ولقد حييتَ فما كانت لفضلك جاحدة، ومتّ فما خَيَّبتْ من آمالك إلا واحدة [16].
وهنيئاً لك ذخرك عند الله مما قدّمت يداك من باقيات صالحات، وعزاءاً لك فيمن كنت تستكفيهم، وتضعُ ثقتك الغاليةَ فيهم، من إخوانك العلماء العاملين، الصالحين المصلحين.
فهم - كعهدك بهم -رُعاة لعهد الله في دينه، وفي كتابه، وفي سنّة نبيه، دعاةٌ إلى الحق بين عباده، يلقَوْن في سبيله القذى كُحْلا، والأذى من العسل أحلى.
وسلام عليك في الأوّلين، وسلام عليك في الآخرين، وسلام عليك في العلماء العاملين، وسلام عليك في الحكماء الربّانيين، وسلام عليك إلى يوم الدين.
آفلو [17]، 22 ربيع أول 1360 هـ / 9 أفريل 1941.
الهوامش:
[1] آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي 2/ 53 - 58.
[2] لا تمين: المين هو الكذب.
[3] الغزر: الكثيرة.
[4] الغُر: الأفعال الكريمة.
[5] المتضوع: المنتشر، والمنبعث.
[6] هذا تضمين لبيت بشار بن برد، يقول فيه: بكِّرا صَاحبيَّ قبل الهَجير إنَّ ذاك النجاح في التبكير
[7] الطَّية: الحاجة والوطر.
[8] المهرية القود: هي الفرس الطويلة الظهر والعنق، والمهرية منسوبة إلى مَهَرة بن حيدان بطن من قضاعة، والقود الطوال، ومفردها قوداء وأقود، وهذا مضمن بيت المتنبي الذي يقول فيه: ويُلِّمها خطة ويلمِّ قابلها لمثلها خُلِق المهرية القود
[9] الوديقة الصيخود: الوديقة: هي حر نصف النهار، والصيخود: الشديدة، والمعنى: ادفعا بالفرس الطويلة في عز الهاجرة والحر الشديد، والوديقة الصيخود: شدة الحر، أو الحر الشديد.
[10] لذع الهواجر: حرها الشديد.
[11] شهري ناجر: قيل: صفر، وقيل: رجب، وقيل: كل شهر في صميم الحر فاسمه ناجر؛ لأن الإبل تَنْجُر فيه، أي يشتد عطشها حتى تيبس جلودها.
[12] دارج ونائل: أولاد دارج مجموعة قبائل ترجع أصولها إلى هلال بن عاصم جد القبائل العربية التي أغارت على شمال أفريقيا. وأولاد نائل مثلهم، ولكنهم أكثر عدداً. وسكناهم ما بين المسيلة (المحمدية) وطنبة في مقاطعة قسنطينة.
[13] هذا تضمين لبيت أبي نواس: أقمنا بها يوماً ويوماً وثالثاً ويوماً له يوم الترحل خامس
[14] التفويف: من الفَوَف وهو الزهر.
[15] العَيْبَة: هي الوعاء الذي يوضع فيه المتاع.
[16] هي القيام بثورة جارفة تكتسح الاستعمار الفرنسي، وتنتزع بها منه حريتها واستقلالها، فهذه هي الأمنية التي كنا نتناجى بها ونعمل لتصحيح أصولها، وقد حققت الأمة الجزائرية الماجدة هذه الأمنية بعد نحو أربع عشرة سنة على أكمل وجه.
[17] آفلو: قرية نائية في جبل العمور من الجنوب الوهراني، وهذه القرية هي التي اختارتها السلطة العسكرية الفرنسية منفى لكاتب هذه الكلمات في أول الحرب العالمية الثانية فقضى فيها ثلاث سنوات.