تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:32 ص]ـ

وقال أبو محمد ابن حزم رحمه الله:

((وأما النحو واللغة ففرض على الكفاية ... ؛ لأن الله يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} وأنزل القرآن على نبيه بلسان عربي مبين؛ فمن لم يعلم النحو واللغة فلم يعلم اللسان الذي به بيّن الله لنا ديننا وخاطبنا به، ومن لم يعلم ذلك فلم يعلم دينه، ومن لم يعلم دينه ففرض عليه أن يتعلمه، وفرض عليه واجب تعلم النحو واللغة، ولا بد منه على الكفاية كما قدمنا ..

ولو سقط علم النحو لسقط فهم القرآن، وفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ... ولو سقط لسقط الإسلام.

فمن طلب النحو واللغة على نية إقامة الشريعة بذلك، وليفهم بهما كلام الله تعالى وكلام نبيه عليه الصلاة والسلام، وليفهمه غيره؛ فهذا له أجر عظيم ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد.

وأما من وسم اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل للنحو واللغة فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة، وحرام على المسلمين أن يستفتوه؛ لأنه لا علم له باللسان الذي خاطبنا الله تعالى به. وإذا لم يعلمه فحرام عليه أن يفتي بما لا يعلم ....

فمن لم يعلم اللسان الذي به خاطبنا الله عز وجل، ولم يعرف اختلاف المعاني فيه لاختلاف الحركات في ألفاظه، ثم أخبر عن الله بأوامره ونواهيه، فقد قال على الله ما لا يعلم ...

وكيف يفتي في الطهارة من لا يعلم الصعيد في لغة العرب؟! وكيف يفتي في الذبائح من لا يدري ماذا يقع عليه اسم الذكاة في لغة العرب؟! أم كيف يفتي في الدين من لا يدري خفض اللام أو رفعها في قول الله عز وجل: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} ومثل هذا في القرآن والسنة كثير ... وفي هذا كفاية)).

ـ[أبو يحيى المغربي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:38 ص]ـ

زادك الله تسديدا وتوفيقا شيخنا الجليل و أثابك المولى على حبك الكبير للغة العربية و الغيرة عليها. ووالله إننا نحبك في الله بما تتحفنا به من مواضيع و نحن نتابع بترقب كبير كل ما تسطره

ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:53 ص]ـ

أكمل أكمل وفقك الله وسدد خطاك

ولا فضَ الله فاك في تعليم طلاب العلم أبدا وجعلك للمتقين إماما

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 08 - 07, 03:10 م]ـ

جزاكم الله خيرا إخواني الكرام

قال إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري:

(( ..... مع أنه غير موجود في شيء من كلام العرب أن يقال: "علمت كذا" بمعنى رأيته، وإنما يجوز توجيه معاني ما في كتاب الله الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم منَ الكلام إلى ما كان موجودًا مثله في كلام العرب، دون ما لم يَكن موجودًا في كلامها)).

وقال في موضع آخر:

((والذي هو أولى بكتاب الله عز وجل أن يوجِّه إليه من اللغات، الأفصح الأعرفُ من كلام العرب، دون الأنكر الأجهل من منطقها))

وقال في موضع آخر:

((وذلك أن تأويل كتاب الله تبارك وتعالى، غير جائز صرفه إلا إلى الأغلب من كلام العرب الذين نزل بلسانهم القرآن، المعروفِ فيهم، دون الأنكر الذي لا تتعارفه، إلا أن يقوم بخلاف ذلك حجة يجب التسليم لها))

وقال في موضع آخر:

(( .... لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حجَّة على شيء منه بخلاف ذلك فيسلم لها. وذلك أنه جل ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به، لإفهامهم معنى مَا خاطبهم به))

وقال في موضع آخر:

(( .... فأما الذين قالوا في ذلك غير قولنا ممن قال فيه على وجه الانتزاع من كلام العرب، من غير أن يعزوه إلى إمام من الصحابة أو التابعين، وعلى وجه يحتمل الكلام من غير وجهه المعروف، فإنهم اختلفوا في معناه بينهم .... ))

ـ[صخر]ــــــــ[09 - 08 - 07, 03:40 م]ـ

لكم كنت متحاجا لهذه النقول

أكرمكم الكريم شيخنا أبامالك

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 04:21 م]ـ

وفقكم الله وسدد خطاكم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في < بيان تلبيس الجهمية 7/ 399 - 400 >

(( .... معرفة اللغات والعرف الذي يخاطب بها كل مخاطب من أهم ما ينبغي الاعتناء به في فهم كلام المتكلمين وتفسيره، وتأويله، ومعرفة المراد به. فإن اللغة الواحدة تشتمل على لغة أصلية، وعلى أنواع من الاصطلاحات الطارئة الخاصة والعامة. فمن اعتاد المخاطبة ببعض تلك الاصطلاحات يعتقد أن ذلك الاصطلاح هو اصطلاح أهل اللغة نفسها. فيحمل عليه كلام أهلها فيقع في غلط عظيم. وقد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء. فعلينا أن نعرف لغة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخاطب بها خصوصا، فإنها هي الطريق إلى معرفة كلامه، ومعناه، حتى أن بين لغة قريش وغيرهم فروقا من لم يعرفها فقد يغلط في ذلك))

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 06:44 ص]ـ

قال العلامة تقي الدين الهلالي في (تقويم اللسانين ص 130):

(( ... والحق أن السبب الذي بغض الناس في اللغة العربية ليس إعرابها ولا صعوبة قواعدها ولكن خذلان أهلها لها، وعدم شعورهم بواجب خدمتها فضيعوها كما ضيعوا غيرها من الواجبات)).

قلت: هذا واقع تراه في أقرب الناس إلى العلم الشرعي من المشايخ وطلبة العلم.

ولو سئل بعضهم عن آخر عهده بالنظر في كتب العربية لقال: لا أذكر!

والمصيبة الكبرى أن كثيرا منهم يظن أن علوم العربية مجرد كماليات في طلب العلم وليست من أصوله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير