لما كانت الأرض التي خلقها الله لهم ومهدها لاستقرارهم، يعبدون عليها غير خالقها،ويعظمون عليها الأصنام التي هي من شجرها أو حجرها، خوفهم بما هو أقرب إليهم من الأشياء التي أهلك بها من كان قبلهم.
والأية الثانية تخويف بالحاصب من السماء،وهي التي لا يصعد عليها الطيب من كلامهم،ولا الحسن من عملهم، إلا سيئات أفعالهم، ونتائج ما كتب عليهم، وتلك حالة ثانية، فذكر في الثانية.
" أهـ.
وو رد في تفسير ابن كثير:
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}
وهكذا قال سعيد بن جُبَيْر، وأبو مالك ومجاهد، والسُّدِّي وابن زيد في قوله: {عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} يعني: الرجم. {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} يعني: الخسف. وهذا هو اختيار ابن جرير.
ورواه ابن جرير، عن يونس، عن ابن وَهْب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: كان عبد الله بن مسعود [رضي الله عنه] يصيح وهو في المجلس -أو على المنبر -يقول: ألا أيها الناس، إنه قد نزل بكم.
إن الله يقول: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ [أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ]} لو جاءكم عذاب من السماء، لم يبق منكم أحدا {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} لو خسف بكم الأرض أهلككم، لم يبق منكم أحدا {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ألا إنه نزل بكم أسوأ الثلاث.
قول ثان: قال ابن جرير وابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وَهْب، سمعت خلاد بن سليمان يقول: سمعت عامر بن عبد الرحمن يقول: إن ابن عباس كان يقول في هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} فأما العذاب من فوقكم، فأئمة السوء {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} فخدم السوء.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} يعني: أمراءكم. {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} يعني: عبيدكم وسفلتكم.
وحكى ابن أبي حاتم، عن أبي سنان وعمير بن هانئ، نحو ذلك.
وقال ابن جرير: وهذا القول وإن كان له وجه صحيح، لكن الأول أظهر وأقوى.
وهو كما قال ابن جرير، رحمه الله، ويشهد له بالصحة قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ * [وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ]} [الملك: 16 - 18]، وفي الحديث: "ليكونن في هذه الأمة قَذْفٌ وخَسْفٌ ومَسْخٌ" وذلك مذكور مع نظائره في أمارات الساعة وأشراطها وظهور الآيات ... "
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[01 - 03 - 08, 03:29 م]ـ
والبحث الذي قصدته بما سبق هو:
تفسير القرآن بالقرآن: دراسة في المفهوم والمنهج.
للأخت الفاضلة:
أ. سعاد كوريم
المصدر: مجلة إسلامية المعرفة (العدد 49).
وقد أبديت وجهة نظري في بعض الأمور التي حواها بحثها في ملتقى أهل التفسير،وهي بالمناسبة عضوة فيه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10657
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[01 - 03 - 08, 05:12 م]ـ
ذكر العلامة ابن السعدي، في كتابه،
القواعد الحسان في تفسير القرآن،
قواعد لا تستقيم مع الذي أشارت إليه الكاتبة،
أن تفسير القرآن بالقرآن ليس هو أقوى التفاسير على الإطلاق،
وهي كما يلي:
القاعدة الثانية عشرة
الآيات القرآنية التي يفهم منها قصَّار النظر التعارض:
يجب حمل كل نوع منها على ما يليق ويناسب المقام
كل بحسبه
وهذا في مواضع متعددة من القرآن:
¥