ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 05:24 م]ـ
والدليل على صحة كلامي أيضا يا شيخنا أن التضمين أيضا ليس بعيب عند الأخفش كما ذكر ابن سيده وغيره.
وقال ابن جني: [تاج العروس - ضمن]
((هذا الذى رواه أبو الحسن [يعني الأخفش] من أن التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه ولم يعب فيه مذهبهم من وجهين أحدهما السماع والآخر القياس؛ أما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين وأما القياس فلان العرب قد وضعت الشعر وضعا دلت به على جواز التضمين
وذلك ما انشده أبو زيد وسيبويه وغيرهما من قول الربيع بن ضبع الفزارى:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا * أملك رأس البعير إن نفرا
والذئبَ أخشاه إن مررت به * وحدي وأخشى الرياح والمطرا
فنصبُ العرب الذئب هنا واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل وهى قوله لا أملك يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعا مجرى قولهم (ضربت زيدا وعمرا لقيته؛ فكأنه قال ولقيت عمرا لتجانس الجملتين في التركيب فلولا أن البيتين جميعا عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعا نصب الذئب، ولكن دل على اتصال أحد البيتين بصاحبه وكونهما معا كالجملة المعطوف بعضها على بعض وحكم المعطوف والمعطوف عليه أن يجريا مجرى العقدة الواحدة، هذا حكم القياس في حسن التضمين إلا أن بإزائه شيئا آخر يقبح التضمين لأجله وهو أن أبا الحسن وغيره قد قالوا إن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه فمن هنا قبح التضمين شيئا ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حسن))
لاحظ هنا أن ابن جني جعل قولي الأخفش متناقضين، وحاول التوليف بينهما.
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[01 - 08 - 07, 09:15 م]ـ
قال ابن جني:
فكل من فرق له عن علة صحيحة، وطريق نهجة كان خليل نفسه، وأبا عمرو فكره.
أقول: قد فرقت لي علة تخالف أختيها, وهي أن العرب كما أجازت لنفسها أن تردف بين الواو والياء للتقارب فيما بينهما, أجازت لنفسها أن تردف بين الضم والجر لأن الحركات أبعاض للحروف, وفروع عنها, إلا أنها لم تعد الردف عيباً كالإقواء, لسببين:1 - إما لأن الردف واقع في الحروف, وهي أصول, والإقواء واقع في الحركات وهي فروع, والفروع تنحط رتبة عن الأصول.
2 - وإما لأن الردف واقع قبل حرف الروي, والإقواء واقع بعده, فتتجاوز الأذن عن تغير الإيقاع في الأول للوصل بما بعده ويعلق بها تغير الإيقاع في الآخر للوقف عليه ..
ولذلك خصت القافية بأحكام لم يخص بها أولها ..
هذا ما فرق لي من علة, فإن أصبت فبفضل من الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
وبالله التوفيق ..
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[02 - 08 - 07, 02:20 ص]ـ
جزاكم المولى عظيم الأجر
لكن مع الأمثلة إن أمكن
وأحفظ في هذا
زعم البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذلك نبأنا الغراب الأسودُ
ذلك بعد
أمن آل مية رائح أو مغتدي ... عجلا ذا زاد وغير مزود -بالكسر-
ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[18 - 09 - 07, 03:57 ص]ـ
في طبقات فحول الشعراء للجمحي 1/ 71
[والإقواء ... في شعر الأعراب كثيرٌ، ودون الفحول من الشعراء، ولا يجوز لمولَّد؛ لأنهم قد عرفوا عيبَه، والبدويُّ لا يأبه له؛ فهو أعْذَرُ]
انظر قوله (دون الفحول)؛ فالإقواء قليل في شعر الفحول، وخبر النابغة وبشر بن أبي خازم يؤكّد هذا.
وكان الرُّواةُ المتقدِّمون يُصْلحونَ ما انحرفَ مِن الشِّعرِ؛ ولك شاهدٌ في خبر الراوية الذي دخل على جرير والفرزدق فوجد رواتهما يُصْلِحون ما فيه من الإقواء.
والله أعلم
ـ[خشان خشان]ــــــــ[11 - 11 - 07, 10:34 ص]ـ
السلام عليكم
خطرخاطر لا أعرف مدى صحته، ورأيت أن أعرضه في هذا المقام فربما يكون لأحد من الأساتذة الكرام فيه رأي.
ألا يمكن أن يكون بعض الشعراء الجاهليين يسكن حرف الروي أحيانا في إلقائه للشعر كأن يكون قول النابغة:
سقطَ النّصيفُ، ولم تردْ إسقاطهُ، ... فتناولتْهُ واتّقتنا باليدْ
بمخضَّبٍ رخصٍ كأنَّ بنانَه ... عنمٌ يكادُ من اللطافةِ يعقدْ
فيكون الضرب على وزن متَفاعلْ أو متْفاعلْ
وربما يؤيد ذلك ما روي من أن النابغة لم يفطن إلى الإقواء حتى أدي شعره غناء والغناء عادة أميل للمد من التسكين.
والله أعلم
ـ[خشان خشان]ــــــــ[11 - 11 - 07, 11:08 ص]ـ
ندمت على تسرعي في الرد قبل أن أقرأ الحوار المفيد بين الأساتذة الكرام، فحاولت تحرير المشاركة فما وجدت لذلك سبيلا، فكان لزاما أن أعتذر عن تسرعي أولا ثم أضيف بعض أفادني به حوارهم من تساؤلات ربما يكون لبعض أهل العلم إجابة عليها
هل كان الإقواء لدى شعراء قبائل معينة أكثر منه لدى سواهم؟ إن صح ذلك فقد يكون للأمر علاقة باللهجة التي قد تكون غلبة احتمال التسكين لدى بعض القبائل.
هل الإقواء في قواف معينه أكثر منه في قواف أخرى؟ وهل له علاقة بروي دون روي؟
ولأساتذتي الكرام هنا تقديري ودعائي لهم بكل خير.