تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجوزي. ونذكر أمثلة تمثل هذين الاتجاهين. الجانب الأول: الإصلاح التنظيري بتأليف المؤلفات: - ألف الماوردي (364 - 450) كتاب أدب الدنيا والدين في كيفية الجمع بين الدين والدنيا لمعالجة انحراف جهلة العباد والمتصوفة، وأهل الملذات ممن لا يأبه بحلال أو حرام. كما ألف الأحكام السلطانية؛ للمساهمة في إيضاح الأحكام الشرعية للسياسة. - ألف أبو المعالي الجويني كتاب غياث الأمم في التياث الظلم؛ لإيجاد حلول شرعية للقضايا السياسية. - ألف أبو حامد الغزالي (ت 505) كتاب إحياء علوم الدين؛ لإصلاح أحوال المسلمين (26) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#26-). وحيث إنه يعد أهم من ألف في تلك الحقبة وقد كان لكتابه صدى واسع بين المسلمين. وقد تميز علاجه لأحوال المسلمين بصفات منها: 1 - خلو كتاباته من التحريض على الجهاد واعتماده على النقد الذاتي، فهو يعالج القابلية للهزيمة بدل التباكي على مظاهر الهزيمة، وقد قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير 30 {الشورى: 30}، وقال سبحانه: وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون 129 {الأنعام: 129}. 2 - عزم الغزالي على أن يمضي إلى يوسف بن تاشفين سلطان المغرب، لما بلغه عدله وصلاحه؛ ليحضه على النهوض بدار الإسلام فبلغه موته وهو بالإسكندرية فقطع رحلته وعاد (27) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#27-). 3- نقده للاتجاهات الباطنية والفلسفية التي أفسدت عقائد المسلمين. 4 - كثرة تبدله، نظراً لخبراته وقناعاته وبحثه عن الحق حتى مات وصحيح البخاري على صدره كما قال شيخ الإسلام رحمه الله. وقد توفي وعمره 55 سنة، ولو كتب له فسحة في العمر لربما رأينا طرحاً آخر في منهج إصلاحه. فمن نفيس أقواله: قال:"أما الآن فقد قيدت الأطماع ألسن العلماء فسكتوا، وإن تكلموا لما تساعد أقوالهم أحوالهم فلم ينجحوا، ولو صدقوا وقصدوا حق العلم لأفلحوا، ففساد الرعايا بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، وفساد العلماء باستيلاء حب الجاه والمال، ومن استولى عليه حب الدنيا لم يقدر على الحسبة على الأراذل فكيف على الملوك والأكابر" (28) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#28-). يعيب على المسلمين ترك العلوم الدنيوية فيقول:" والفطن يعلم أنه لو كان غرض طالب العلم أداء حق الأمر في فرض الكفاية لقدم عليه فرض العين، بل قُدم عليه كثير من فروض الكفايات فكم من بلدة ليس فيها طبيب إلا من أهل الذمة ... وهل لهذا سبب إلا أن الطب ليس يتيسر الوصول به إلى تولي الأوقاف والوصايا، وحيازة مال الأيتام، وتقلد القضاء، والتقدم على الأقران" (29) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#29-). يعيب على بعض أغنياء المسلمين فيقول:"صنف حرصوا على بناء المساجد والمدارس والأربطة والقناطر، وكتبوا أسماءهم عليها، وقد اغتر هؤلاء من وجهين: الأول: أنهم يبنونها من أموال اكتسبوها من الرشاوى والظلم والنهب، والثاني: أنهم ربما اكتسبوا المال من الحلال ولكنهم في التركيز على بناء المساجد أصابهم داء الرياء، وحب الثناء، وصنف يحرصون على إنفاق الأموال في الحج، وربما تركوا جيرانهم جياعاً، وصنف يشتغلون بكنز الأموال بحكم البخل، ويشتغلون بالعبادات البدنية التي لا تحتاج إلى نفقة كصيام النهار وقيام الليل" (30) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#30-). الجانب الثاني: الإصلاح الشعبي: من أعظم العلماء المصلحين في ذلك الوقت الشيخ عبدالقادر الجيلاني الحنبلي (470 - 561). وكان قد اعتزل الناس للتأمل وتهذيب النفس عشر سنين ثم عاد للإصلاح. وقد بدأ عام 521 ه وعمره50 سنة في الجلوس لوعظ الناس وإصلاحهم، وبدأ مجلسه بالرجلين والثلاثة، ثم تزاحم الناس حتى صار مجلسه يضم سبعين الفاً (31) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#31-). ثم تزايد الإقبال عليه، وصار الناس يجيئون إليه، ويتوب عليه الخلق الكثير (32) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#32-). وقد تبنى الشيخ عبدالقادر مدرسة لإخراج جيل من العلماء الذين يقودون الناس إلى الصلاح، واكتمل بناؤها سنة528 ه، وجعل الدراسة فيها لكتب الفقه والحديث والقراءات وغيرها، واستبعد كتب الفلسفة والكلام (33). وقد خصص لعامة الناس ثلاث جلسات للوعظ في صباح الجمعة، ومساء الثلاثاء في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير