تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

«قال بعض العلماء: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى، من حيث لطف الله بالقذفة العصاة بهذا اللفظ، وقيل أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى: ?وَبَشِّرِ اَلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ اللهِ فَضْلاً كَبِيرًا? [الأحزاب: 47]، وقد قال تعالى في آية أخرى: ?وَالذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ? [الشورى: 22] فشرح الفضل الكبير في هذه الآية وبشّر به المؤمنين في تلك.

ومن آيات الرجاء قوله تعالى: ?قُلْ يَا عِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِنْ رَحْمةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ? [الزمر: 53] وقوله تعالى: ?اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ? [الشورى: 19].

قال بعضهم: أرجى آية في كتاب الله عزّ وجلّ: ?وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرِضَى? [الضحى: 5]، وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرضى ببقاء أحد من أمّته في النار» اهـ كلام القرطبي.

ونقل الشنقيطيّ في "الأضواء" (6/ 163) عن بعض أهل العلم: «أرجى آية في كتاب الله عزّ وجلّ آية الدين وهي أطول آية في القرآن العظيم، وقد أوضح الله تبارك وتعالى فيها الطرق الكفيلة بصيانة الدَّيْنِ من الضياع ولو كان الدَّيْنُ حقيرا كما يدّل عليه قوله تعالى فيها ?وَلاَ تَسْأَمُواْ أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ? الآية: قالوا: هذا من المحافظة في آية الدين على صيانة مال المسلم، وعدم ضياعه، ولو قليلا يدلّ على العناية التامّة بمصالح المسلم، وذلك يدلّ على أنّ اللطيف الخبير لا يضّيعه يوم القيامة عند اشتداد الهول وشدّة حاجته إلى ربّه».

وقد نقل الجلال السيوطيّ في "الإتقان" (2/ 161) أقوالا أخرى في تعيين أرجى آية في القرآن فقال: «وقد اختلف في أرجى آية في القرآن على بضعة عشر قولا» ثمّ سردها وذكر منها ما سبقت الإشارة إليه وزاد عليها الآتي ذكره، منها قوله تعالى: ?وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي? [البقرة: 260] ووجه الرجاء في الآية أنّه رضي منه بقوله بلى كما ذكره السيوطيّ في مصدره المذكور منسوبا لابن عبّاس، ومنها قوله تعالى: ?وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ? [التوبة: 102] وهو من قول أبي عثمان النّهدي كما في كتاب التوبة لابن أبي الدنيا، ومنها قوله تعالى: ?فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القَوْمُ الفَاسِقُونَ? [الأحقاف: 35] قاله أبو جعفر النحّاس، ومنها قوله تعالى: ?وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ? [الرعد: 6] وهو منسوب لابن عبّاس، ووجه الرجاء في الآية أنّه قال: ?لَذُو مَغْفِرةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ? ولم يقل على إحسانهم، ومنها قوله تعالى: ?يَتِيمًا ذَا مَقْرَبةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ? [البلد: 15?16] وهو قول الشافعيّ حكاه عنه الهرويّ في "مناقب الشافعيّ" عن ابن عبد الحكم، ومنها قوله تعالى: ?قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً? [الإسراء: 84]، ومنها قوله تعالى: ?وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ? [سبأ: 17]، ومنها قوله تعالى: ?إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ العَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى? [طه: 48]، ومنها قوله تعالى: ?وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبْتَ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرِ? [الشورى: 30]، ومنها قوله تعالى: ?قُلْ لِلذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ? [الأنفال: 38]، ومنها قوله تعالى: ?إِنَّ الذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ? [فصلت: 30] أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة عن ابن عبّاس كما في الإتقان.

تفسير وبيان:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير