تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويبقى التأكيد، على أن اليهود الحاليين ليسوا عنصراً متجانساً، وبالتالي فإن الحنين الصهيوني إلى فلسطين وحق اليهود في العودة إلى صهيون (القدس) - كما سيظهر معنا لاحقاً- إنما هو خرافة ووهم، فضلاً عن أن عرب فلسطين هم السكان الشرعيين للبلاد منذ أقدم الأزمان، قبل ظهور اليهود فيها وبعد رحيلهم عنها بإذن الله.

القدس التسمية والتاريخ:

مع بداية تبلور معالم الحركة الصهيونية، قام اليهود باختلاس أسماء القدس العربية القديمة وصياغتها للتاريخ وترويجها على أنها أسماء عبرية خالصة، والهدف من وراء ذلك تزوير حقائق تاريخية أكيدة لصالح الفكرة الصهيونية من أجل غرس مفهوم يهودية القدس في الذهنية العالمية بشكل عام والذهنية العربية بشكل خاص، وقد نجحوا إلى حد ما، حيث تجنب الكثير من المؤرخين والمفكرين ورجال السياسة استخدام أسماء القدس القديمة معتقدين أنها أسماء يهودية تقتضي الضرورة الوطنية تجنبها .. ومن أسماء المدينة المقدسة:

يبوس: وهو الاسم الذي أطلقه على القدس بُناتها الأوائل وهم العرب اليبوسيين، من بطون الكنعانيين، وكان ذلك نحو (5000) ق. م.

أوروشالم: نسبة إلى الإله "شالم"، أي إله السلام لدى الكنعانيين.

أورشليم وأورسالم: ذكرت في لوحات تل العمارنة الأثرية والتي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهذه الفترة تسبق العبريين، وتسبق عهد الملك سليمان بحوالي خمسمائة عام.

أورسليمو: ذكرت في النقوش الأشورية الأثرية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

هيروسوليما أو سوليما: ذكرت في النقوش اليونانية من عهد الاسكندر، أي في القرن الرابع قبل الميلاد.

يروشولايام ومن ثم تحريفها إلى أورشليم: هي التسمية العبرية للقدس وأصل المعنى بالسامية "مدينة السلام".

إيليا كابيتولينا: وهو الاسم الذي عرفت به القدس في العهد الروماني حيث أطلقه عليها الإمبراطور إيليوس هدريان الذي منع اليهود من دخولها نهائياً في عهده في القرن الثاني للميلاد.

قديتس: وهو الاسم المحرف في اليونانية عن النطق الآرامي "قديشتا".

كما وهناك أسماء أخرى للقدس عربية وعبرية ولاتينية وإسلامية، آخرها القدس أو بيت المقدس وهو الاسم الذي عرفت به هذه المدينة في صدر الدعوة الإسلامية وبعد الفتح الإسلامي لها على يد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عام 15هـ/ 636م.

المسجد الأقصى قبل الإسلام:

المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي للمعبد العتيق في أرض فلسطين، فهو مسجد قديم قدم عهود الأنبياء من عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، إلى محمد (صلى الله عليه وسلم). إذ هو ثاني مسجد بناه سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بعد المسجد الحرام، ففي حديث أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) قال: "قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".

والمسجد الأقصى عند العلماء والمؤرخين أشمل من مجرد البناء الموجود الآن بهذا الاسم، إذ كل ما هو داخل السور الكبير ذي الأبواب، يعتبر مسجداً بالمعنى الشرعي، وفي إطاره يدخل مسجد قبة الصخرة المشرفة ذو القبة الذهبية المنصوبة على المبنى المثمن. وللصخرة تاريخ عريق، ذلك أنها أول من صلى عندها سيدنا آدم (عليه السلام)، وعندها اتخذ سيدنا إبراهيم (عليه السلام) معبداً ومذبحاً، وعليها أقام سيدنا يعقوب (عليه السلام) مسجده بعد أن رأى عموداً من النور فوقها، حيث جدد بناء معبد سيدنا إبراهيم (عليه السلام) على مكان الصخرة نفسها بعد أن هرم، وهي التي نصب يوشع بن نون (عليه السلام) عندها قبة الزمان، أو خيمة الاجتماع التي صنعها موسى (عليه السلام) في التيه ليتلقى فيها الوحي، وهي التي بنى داود (عليه السلام) عندها محرابه، وشيد سليمان عندها المعبد العظيم المنسوب إليه، والذي أقامه لعبادة الله وتوحيده، تلك الصخرة التي عرج من فوقها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج. وهذا وحده فقط، يدلل على أن القدس كانت بيتاً للأنبياء ومأوى لهم في كل الأزمان والعصور، وليس من قبيل المنطق، أن تنتقل وراثة من أيدي الأنبياء إلى أيدي قتلتهم من اليهود.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير