تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويبدو من خلال الوثائق والروايات انه هو جامع بلد مقرن الرئيس ايضا، كما اشرنا لذلك ومن المعروف ان ظهور مسمى مقرن، جاء قبل ذلك التاريخ المتقدم بأكثر من قرن وقد استمر مسجد جامع بلد مقرن يؤدي دوره العلمي في الفترات المتعاقبة، في ما بعد من احتمال قيام بعض الامارات المتتابعة بتشييد هذا المسجد او ترميمه، وذلك الى زمن امارة بلد الرياض في عهد دهام بن دواس، حيث كان قصره موجودا بقرب هذا الجامع.

وبعد دخول الامام تركي الرياض، كان موجها جهده نحو توحيد البلاد وترميم صفوفها، فتم له ذلك، والمقصود ان الامام تركي ادخل زيادة لجامع الرياض من الجهة الجنوبية، وبعض الاصلاحات الاخرى، بالاضافة الى بنائه للاسوار المدمرة.

وقد كانت عادة الامام تركي عندما يصلي الجمعة في الجامع الكبير، ان يخرج من الباب، الذي يقع جنوب المحراب، وأُعد هذا الباب في قبلة المسجد لدخوله وخروجه ولدخول الامام عن تخطي رقاب الناس، لكثرة ما في المسجد الجامع من الصفوف، وهذه الاضافات تمت خلال مدة حكمه قبل سنة 1241 الى 1249هـ (1826 - 1834).

وفي عهد الامام فيصل بن تركي رحمه الله، تمت زيادة مساحة المسجد، واستحدثت مساقي جديدة له، وقام بعمل ممر طويل ومغطى ومحمول على عدد من الاعمدة ليتم توصيلها بين المسجد وقصر الحكم.

وفي ما بعد اصبح هذا الجامع اكبر جامع في نجد، في وقت الامام فيصل بن تركي يزاد في مساحته بهذا الحجم، وقد وصلت شهرة هذا المسجد ودروسه، في ما بعد منتصف القرن الثالث عشر الى خارج حدود الجزيرة العربية، حيث يذكر الرحالة الفنلندي روجر والن، عن الرياض والدروس التي كانت تعقد في مساجدها، وانه كان متحمسا لسماع المحاضرات التي كانت تعقد في جامع الرياض، بينما ينقل الرحالة بلجريف عن هذا المسجد، عندما زار الرياض، ووصفها وتحدث عنها كثيرا، وذلك في اواخر عام 1279هـ (1862)، حيث جاء في وصفه لهذا المسجد قوله؛ جامع كبير مستوي السطح متوازي الاضلاع، قائم على اعمدة خشبية مربعة، يتسع لاكثر من ألفي مصل في وقت واحد، جله فناء خارجي يتسع لأكثر من الفين ايضا، خال من الزخرفة او اي مظهر جمالي آخر، له منارة قصيرة مبنية على سطح المسجد وفوق المحراب مباشرة. وان المسجد خال من الحصير او السجاد. ويتابع وصفه فيقول؛ ويقع الى الجهة الغربية للساحة ممر مقوس طويل مرتكز على اعمدة عالية غير منتظمة يصل هذا الممر مباشرة بين القصر والمسجد الكبير مخترقا الساحة، وتقع خلف اعمدة هذا الممر اسواق اخرى ومستودعات، وان طول هذا الممر الذي يربط بين القصر والمسجد مائة ياردة.

ويذكر الريحاني ان مئذنة الجامع مميزة، بل بسيطة، فهي ليست قصيرة او عالية الارتفاع، وهي مثل المآذن الاخرى لمساجد الرياض. وتحدث عن سلم منبر الجامع الذي يصعد منه الخطيب، فذكر ان درجاته قليلة ويشير الريحاني إلى انه قد دار في ذهنه ان هذا المسجد ذكّره بمسجد قرطبة وان هذا المسجد نسخة مماثلة لمساجد الامويين في الاندلس.

ويلاحظ في المسجد ان المصابيح الامامية القديمة منخفضة، بينما تكون المصابيح التي تحد السرحة رفيعة، مما يدل على ان هذا المسجد ادخلت عليه بنايات عديدة وزيادة متتابعة.

* توسعة وهدم

* عند القيام بتوسعة الجامع الكبير وبنائه حديثا في سنة 1371هـ (1951)، تم توسيع خلوة المسجد وزيادة طولها لكي تكون متساوية مع العرض، بينما كانت المصابيح في نفس مكانها القديم تقريبا، وزيد في مساحته بعد ان اصبحت بلد الرياض مركز ثقل كبيرا وزادت اليها الهجرات من المناطق الاخرى زيادة اوجبت توسعته، وكان هذا ما حصل، بالاضافة الى هدم مساق وآبار قديمة وادخال املاك واوقاف عديدة من دكاكين ومحلات وبيوت عوض عنها اصحابها وتمت توسعته، خصوصا من الجانبين الشرقي والشمالي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير