تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الصحيح، حتى أنهم ذكروا منه ما لا يجوز ذكره مما فيه تقصير بمنصب الأنبياء-عليهم السلام-، أو حكاية ما يجب تنزيههم عنه) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn2) . كما أنه انتقد منهج المفسرين في سرد الإسرائيليات التي لا تصح، وخاصّة ما فيها انتقاص للأنبياء، وألزم نفسه بخلاف ذلك، حيث قال: (وأما نحن فاقتصرنا في هذا الكتاب من القصص على ما يتوقف التفسير عليه، وعلى ما ورد منه في الحديث الصحيح) [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn3) ، ولكن لم يلتزم –رحمه الله – بما قال التزاماً تاماً؛ حيث نقل شيئاً مما لا يصح، وما ليس فيه دليل، والأدهى من ذلك أن في بعضها انتقاصاً للأنبياء، كما سيأتي –بإذن الله في قصّة داودَ عليه السلام-، فعفا الله عنه، وجزاه بما خدم به كتاب الله مغفرةً عن كلّ خطأ.

وهنا سنذكر شيئاً من نماذج وقوف المؤلف –رحمه الله- عند القصص:

1. ذكر أقوال المفسرين في نوع الشجرة التي أكل منها آدم

–عليه السلام-، فقال: ((الشجرة)، قيل هي شجرة العنب، وقيل شجرة التين، وقيل الحنطة، وذلك مفتقر إلى نقل صحيح، واللفظ مبهم) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn4) ، فلم يجزم بشيء منها؛ لعدم المرجح المعتبر.

2. عند ذكره لقصة الذبيح، توقف لبيان المراد بالكبش، فنقل ما قد قيل فيه، فقال: (وروي أنه من كباش الجنّة، وقيل أنه الكبش الذي تقرّب به ولد آدم، ووصفه عظيم لذلك؛ أو لأنه من عند الله؛ أو أنه متقبل، وروي في القصص أن الذبيح قال لإبراهيم: اشدد رباطي لئلا أضطرب، واصرف بصرك عنّي لئلا ترحمني، وأنه أَمَرّ الشفرة على حلقة، فلم تقطع، فحينئذ جاءه الكبش من عند الله. وقد أكثر الناس في قصص هذه الآية، وتركناه لعدم صحته) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn5) .

3. وفي قصّة يوسف – عليه السلام -، حيث يكثر فيها الإسرائيليات، نجده يذكره شيئاً منها، ثم يبين منهجه في الإسرائيليات كما سبق، فقال عند قوله تعالى: (ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه) (يوسف: 24): (أكثر الناس الكلام في هذه الآية، حتى ألفوا فيها التآليف، فمنهم مفرط ومفرّط، وذلك أن منهم من جعل همّ المرأة وهمّ يوسف من حيث الفعل الذي أرادته، وذكروا في ذلك روايات، من جلوسه بين رجليها، وحلّه التكة، وغير ذلك مما لا ينبغي أن يقال به؛ لضعف نقله؛ ولنزاهة الأنبياء عن مثله) [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn6) . وذكر شيئاً من ذلك في بيان القميص الذي أرسله يوسف، وغير ذلك من مواضع الإسرائيليات التي دفعها ابن جزيّ، وتوقف عند طلب الدليل المرجح، وكلّ ذلك يعدّ من مناقبه اللامعة التي امتاز بها عن كثير من المفسرين.

ولكن من طبع البشر الزلل، فلا ندعي له العصمة، فقد نقل روايات ليته لم يذكرها، وليته اتبع منهجه الذي ذكره في مقدمته، وطبقه في مواضع كثيرة من تفسيره، منها:

عند قصّة داود –عليه السلام- في سورة "ص"، قال: (ونحن نذكر من ذلك ما هو أشهر وأقرب إلى تنزيه داود –عليه السلام-: روي أن أهل زمان داود –عليه السلام- كان يسأل بعضهم بعضاً أن ينزل عن امرأته، فيتزوجها إذا أعجبته ... الخ) [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn7) ، والجدير بالذكر تعنيفه على من تكلّم في قصة داود بلا دليل، فقال (قال علي ابن أبي طالب: " من حدّث بما يقول هؤلاء القصاص في أمر داود، جلدته حدين لما ارتكب من حرمة من رفع الله محله) [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn8) ، وما ذكره في قصة داود لا دليل عليه، إضافة إلى ما في القصة من انتقاص لمقام داود –عليه السلام-. وقد ذكر الشيخ صفي الرحمن مباركفوري في تعليقه على هذه القصة كلاماً جيداً، قال: (هذه القصة تنافي شرف الأنبياء وفضلهم، ونسبتها إلى داود فيه نظر، والظاهر أنها من اختلاق اليهود الذين نسبوا إلى أنبيائهم السرقة والزنا ... وأن الذي قدمه الخصمان صورة حقيقية لخصومة بينهما وليس بفرض أو تمثيل، وإنّ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير