تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يلتفتوا إلى المُعَوِّقَاتِ، وأسوَؤُهَا في هذا الزمان فَتْوَى بعضِ الناسِ بعدم وجوبِ التجويد، ومثلُ هذه الفتوى هي من نوازلِ هذا العصرِ؛ لم يُعْهَدْ فيمَنْ تَقَدَّمَ مَنْ يُفتِي بذلك؛ فإن كانت من عالِمٍ فهي زَلَّةُ عالِمٍ، وإن كانت من جاهلٍ فيجب أن يُؤَدَّب إن كان لِحِمَى العلمِ اليومَ حُرَّاسٌ.

http://www.tafsir.net/images/fasil.gif

5- ـ شبكة التفسير: ما رأيكم في قراءة دعاء ختم القرآن في الصلاة؟

د. عبد العزيز القارئ: هو مذهب التابعين بمكةَ وبالبصرةِ، ويَرْوِي أهلُ المدينةِ فيه شيئاً، ويُذْكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ..

وإليه ذهَبَ الإمامُ أحمد؛ ولما سُئِلَ عن دليلِهِ قال: " رأيْتُ أهلَ مكةَ يفعلونه، وكان سفيانُ بن عيينة يفعله معهم بمكة ".

وهذا النوع من الاستدلال من الإمام أحمد رحمه الله يُعلِّمنا شيئاً كثيراً عن مناهج الأئمة المجتهدين في الاستدلال، فهو لم يستدلَّ بنصٍ مرفوعٍ أو موقوفٍ؛ بل بعملِ أهلِ مكةَ؛ أي عملِ التابعين بمكة وتابعي التابعين؛ لأنه مثَّلَ بسفيان بن عيينة؛ وهو من أتباع التابعين؛ فهذا يشبه استدلالَ مالكٍ رحمه الله بعملِ أهلِ المدينةِ.

وقد رأيْنَا جميعاً قوة تأثيرَ هذا الدعاءِ في الحرمين؛ لأنه يجتمع فيه أسبابٌ عظيمةٌ: بركةُ المكانِ، وبركةُ الزمانِ، وبركةُ القرآنِ، وجَوْدَةُ انتقاءِ الأدعيةِ، وتَنْغِيمُهَا؛ فإنَّ ذلك أَوْقَعُ في النفس؛ ولم يَفْقَهْ من قال: إنَّ تنغيمَ الدعاءِ بهذا الشكل بدعة، لقد أدركْتُ المفتي الأكبرَ سماحةَ الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله وكان يُنَغِّم خطبةَ الجمعةِ، وحضرْتُ عند سماحةِ الشيخ ابن باز رحمه الله وهو يُقْرَأُ عليه من كتبِ العِلْمِ بالتنغيمِ ويُقِرُّ ذلك؛ بل ويعجبُهُ، ولَمْ أُدْرِكْ أحداً من أهلِ العلمِ والفقهِ في زماننا أَشَدَّ على البدع من هذين الإمامين ..

لكن هناك مبالغةٌ في التطويلِ في دعاءِ الختم؛ وسببُهُ تِكرارُ الأدعيةِ، أحياناً تكرارُهَا لفظاً ومعنىً، وأحياناً تكرارُهَا معنىً؛ فينبغي إجادَةُ اختصارِهَا كما أجادوا انتقاءَهَا، وينبغي أيضاً اختيارُ الأدعيةِ الجامعةِ الثابتةِ بدلاً من الحرص على السجع المُتكَلَّف.

http://www.tafsir.net/images/fasil.gif

6- ـ شبكة التفسير: يذكر أن لكم مؤلفات مخطوطة في فنون متنوعة فما هي؟ إلى متى تبقى حبيسة عندكم؟

د. عبد العزيز القارئ: أنا من المُقِلِّين في التأليف؛ وإذا كتبْتُ في موضوعٍ علميٍّ فأطيلُ النَّفَسَ فيهِ، وبعضُ مؤلفاتي استغرق مني ستَّ عشرةَ سنةً، ثم نَشَرْتُ خلاصَتَهُ في أقلَّ من مائةٍ وخمسين صفحةً، وهو كتابي عن حديثِ الأحرف السبعة.

لكنَّ أهمَّ ما أشتغلُ به الآنَ مشروعُ التفسير، وهو تفسيرٌ على المنهج الذي شرحتُهُ وقدَّمْتُ أنْمُوذَجَاً له " تفسيرَ سورةِ العصر "؛ وأنا الآن أسبح في بَحْرِ الفاتحةِ ..

والآمال في هذا المجال كثيرة نسأل الله التوفيق والسداد.

http://www.tafsir.net/images/fasil.gif

7- ـ شبكة التفسير: بعد طرحكم لرأيكم في حل قضية الأحرف السبعة، هل جدَّ جديد في أفكاركم حول هذا الموضوع؟

د. عبد العزيز القارئ: مسألة الأحرف السبعة وَرَدَ بها حديثٌ متواترٌ؛ وهو يُعَدُّ من أندر الأمثلةِ على المتواترِ اللفظيِّ، فإن المتواتر اللفظيَّ من نُدْرته أنكر بعضُ المحدثين وجودَهُ ..

ومسألةُ الأحرف السبعة فيها خلافٌ كبيرٌ؛ ولذلك عُنِيتُ بها وصرفْتُ من أجلها ستَّةَ عَشَرَ عاماً من عمري أبحثُ في جوانبَ الموضوعِ حتى توصَّلْتُ إلى النتيجةِ التي بَيَّنْتُهَا إجمالاً وتفصيلاً في كتابي " حديث الأحرف السبعة "؛ وكلَّما تَعمَّقْتُ في البحث يزداد يقيني بما توصلْتُ إليه والحمد لله.

لكنني أتعجَّبُ من صنيعِ بعضِ الباحثين الذين كتَبُوا في هذا الموضوع بعدي؛ يكررون القولَ الذي انتقدْتُه في كتابي وبيَّنْتُ وجُوهَ بُطْلانِهِ؛ دون أن يجيبوا على تلك الوجوه؛ وهذا لا يصح في منهج البحث ..

ثم أكثرُهُم لا يستقْصِي المصادرَ، ولا يلتفتُ إلى من سبقه بل ربما لا يدري هل سبقه أحدُ أم لا!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير