ـ[ياسين مصطفى]ــــــــ[10 - 06 - 08, 11:51 ص]ـ
شكرا جزيلا لكم على مجهودكم الرائع
ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكهلاني على هذا الموضوع ..
غير أنه قد اجتلب طرفي نقد صاحب الكتاب للمتنبي و رميه إياه بالتعسف في هذا الموضع و ما أظنه أصاب بل حاد عن الصواب.
فالذي أفهمه من إيراده لبيتي المتنبي أن بكون في السياق الذي أورد فيه هذين البيتين وهو قوله"ومن حسن الصنعة أن تطرد الأسماء من غير كلفة، ولا حشو فارغ؛ فإنها إذا أطردت دلت على قوة طبع الشاعر، وقلة كلفته ومبالاته بالشعر"
فأراه أعرض عن ذكر ايراد المتنبي لأسماء ءاباء سيف الدولة من دون كلفة بل ببراعة وجعل يصرف القارئ الى رداءة المعنى و ليته أصاب في هذه أيضا ..
فالأبيات هي:
فأنت أبو الهيجا ابن حمدان يا ابنه ... تشابه مولود كريم ووالد
وحمدان حمدون وحمدون حارث ... وحارث لقمان ولقمان راشد
أولئك أنياب الخلافة كلها ... وسائر أملاك البلاد الزوائد
فيريك المتنبي كيف أن سيف الدولة شابه أباه وأن أبا سيف الدولة الذي هو حمدان قد شابه أباه حمدون و هكذا فلله در المتنبي ما أبرعه و كأن سيف الدولة قد تجمعت فيه محصلة الأخلاق الفاضلة من ءابائه و جدوده.
وما كتبت هذا الرد حتى وجدت من الشراح للمتنبي من دافع عنه في هذين البيتين و إليك هذا الشرح من شرح البرقوقي رحمه الله:
هؤلاء آباء سيف الدولة. يقول: أنت تشبه أباك، وأبوك يشبه أباه، وأبوه أباه ... إلخ، أي أن كل واحد من آبائك يشبه في كرمه وسائر محاسنه، وقد عاب الصاحب هذا البيت قال: لم نزل نستحسن جمع الأسامي في الشعر، كقول الشاعر: إن يقتُلوك فقد ثَللْتَ عُروشَهُمْ بِقُتَيْبَةَ بن الحارِثِ بن شِهاب
واحتذى هذا الفاضل حذوهم فقال: وأنت أبو الهيجَا- البيتين- وهذا من الحكمة التي ذخر أرسطو وأفلاطون لهذا الخلف الصالح. قال ابن فورجة أما سبك البيت فأحسن سبك: يريد أنت تشبه أباك، وأبوك كان يشبه أباه، وأبوه أباه. فأنت أبوك إذ كان فيك أخلاقه، وأبوك أبوه- إلى آخر الآباء- فليت شعري: ما الذي استقبحه؟ فإن استقبح قوله: وحمدان حمدون: فليس في حمدان ما يستقبح من حيث اللفظ، بل والمعنى، كيف يصنع والرجل اسمه هكذا وهكذا آباؤه؟
ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:41 م]ـ
ونسيت هذه أيضا
فالشاهد في ذكر المتنبي الناب في شعره هو أن يريك الفرق بين مكانة سيف الدولة و ءابائه و غيرهم من الملوك.
فغيرهم من الملوك هم بمنزلة الزوائد من الأنياب ..
والزوائد من الأسنان هي التي تنبت خلف الأضراس
ثم إن لفظة الناب للإنسان و غيره من الخلائق فتختلف أعدادها بحسب حكمة الله في خلقه
و ما يهمنا هو عمل هذه الأنياب بالمقارنة مع غيرها من الأسنان فلماذا يلزم نفسه بالعدد أربعة و كأنه استدرك على المتنبي خطأ
ومن ثَمّ ما شأن العدد هاهنا؟!.
لا أراه أحسن النقد في حق المتنبي و أخشى أنه هو من تعسف و تكلف ما لا يطيقه من تخطئة المتنبي و إيهامنا أنه أخطأ التعبير أو التصوير.
ـ[الكهلاني]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:47 م]ـ
جزاكما الله خيرا.
وقد أعجبني كلام الأخ أبي طعيمة وإن كنت لا أوافقه تمام الموافقة. وأما الصاحب بن عباد فهو معروف بشدة تحامله على المتنبي.
فمما جاء في هذا الكتاب عند ذكر بيت المتنبي الذي قال فيه:
صلاة الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفن بالجمال
"قال الصاحب بن عباد: استعارة حداد في عرس."
حتى قال: "قال الصاحب بن عباد: ولقد مررت على مرثية له في أم سيف الدولة تدل مع فساد الحس على سوء أدب النفس، وما ظنك بمن يخاطب ملكاً في أمه بقوله:
رواق العز فوقك مسبطر ... وملك علي ابنك في كمال
ولعل لفظة الاسبطرار في مراثي النساء من الخذلان الصفيق الرقيق، وأنا أقول (أي بن رشيق): إن أشد ما هجن هذه اللفظة وجعلها مقام قصيدة هجاء أنه قرنها بفوقك؛ فجاء عملاً تاماً لم يبق فيه إلا الإفضاء."