تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:12 م]ـ

وفقك الله يا أستاذي الكريم

لعلك أثرت مسألة مهمة جدا في باب التحقيق ومناهج المحققين، ألا وهي أن العلوم والمعارف التي ينبغي أن يحيط بها المحقق لا تكاد تحصى، ولهذا يظهر من كلامكم الكريم أن هذا مستحيل، وبما أنه مستحيل فالذي يظهر من كلامكم الكريم أيضا أنه لا يلزم تحصيله؛ لأن المستحيل لا يمكن تحصيله، فضلا عن أن يلزم تحصيله.

وهذا الكلام صحيح لا شك فيه، ولم يقل أحد مطلقا في القديم ولا في الحديث إن المحقق يجب أن يكون محيطا بلغتين فضلا عن 23 لغة!! ولا أنه لا بد أن يحيط بتواريخ العلوم التي يحققها، ولا شيء مما تقول.

ولكن هذا أيضا لا يمكن أن يعني يا شيخنا الفاضل أن المحقق ليس له أدوات أساسية لا يصح عمله بغيرها، ولا يمكن أن يعني أيضا أنه قد يُتغاضى عن الأخطاء الواضحة في التحقيق من أجل أن يتخصص المحقق في مجال طبي أو فلكي أو علمي عموما.

فالأدوات النصية هي أدوات لازمة للمحقق أيا كان تخصصه، وهذا أمر واضح بالبديهة فيما أظن؛ كما هو واضح أن المترجم لا بد أن يكون عالما باللغة التي يترجم منها وباللغة التي يترجم إليها، فهذه أدوات أساسية لا يمكن التغاضي عنها، ثم بعد ذلك إن كان المترجم عالما بالتخصص الذي يترجم فيه فهذا مهم جدا ولا شك، ولكنه ليس أكثر أهمية من علمه باللغتين.

ولا شك أنه لا يخفى عليك يا شيخنا الفاضل أن المحقق إذا أخطأ في فهم اصطلاح طبي أو معلومة طبية فلن يكون هذا أسوأ من تحريف كلام المؤلف لغويا؛ لأن المطلوب من المحقق أن يخرج لنا نصا صحيحا، ولا شك أنه من المفضل أن يكون المحقق على علم تام بمادة الكتاب، ولكن ليس هذا أولى من إخراج النص إخراجا صحيحا.

ولو كان ما تقول صحيحا لما كان هناك فرق بين (العالم بالطب) وبين (محقق كتب الطب)، ولصار في إمكان أي إنسان متبحر في الطب أن يحقق نصوص كتب الطب، ولا أظن أحدا يقول بذلك.

وعلى كل حال يا أخي الكريم أنا أردت فقط أن أرشدك إلى أهمية هذا الباب الذي يغفله أكثر المحققين والله المستعان، وليس هذا خاصا بعلم الطب فقط، بل هو عام في معظم المحققين إلا من رحم الله، فتجد بعض المحققين متخصصا في الفقه ويحقق كتابا في الفقه، ولكنه لا يعرف الأدوات الأساسية للتحقيق، فيخرج الكتاب مبتورا مشوها!! وبعضهم متخصص في علم الحديث ويحقق كتابا في الحديث، ولكن الكتاب مع ذلك يخرج مشهوا ممسوخا!! وبعضهم يحقق كتابا في العقائد والكلام والمتكلمين، وهو متخصص في هذه العلوم، ولكنه يخرج الكتاب أعجميا!!

والخلاصة يا شيخنا الكريم أن التحقيق له أدوات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وأدوات إضافية يفضل ويستحسن العلم بها، ولا يمكن التنازل عن الأولى من أجل الثانية، وانظر هنا غير مأمور:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79377

والله أعلم

ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[30 - 07 - 07, 08:50 م]ـ

بعد التحية ...

اخي مالك،

قرات مجدداً نصائحك العشر ... و هي محصول وعي و خبرة ... اشكرك من كل قلبي عليها ...

ومن ذلك أن بعض المحققين يلتزم مثلا بضبط جميع كَلِمِ الكتاب، ثم تراه أحيانا كثيرة يضبط ما لا يُشْكِلُ ويدع ضبط المُشْكِل!!

لعلي أعمل بهذه ...

عِلما، باني حققت عدة نصوص مُسبقاً لنفسي و لم أنشرها ... أما هذا، فهو أول ما اود ذلك ... ولذا، تراني اعاني من تشتت الجهد، و كثرة في الوسواس ... لعلي (أقصد إلى المهم ولا اُشتت جهدك) ...

بالنسبة لطلبي كتابٌ حول العربية، فلم يكن ذلك كي اعلم أن المبتدا مرفوع، وإنما كي يكون عوناً لما اشك في جوازه، لاسيما لما يرد من خطأ النساخ، او لحن المؤلف ... او إختلاف اهل العلم و النظر حول جواز اللفظ بأكثر من شكل ... ومثال ذلك، كلمة مَعِدة يمكن لها أن تكون مِعْدة، و كلاهما صحيح، ولعل في الإعراب شبيه لهذا ...

ختاما، لدي سؤال، هو: اذا تيقن المُحقق من خطأ المؤلف و لحنه في القول، أليس من الواجب الحفاظ على رسم المؤلف، بإعتبار ذلك مرآة لثقافة المؤلف اللغوية ... وشاهداً على لفظ الكلمات في زمانه؟

حيث اني كثيراً ما ارى مؤلف كتابي، ينصب ما يُفترض رفعه، و ليس في الأمر إلا عدم احاطته بالعربية كما يجب (ذكر ابن ابي اصيبعة عدداً من الاطباء و المترجمين ممن يُلحنون، و ليس هذا أولهم) ...

و إن لم يكن من مانع، سألتك مجددا عما أشكل علي، و إن شاء الله، إطمئن أني سأستشير أهل التخصص في العربية أيضًا فيمن استشير، لكيلا يكون الكتاب كأكثر ما يُطبع .. مع محاولتي الجادة في سعةٍ من الوقت لأن يكون النص سالماً، و الله من وراء القصد ...

ولك الشكر مجدداً،

ـ[أحمد عبدالسلام العمادي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 09:03 م]ـ

كلنا على استعداد لخدمتك بما يسعنا مما عندنا، والواجب أن تصحح ما بدر من أخطاء المؤلف حتى وإن كانت نحوية، وإن كانت قليلة فتشير إليها في هوامش التحقيق، أما إذا غلبت على المؤلف وتيقنت أنها من÷ فتشير إلى ذلك في الدراسة التي تعقدها عن المؤلف، وتخرج النص صحيحاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير