تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - أنه إذا امتحنهم بالغلبة، والكَسْرَة، والهزيمة، ذلَُّوا وانكسروا، وخضعوا، ما ستوجبوا منه العز والنصر، فإن خِلعة النصر إنما تكون مع ولاية الذُّل والانكسار، قال تعالى: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} آل عمران (123)،وقال: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} التوبة (25).فهو سبحانه إذا أراد أن يُعزَّ عبده ويجبره وينصره، كسره أولاً، ويكون جبره له، ونصره على مقدر ذُلِّه وانكساره.

8 - أنه سبحانه هيَّأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته، لم تبلغها أعمالهم، ولم يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة، فقيض لهم الأسباب التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه، كما وفقهم للأعمال الصالحة التي هي من جملة أسباب وصولهم إليها.

9 - أن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغياناً وركوناً إلى العاجلة، وذلك مرض يعوقها عن جدها في سيرها إلى الله والدار الآخرة، فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامته، قيض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه، فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقى العليل الدواء الكريه، ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه، ولو تركه؛ لغلبته الأدواء حَتَّى يكون فيها هلاكه.

10 - أنَّ الشهادة عنده من أعلى مراتب أوليائه، والشهداء هم خواصه والمقربون من عباده، وليس بعد درجة الصِّدَّيقية إلا الشهادة، وهو سبحانه يحب أن يتخذ من عباده شهداء، تراق دماؤهم في محبته ومرضاته، ويؤثرون رضاه ومحابه على نفوسهم، ولا سبيل إلى نيل هذه الدرجة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها من تسليط العدو. راجع: " زاد المعاد " (3/ 218 - 222).

11 - صدق رؤيا النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، إذ رأى في منامه ثلماً في سيفه، فأوله بموت بعض آل بيته، فمات حمزة-رضي الله عنه-وعبد الله بن جحش ابن عمته -رضي الله عنه-.

12 - رد عين قتادة بعد أن تدلت على وجنته، فأصبحت أحسن منها قبل إصابتها وتدليها بعد خروجها، فكانت آية محمد-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-.

13 - قتل النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أبي بن خَلَف، كان قد أخبره به في مكة قبل الهجرة وتم كما أخبر فكان آية النبوة المحمدية، لم يقتل النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أحداً سواه، وشر الخلق من قتله نبي كما أخبر بذلك الرسول-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-.

14 - تقرير مبدأ الشورى، إذا استشار أصحابه في قتال المشركين خارج المدينة أو داخلها، وأخذ برأي الأغلبية، وسجل حكمة انتفع بها كل من أخذ بها من مؤمن وكافر وهي قوله: " ما كان لنبي أن يضع لامته على رأسه ثم يضعها قبل أن يحكم الله بينه وبين عدوه "، الحاكم في مستدركه (2/ 141)، والبيهقي في سسننه الكبرى (7/ 41). إنها آية العزم ومظهر الحزم والصدق.

15 - بيان شجاعة الرسولِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-القلبية والعقلية، تجلت في مواقف عديدة له -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- منها أنه لم يثني عزمه رجوع ابنِ أُبي بثلثِ الجيش، وثباته-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في المعركة بعد أن فرَّ الكثير من أصحابه. انتفاضته وهو مثقل بجراحاته وطَعْنه أبي بن خلف طعنةً خار لها كالثور وسقط منها كالجبل ومات في طريقه.

16 - بيان كمال قيادته العسكرية، ويتجلَّى ذلك بوضوح في اختياره مكان المعركة وزمانها، وفي وضعه الرماة على جبل الرماة ووصيته لهم بعدم مغادرة أماكنهم مهما كانت الحال، ولو رأوا الموت يتخطف إخوانهم في المعركة، ويدل على هذا أن الهزيمة النكراء التي أصابت الأصحاب كانت نتيجة تخلي الرماة عن مراكزهم، كما مَرَّ في عرض المعركة، وتسجيل أحداثها. وفي إرساله علياً-رضي الله عنه-يتتبع آثار الغزاة للتعرف على وجهتهم إلى المدينة، أو إلى مكة ليتحرك بحسب ما يتطلبه الموقف.

17 - مظاهر رحمة الحبيب-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-حيث تجلت في عفوه عن الأعمى الذي سبه ونال منه، حَتَّى هم أصحابه بقتله، فأبي عليهم، وقال:"دعوه فإنَّه أعمى القلبِ أعمى البصر".وفي قوله وهو يجفف الدم السائل من وجهه الكريم الشريف:"اللهم اغفرْ لقومي، فإنَّهم لا يعلمون ". "البخاري، رقم (3290).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير