[لولا و لولاك]
ـ[الحادرة]ــــــــ[23 - 04 - 08, 04:10 م]ـ
السلام عليكم يقول أهل اللغة أن لولا حرف امتناع لامتناع يجب أن يرد بعده اسم ظاهر أو ضمير منفصل ولا يجوز لولاك ولولاه .. إلا في الشعر ضرورة.
هل هذا صحيح؟
الرجاء إفادتي بوجه إعراب لولاك مع التعليل والشواهد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 04:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأكثرون على جواز (لولاك) و (لولاه)، وهو قول سيبويه والأخفش، ولا نزاع أن (لولا أنت) أفصح ولم يرد في القرآن سواه.
وذهب المبرد ومن تبعه إلى أنه لا يجوز ذلك.
وأكبر ظني أن هذا الخلاف انتهى.
ولم يختلف أهل اللغة في جواز (لولاه) و (لولاك)، لوروده في أشعار العرب الفصحاء وإجماع النقلة على نقله.
كما في قول يزيد بن الحكم الثقفي:
وكم موطن لولاي طحت كما هوى .................... بأجرامه من قلة النيق منهوي
في شواهد أخرى ذكرها أبو البركات الأنباري في الإنصاف (المسألة السابعة والتسعون).
ومن الشواهد أيضا ما ورد عن عنترة:
يا نسيم الحجاز لولاك تطفا .................. نار قلبي أذاب جسمي اللهيب
وقول مجنون ليلى:
معذبتي لولاك ما كنت هائما .................. أبيت سخين العين حران باكيا
وقول عبيد بن الأبرص:
وركضك لولاه لقيت الذي لقوا .................. فذاك الذي أنجاك مما هنالكا
وقول الأخطل:
أسمعتكم يوم أدعو في مودأة ..................... لولاكم شع لحمي عندها ودمي
وقول أعشى همدان:
وقوم نجي تلافيته ..................... ولولاي لاصطلم العسكر
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 08:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل أبا مالك
وقد سأل أخونا الحادرة عن إعراب [لولاك]
وهذا ما ورد عنها في معجم القواعد العربية وهو كتاب الكتروني رائع وقد أرفقته بالمشاركة:
لَولا ولَومَا: لهذينِ الحَرفَين استعمالان:
أحَدُهُما: أَن يدُلا على امتِناع جَوابِهِما لوُجود تَاليهما فَيَخْتَصَّان بالجُملِ الاسمية، نحو: {لَولاَ أَنتُمْ لَكُنّا مُؤْمِنِينَ} (الآية "31" من سورة سبأ "34")، وقول الشاعر:
لَولا الإصاخَة للوشاةِ لكانَ لي * من بعدِ سُخطِكَ في الرِّضاءِ رَجاءُ
والاسمُ المبتَدأ بعدَ "لولا" الامتناعية يَجِبُ حذفُ خَبَرِهِ، لأنه مَعْلومٌ بمُقتضى مَعنى "لولا".
(=الخبر "14").
والمَدْلُولُ على امْتِناعِه هو الجَوابُ، والمَدلُولُ على ثُبوته هو المُبْتدأ، وقد يُحذَفُ جَوابُ "لَولا" للتَّعْظيم وذلكَ في قوله تعالى: {ولَوْلاَ فَضْلُ اللَّه عَلَيكُم ورحمتُه وأنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكيم} (الآية "10" من سورة النور "24").
الثّاني: أنْ يَدُلاَّ على التَّحضِيضِ فَيَخْتَصَّان بالفِعْلِيَّة نحو {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْنَا المَلائِكَةُ} (الآية "21" من سورة الفرقان "25")، {لَوْمْا تَأتِينَا بِالملاَئِكَةِ} (الآية "7" من سورة الحجر "15").
ويُسَاوِيهِما في التَّحضِيضِ والاخْتِصَاص بالأفْعال "هَلاَّ وأَلاَّ وَأَلا". وقَدْ يَلي حَرفَ التَّحْضِيضِ اسمٌ مَعْمولٌ لِفعلٍ: إمَّا مُضْمَرٌٍ كالحديث: "فَهَلاَّ بِكراً تُلاَعِبُها وتُلاَعِبُك". أي فَهَلاَّ تَزَوَّجْتَ بِكراً.
وإمَّا مُظْهَر مُؤَخَّر نحو {وَلَولاَ إذ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم} (الآية "7" من سورة النور "24") أي هَلاَّ قُلْتُم إذ سَمِعْتُمُوهُ.
ولو قُلتَ بالتَّحضِيض "لَولا زَيداً" على إضمار الفِعل، ولا تَذْكُره، جَازَ، أي لَوْلا زَيداً ضَرَبتَهُ، على قَولِ سيبويه.
ومَا ذَكَرناهُ هو أشهرُ استِعمالات هذه الأدوات.
وقَد تُسْتَعمَلُ في غير ذلكَ للتَّوبيخِ والتَّنْديم فتَخْتَصَّ بالمَاضي أو مَا في تأوِيلِه ظَاهِراً أو مُضمَراً نحو: {لَولا جَاؤوا عَلَيهِ بأرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} (الآية "13" من سورة النور "24"). ونحو قوله:
أُتِيتُ بعَبدِ اللّهِ في القِدِّ مُوثقَاً * فَهَلاَّ سَعِيداً ذا الخِيانَةِ والغَدْرِ
أي فَهَلاَّ أسَرتَ سعيداً. قد يَقَعُ بَعْدَ حَرْفِ التَّحضِيضِ مُبتدأ خَبَر، فيُقدَّر المُضْمَر "كان" الشَّأْنِيَّة كقوله:
وثُبِّبُ لَيلَى أرْسَلَتْ بشفاعة * أي فهلا كان نفسُ ليلى شفيعها.
* لَوْلاكَ وَلَوْلاي: عِندَ سيبويه: لولا تَخْفِض المُضْمَر، ويَرْتَفعُ بعدها الظَّاهِر بالابْتداء. - إن كان ثَمةَ ظاهِرٌ - قال يزيدُ بنُ الحَكَم الثقفي:
وكَمْ مَوْطنٍ لَوْلاي طِحْتَ كما هَوَى * بأجْرَامهِ من قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي
وعِنْد الأَخْفش: وَافَق ضميرُ الخَفْض ضَمير الرَّفْع في "لَوْلاي" ويَرُدُّ المُبَرِّدُ عَلَى الرَّأيَيْن ونَرَى أنَّ الصَّواب فيها: "لَوْلا أَنْتَ" و "لوْلاَ أنا" كما قال تعالى: {لَوْلاَ أَنْتُم لكُنا مُؤْمِنين} وعِند الجميع أن هذَا أجود (انظر المقتضب 3/ 73، ورغبة الأمل في شرع الكامل 8/ 48 - 49).
* لَوْما:
(=لولا ولوما).
¥