5ـ وقال ابْنُ عُمَرَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْجَدَ وَلا أَجْوَدَ وَلَا أَشْجَعَ وَلَا أَضْوَأَ وَأَوْضَأَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الدارمي 1/ 44، ح 59، وابن سعد 1/ 2/126 وفيه عنعنة لعبد الملك بن عمير)
6ـ وقالت الربيع بنت معوذ: لَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشَّمْسَ طَالِعَةً (الدارمي 1/ 44 ح 60، الطبراني في الكبير 24/ 274، والأوسط 5/ 230 ح 4455، والبيهقي في الدلائل 1/ 200)
7 ـ وعند البيهقي في الدلائل بإسناد حسن 1/ 199 عن امرأة من همدان قالت " كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثلة صلى الله عليه وسلم "
8 ـ وعَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِىِّ في قصة طويلة .. فَقَالَتِ الظَّعِينَةُ لاَ تَلاَوَمُوا فَقَدْ رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ مَا كَانَ لِيَخْفِرَكُمْ مَا رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ أَشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ " تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم
9ـ وفي حديث أنس عند البيهقي بإسناد صحيح: " كَانَ مِنْ أَحْسَنِ مَنْ رَأَيْتُهُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى " الدلائل 1/ 274
10ـ وعند ابن سعد بإسناد صحيح عن شيخ من بني كنانة يصف المصطفى صلى الله عليه وسلم " كَأَحْسَنِ الرِّجَالِ وَجْهًا "
11ـ وفي حديث أم معبد أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب
12 ـ وفي حديث هند بن أبي هالة " فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر
13ـ وفي حديث ابن عباس جميل دوائر الوجه (أحمد 1/ 361، 362) بإسناد حسن
14ـ وفي حديث علي بن أبي طالب " يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم "
بعض الأسرار البلاغية في هذه التعبيرات وإفادتها كونه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجملهم صورة ظاهرة
فقول سيدنا البراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه، وقول أبي هريرة ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا التعبير يفيد كونه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وينفي كون أحدا أحسن منه أو يساويه في محاسنه لأن أفعل التفضيل أحسن وإن كان يفيد اشتراك شيئين في صفة وزيادة أحدهما علي الآخر في هذه الصفة وهو هنا قال ما رأيت شيئا أحسن لكن هل يحتمل أنه رأى من يساويه؟ الإجابة بالطبع لا لأن هذا التركيب وإن أفهم نفي تفضيل الغير لكنه متعارف في التفضيل على الغير لندرة التساوي بين شيئين والغالب المفاضلة فإذا نفى أفضلية أحدهما ثبتت أفضلية الآخر بدلالة العرف مجازا، أو استعمالا للأخص في الأعم فكأنه قال رأيته أحسن من كل شيء
ويؤيد هذا الحديث الآخر عن البراء أحسن الناس وجها، وأحسنه خَلْقَاً، وأيضا الحديث الآخر عن أبي هريرة أحسن الناس صفة وأجملها
والتعبير بقوله ما رأيت شيئا قط أحسن منه الرؤية هنا محمولة على العلم لا على الإبصار فحسب فتكون أبلغ في النفي
وقوله شيئا الشيء في أصل معناه يفيد العموم فيشمل الإنسان وغيره حتى الشمس والقمر
ثم إنه نكرة وقعت في سياق النفي لتزيد هذا العموم تأكيدا
وقوله قط بمعنى الزمن ليشير إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان كذلك أي أحسن الناس ـ من المهد إلى اللحد (بتصرف شرح الشمائل للمناوي، وجمع الوسائل للقاري 1/ 18، 19)
وإذا كانت هذه العبارة تفيد كونه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس في جميع الأزمنة فحديث أم معبد يفيد ذلك في جميع الأزمان والأماكن والأحوال إذ قالت أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب
أما ما جاء في حق سيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام
1ـ فعند مسلم من حديث أنس مطولا: إذا هو قد أعطي شطر الحسن
2 ـ وعند الطبري والبيهقي من حديث أبي سعيد مطولا فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل على الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب
وفي رواية فإذا أنا بيوسف وحوله تبع من قومه ووجهه كالقمر ليلة البدر فسلم علي ودعا لي ((وإسناده ضعيف الدلائل 2/ 390: 396، الطبري في التفسير 15/ 11)
3ـ وعند البزار والطبرى في تفسيره وفي تهذيب الآثار أيضا وابن أبي حاتم والبيهقي من حديث أبي هريرة بإسناد ضعيف " فإذا هو برجل جالس قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " ((كشف الأستار 1/ 38 ح 55، تهذيب الآثار 1/ 433: 442 ح 727، تفسير الطبري 15/ 6: 10))
4ـ وعن ابن مسعود أعطي يوسف وأمه ثلثي الحسن.
زاد في رواية حسن الناس في الوجه وغير ذلك وكانت المرأة إذا أتته غطى وجهه مخافة أن تفتتن
وفي رواية أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن "
كلها عند الطبراني في الكبير وإسنادها صحيح إن شاء الله تعالى
المعجم الكبير 9/ 110، 111 ح 8555، 8556، 8557
كلام العلماء في معنى هذه الأحاديث التي وردت في حق سيدنا يوسف
قال ابن المنير يتبادر إلى الأذهان أن الناس يشتركون في الشطر الآخر وليس كذلك بل المراد أنه أوتي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه بلغ الغاية ويوسف شطرها (الفتح 7/ 251)
وقيل أعطي شطر حسن آدم وقيل شطر حسن جدته سارة فإنها لم تفارق الحور العين إلا فيما يعتري الآدمية من الحيض وغيره (شرح الشفا للقاري 1/ 323)
وقيل المراد بالشطر البعض لأنه كما يراد به نصف الشيء يراد به بعضه مطلقا قال الطيبي الشطر قد يراد به الجهة أي جهة من الحسن أو مسحة من الحسن كما يقال على وجهه مسحة من الجمال أي أثر ظاهر (شرح المواهب 8/ 140)
قلت ويؤيده ما جاء أنه أعطي ثلثي الحسن أو ثلث الحسن فلعل هذا التحديد لا مفهوم له والمراد قدرا كبيرا من الحسن
وأما حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ففيهما ضعف وعلى تقدير الصحة يحمل على أن المراد غير نبينا صلى الله عليه وسلم ويؤيده قول من قال إن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه قاله ابن حجر (الفتح 7/ 251) على أنه جاء في بعض ألفاظ حديث أبي سعيد كما سبق ووجهه كالقمر ليلة البدر ولم يصرح فيها بهذه الأحسنية
¥