[ما الفرق بين الاستغناء بلغة عن لغة وتداخل اللغات]
ـ[عبد القوي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام أشكل علي الفرق بين الاستغناء والتداخل حيث فرق بينهما الطالب بن حمدون في حاشيته على شرح بحرق الصغير على لامية الأفعال فقال رحمه الله تعالى في معنى
تداخل اللغات: (أن يؤخذ الماضي من لغة والمضارع من لغة أخرى كقول بعض العرب كُدت بضم الكاف تكاد فأخذ الماضي من لغة من يجعل كاد على وزن فعُل بالضم وأخذ المضارع من لغة من يجعلها على زنة فعِل بالكسر والتحقيق أن هذا من قبيل الاستغناء أي استغنى صاحب هذه اللغة عن مضارع لغته بمضارع لغة غيره لا من قبيل التداخل إذ التداخل هو اشتراك أمرين في الدخول في أصل الفعل بأن يكون كل منهما داخلا مشاركا لغيره فيه فلو لم يكن إلا واحد لم يتحقق التداخل فيه فالفعل غذا كان ذا وجهين في الماضي وجاء مضارعه على مقتضى كل واحد منهما كفضل وقنط فإنهما جاءا من بابي فعل بفتح العين وكسرها وجاء مضارع الأول من بابي نصر وعلم ومضارع الثاني من بابي ضرب وعلم فغذا قيل في الأول بكسر عين الماضي وضم عين المضارع أو بالفتح فيهما وقيل في الثاني بكسرهما أو فتحهما فقد دخل أحد المضارعين على ألآخر في ماضيه وكان المضارعان متداخلين فإن لم يأت إلا مضارع واحد على مقتضى إحدى لغتي الماضي ككدت تكاد كان ذلك استغناء.) ا. هـ
ففهمت من كلامه هذا أن التداخل شرطه أن أن يكون مضارع اللغتين مسموعان عن العرب كفضُل يفضُل وفضِل يفضَل فقد سمع مضارع اللغتين وسمع كذلك لغة ثالثه وهي فضِل يفضُل فهذا تداخل أما لو لم يسمع إلا مضارعا واحدا فهو قياس على أحد لغتي الماضي واستغناء على اللغة الأخرى مثاله كُدت تكاد حيث لم يسمع تكود وإن اقتضاه القياس فهل هذا الفهم صحيح وإذا كان صحيحا فقد أشكل علي قول بن مالك في شرح التسهيل (وروي عن بعض العرب كُدت تكاد فجاء بماضيه على فعُل وبمضارعه على يفعَل وهي عندي من تداخل اللغتين فاستغني بمضارع أحد المثالين عن مضارع الآخر وكان حق كُدت بالضم أن يقال في مضارعه تكود لكن استغني عنه بمضارع المكسور الكاف فإنه على فعل بالكسر فاستحق أن يكون مضارعه على يفعَل فأغناهم يكاد عن يكود)
فظاهر كلام ابن مالك أنه لا فرق بين التداخل والاستغناء
ومثله قول ابن عقيل في شرح التسهيل قال (وقالوا: يفضل بضم العين والماضي مكسورها استغناء بمضارع فعل بفتح العين عن مضارع المكسور)
ثم إني لم أفهم معنى قول بن حمدون (هو اشتراك أمرين في الدخول في أصل الفعل بأن يكون كل منهما داخلا مشاركا لغيره فيه)
أرجو الإفادة والتوجيه جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 04:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه المسائل من باب الاصطلاح ولا مشاحة فيه، والكلام الذي تفضلت بنقله مفهوم، وإذا فهم الكلام لم يبق للاستشكال وجه إلا من باب بيان اصطلاحات العلماء وأعرافهم.
والتحقيق الذي ذكره صاحب الحاشية فيه نظر، بل التداخل - في عرف العلماء - يشمل الحالة المذكورة.
بيان ذلك أن الاستغناء يقتضي شيئين فقط: مستغنى عنه ومستغنى به، فإذا قلت مثلا: العرب استغنوا بـ (ترك) عن (ودع)، فيكون لدينا مستغنى عنه وهو (ودع) ومستغنى به وهو (ترك)، وهذا الأمر لا علاقة له بالمضارع من الفعلين.
أما التداخل فيقتضي أربعة أشياء: أولان بينهما ارتباط، وأخيران بينهما ارتباط، فإذا استعمل أول الأولين مع ثاني الأخيرين أو العكس، فيكون هذا من باب التداخل.
فإذا تركنا استعمال شيء من هذه الأشياء الأربعة لاستغنائنا عنه بغيره فيكون هذا استغناء.
فوجود التداخل لا يمنع من وجود الاستغناء، إذ لا تعارض بينهما، وكلام ابن مالك يدل على ذلك.
فإذا تكلم العربي بـ (يكاد) وترك (يكود) فهذا استغناء، لأن هذا الكلام لا يتعلق بالماضي أصلا.
أما إذا استعمل العربي (يكاد) مع (كُدت) فهذا تداخل حتى لو لم يعرف المضارع الآخر.
فاجتمع في هذا المثال الاستغناء والتداخل.
والله أعلم.
ـ[عبد القوي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أبا مالك على التوضيح ولقد أفدتني كثيرا في التقسيم والشرح