مختصر من " تهذيب الكمال " و " تهذيب التهذيب ".
والملاحظ: اتفاق كلمة العلماء – تقريباً – على ضعفه، ومن قال بأنه ثقة أو صدوق فالمراد أن ذلك في دينه لا في حديثه، فتأمل، أو أنه لم يتبين له أمره.
سادساً:
فائدة (1):
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج / 11].
وحرف هنا بمعنى: شك، وكل شاك فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء. رواه البخاري (4465).
فائدة (2)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم فيقولون: هذا حرف غريب، أي: لفظ الاسم غريب، وقسَّم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وفعل، وكل من هذه الأقسام يسمَّى حرفاً لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل، وسمَّى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء، ولفظ " الحرف " يتناول هذه الأسماء وغيرها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات: أما أني لا أقول: {الم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "، وقد سأل الخليل أصحابَه عن النطق بحرف الزاي من زيد فقالوا: زاي فقال: جئتم بالاسم، وإنما الحرف " ز ".
ثم إن النحاة اصطلحوا على أن هذا المسمَّى في اللغة بالحرف يسمى " كلمة "، وأن لفظ " الحرف " يخص لما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها، وأما ألفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده أنه هكذا في لغة العرب.
" مجموع فتاوى ابن تيمية " (10/ 232، 233).
فائدة (3)
وقال شيخ الإسلام – أيضاً -:
ولفظ الحرف يراد به الاسم والفعل وحروف المعاني واسم حروف الهجاء، ولهذا سأل الخليل أصحابه: كيف تنطقون بالزاي من زيد؟ فقالوا: زاي، فقال: نطقتم بالاسم وإنما الحرف " زه "، فبيَّن الخليل أن هذه التي تسمَّى حروف الهجاء هي أسماء، وكثيراً ما يوجد في كلام المتقدمين: " هذا حرف من الغريب "، يعبرون بذلك عن الاسم التام، فقوله صلى الله عليه وسلم: " فله بكل حرفٍ " مثَّله بقوله: " ولكن ألِف حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ "، وعلى نهج ذلك: و {ذلك} حرف، و {الكتاب} حرف، ونحو ذلك.
وقد قيل: إن ذلك أحرف والكتاب أحرف وروي ذلك مفسَّراً في بعض الطرق.
" مجموع الفتاوى " (12/ 108، 109).
قلت: وهذا التفسير في الطرق التي أشار إليها شيخ الإسلام قد بيَّنتُ أنها ضعيفة.
فائدة (4)
وقال ابن مفلح الحنبلي:
واختار الشيخ تقي الدين – [أي: ابن تيمية] – أن المراد بالحروف: الكلمة، سواءً كانت اسماً أو فعلاً أو حرفاً أو اصطلاحاً، واحتج بالخبر المذكور، فلولا أن المراد بالحرف الكلمة لا حرف الهجاء: لكان في " ألف لام ميم " تسعون حسنة، والخبر إنما جعل فيها ثلاثين حسنة، وهذا وإن كان خلافَ المفهوم والمعروف مِن إطلاق الحرف، فقد استعمله الشارع هنا، والله أعلم.
" الآداب الشرعيَّة " (2/ 312، 313).
منقول
ـ[المجد أبو بكر]ــــــــ[21 - 08 - 10, 05:48 م]ـ
فائدة (1):
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج / 11].
وحرف هنا بمعنى: شك، وكل شاك فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء. رواه البخاري (4465).بارك الله فيك، وجزاك خيرًا على الفوائد، وقد نظمَ بعضُهم هذا المعنى فقال:
لا حُمِِدَ مَنْ يَعْبُدُ رَبَّهُ على ....... حَرْفٍ فإنْ وإنْ كما قدْ أُنْزِلا