم حديثا، وأظنه قال وأثبتهم
وقال أيضا:
ذكره أبى، نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، قال سمعت محمد بن الأزهر الجوزجاني، قال: قلت لأحمد بن حنبل: لم لا تقول ليحيى بن سعيد: قل حدثنا؟ فقال: مثل يحيى يقال له: قل حدثنا؟؟
وقال أيضا (9/ 624):
قال ذكره أبى، قال: نا عبد الرحمن بن عمر رستة، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: اختلفوا يوما عند شعبة، فقالوا اجعلوا بيننا وبينك حكما. فقال: قد رضيت بالأحوال - يعنى يحيى بن سعيد القطان - فما برحنا حتى جاء يحيى، فتحاكموا إليه، فقضى على شعبة، فقال شعبة: ومن يطيق نقدك أو من له مثل نقدك يا أحول.
وقال أيضا (9/ 624):
نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد القطان إليه المنتهى في التثبت بالبصرة
وقال أيضا (9/ 624):
نا محمد بن حمويه بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أثبت في الحديث من يحيى بن سعيد، ولم يكن في زمان يحيى القطان مثله، كان تعَلَّمَ من شعبة
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[21 - 01 - 08, 07:35 م]ـ
15. يزيد بن زريع
15 - 1 عن يونس بن عبيد عن الحسن البصري (مما سمعه يونس من الحسن)
ذكر الحافظ ابن حجر في التهذيب أن أبا بكر بن أبي خيثمة قال: قلتُ لابن معين: سمع يونس من نافع؟ قال لا. قال: وحدثنا عبيد الله بن عمر عن يزيد بن زريع قال: ما منعني أن أحمل عن يونس أكثر مما حملت عنه إلا أني لم أكتب عنه إلا ما قال: سمعتُ، أو سألتُ، أو حدثنا الحسن. (راجع ترجمة يونس بن عبيد)
15 - 2 عن كل راوٍ مُدلِّس
لعل النص السابق يدل على أن منهج يزيد بن زريع التثبت من سماع شيوخه، وهو من المتثبتين بالبصرة، قال الإمامُ أحمد (في الجرح والتعديل 9/ 1113): يزيدُ بنُ زريعٍ إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وقال (المصدر السابق): يزيدُ بنُ زريعٍ ما أتقنه وأحفظه، يا لك من صحة حديثٍ، صدوقٌ متقن،
هذا، والله تعالى أجلُّ وأعلم.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[21 - 01 - 08, 07:40 م]ـ
16. المراجع التي لم أشر إليها في ثنايا النص
1 - التدليس فيالحديث، من إعداد د/ مسفر بن عبد الله الدميني، وهو الناشر طبقا لما ورد بالصفحةالرابعة، وصدر الكتاب سنة 1412هـ (ص 121 - 124 (
2 - روايات المدلسين في صحيح مسلم، كتبه عواد حسين الخلف (رسالة ماجستير)، صدر عن دار ابن حزم سنة 1421هـ (المبحثالثامن: من اعتبارات قبول عنعنة المدلس ص68 - ص71 (
روايات المدلسين في صحيحالبخاري، كتبه د/ عواد حسين الخلف (رسالة الدكتوراة)، صدر عن دار ابن حزم سنة 1423هـ (المبحث الثامن: ضوابط واعتبارات قبول عنعنة المدلس ص26 - ص31 (
¥