الإحسان:الذي ذكر الله فضائله في القرآن الكريم وخصال أهله:
1 - فبين أن إحساننا لنا كما قال: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها}.والله غني عن عباده.
2 - وأخبر بمحبته لأهل الإحسان فقال: {ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين}، وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}. وقال: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}. وقال: {فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين}.
3 - وأخبر أن الجنة لهم بل والنظر لوجهه الكريم فقال تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} والزيادة هي النظر لوجهه تعالى كما ثبت في الحديث الصحيح وقال: {ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}.
4 - وأخبر بما لهم في الدنيا والآخرة فقال: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير} وقال: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة}، وقال: {للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}.وقال: {كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين}، وقال: {خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين}.
5 - وأخبر بمعيته لهم فقال: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
6 - وأخبر أن المحسنين هم المهتدون بالقرآن فقال تعالى: {تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين}.
7 - وجعلهم من أهل البشارة فقال: {كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين} وقال: {لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين}.
8 - كما أنه سبحانه أمر بالإحسان فقال: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}. وصدق القائل:
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة ... فلن يدوم على الإحسان إمكان.
الإحسان من حيث متعلقه قسمان:
القسم الأول:الإحسان في عبادة الخالق: الإحسان مع الله وفي عبادة الله وهذا قد عرفه وحدد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه في حديث جبريل الطويل وفيه: " قال فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". فهذا الإحسان مع الله وهو المراقبة كما قال: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}.إذا فالإحسان في عبادة الخالق هو الجد في القيام بحقوق الله على وجه النصح والتكميل لها.وهذا يشمل الإخلاص له والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وتحتهما كل خير ديني ودنيوي.
القسم الثاني: الإحسان في معاملة الخلق: وينقسم في حكمه إلى واجب ومستحب فالواجب هو القيام معهم بما أوجبه الله عليك لهم كما أمرك به ربك والمستحب هو كما قال البن سعدي رحمه الله: {وهو ما زاد على ذلك من بذل نفع بدني أو مالي أو عملي أو توجيه لخير ديني أو مصلحة دنيوية فكل معروف صدقة وكل ما أدخل السرور على الخلق صدقة وإحسان وكل ما أزال عنهم ما يكرهون ودفع عنهم ما لا يرتضون من قليل أو كثير فهو صدقة وإحسان}. وقال: {فالإحسان: هو بذل جميع المنافع من أي نوع كان لأي مخلوق يكون، ولكنه يتفاوت بتفاوت المحسن إليهم وحقهم ومقامهم وبحسب الإحسان وعظم موقعه وعظيم نفعه وبحسب إيمان المحسن وإخلاصه والسبب الداعي له إلى ذلك}. (بهجة قلوب الأبرار 236).
1 - إلى الوالدين قال تعالى: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} وقال جل وعلا: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل} فذكر في هذه الآية الكريمة جملة ممن أوجب على عباده الإحسان إليهم وقال جل جلاله: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا}.
2 - و الإحسان لسائر البشر فقال تعالى: {وقولوا للناس حسنا}. فيدخل فيه البر والفاجر وقد روى البخاري في الأدب المفرد بسند بإسناد حسن عن محمد بن علي بن أبي طالب {ابن الحنفية} في قوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} قال: هي مسجلة للبر والفاجر.
¥