تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: من المؤكد أن بينهما فرقاً، بدليل استعمال القرآن لفظ الإكمال للدين، ولفظ الإتمام للنعمة .. فما ذكره العسكري أقرب الى الصواب، والظاهر أن مادة (كمل) تستعمل للمركب الذي لايحصل الغرض منه إلا بكل أجزائه، فهو يكمل بها جميعاً، وإن نقص شئ منها يكون وجوده ناقصاً أو مثلوماً! ولذا قال علي عليه السلام سيد الفصحاء بعد النبي صلى الله عليه وآله في عهده لمالك الأشتر، كما في نهج البلاغة: 3/ 103: (فأعط الله من بدنك في ليلك ونهارك، ووف ما تقربت به إلى الله من ذلك، كاملا غير مثلوم ولا منقوص بالغاً من بدنك ما بلغ). انتهى.

فالإكمال منصب على نفس الشئ، لرفع نقص أجزائه أو ثلمه ..

أما الإتمام فهو أعم منه لأنه قد ينصب على نفس الشئ أو هدفه وغرضه ..

فقوله تعالى (أكملت لكم دينكم) معناه إكماله بتنزيل جزئه المكمل لمركبه، وبدونه يبقى الاسلام ناقصاً مثلوماً، بمثابة غير الموجود. وهو تعبير آخر عن قوله تعالى (فإن لم تفعل فما بلغت رسالته) لأن الاسلام للمركب من الدين وآلية تطبيقه التي هي الامامة، وعدم تبليغ الجزء المكمل للمركب يساوي عدم تبليغ شئ منه!

أما قوله تعالى (وأتممت عليكم نعمتي) فهو يعني النعمة بتنزيل الاسلام وشروط تحقيق أغراضه وأهدافه في الأرض، فهو تعالى بإكمال مركب الدين بالامامة أتم النعمة على المسلمين، وبها ضمن تحقيق هدف الدين في الأرض، إن هم أطاعوا الامام الذي نصبه لهم.

وبذلك يتضح أن الامامة جزء لايتجزأ من الاسلام، فلا وجود حقيقيا له بدونها، لأن وجوده الشكلي بمثابة العدم .. كما أن تبليغ النبي للإمامة تتميم للنعمة الالهية على هذه الأمة، فالنعمة موجودة بدون تبليغها، لكنها لاتكون تامة إلا بها!

وللراغب الأصفهاني لفتة جيدة في معنى الآية، وهي أن إكمال الدين يعني ثبات صيغته النهائية وعدم نزول النسخ عليه الى يوم القيامة .. قال في مفرداته ص 440: (وقوله: وتمت كلمة ربك، إشارة إلى نحو قوله: اليوم أكملت لكم دينكم .. الآية، ونبه بذلك أنه لاتنسخ الشريعة بعد هذا). انتهى.

وهذه يعني أن النسخ كان مفتوحاً في القرآن والسنة حتى نزلت الامامة، فانتهى النسخ وكمل الدين بصيغته الخالدة، وتمت به النعمة

نقلاً عن

http://http://www.alameli.net/books/index.php?id=1141

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير