تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف تمتد من وسط أسيا حتى المحيط الأطلنطي، مختلفة البيئات، متعددة العادات والتقاليد، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحازمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال شاقة، ومتابعة الأمور مجهدة، وساعده على إنجاز مهمته أنه أحاط نفسه بكبار القادة والرجال من ذوي القدرة والكفاءة، ويزداد إعجابك بالرشيد حين تعلم أنه أمسك بزمام هذه الدولة العظيمة وهو في نحو الخامسة والعشرين من عمره، فأخذ بيدها إلى ما أبهر الناس من مجدها وقوتها وازدهار حضارتها.

قال ابن حبان:

"وكان نقش خاتم هارون:" بالله ثقتى ".

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 07 - 07, 10:36 م]ـ

خريطة التقسيمات الإدارية للدولة العباسية

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:44 ص]ـ

من أهم الأعمال التي قام بها ارشيد في فترة خلافته

1. بيت الحكمة:

وأنشاء الرشيد ما يعرف ببيت الحكمة،وزودها بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من مختلف بقاع الأرض:

* وكانت تضم غرفًا عديدة تمتد بينها أروقة طويلة:

- خُصصت بعضها للكتب.

- و بعضها للمحاضرات.

- وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين والمجلدين.

بذلك غدت بغداد قبلة طلاب العلم من جميع البلاد، يرحلون إليها حيث كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا، من حيث غزارة العلم، ودقة التخصص، وحرية الرأى والمناقشة، وثراء الجدل والحوار.

كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع. وكان الرشيد نفسه يميل إلى أهل الأدب والفقه والعلم، حتى ذاع صيت الرشيد وطبق الآفاق ذكره، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطه تخطب وده، وتطلب صداقته.

2 - اهتمام الرشيد بالوضع المالي للدولة:

قلد الرشيد أكفأ الرجال وأمهرهم، وفوّض إليهم أمور دولته، فنهض بأعباء الدولة، وضاعف من ماليتها، وبلغت أموال الخراج الذروة، وكان أعلى ما عرفته الدولة الإسلامية من خراج، وقدره بعض المؤرخين بنحو 400 مليون درهم، وكان يدخل خزينة الدولة بعد أن تقضي جميع الأقاليم الإسلامية حاجتها.

وكانت هذه الأموال تحصل بطريقة شرعية، لا ظلم فيها ولا اعتداء على الحقوق، بعد أن وضع القاضي "أبو يوسف" نظامًا شاملاً للخراج باعتباره واحدًا من أهم موارد الدولة، يتفق مع مبادئ الشرع الحنيف، وذلك في كتابه الخراج.

وكان الرشيد حين تولى الخلافة يرغب في تخفيف بعض الأعباء المالية عن الرعية، وإقامة العدل، ورد المظالم، فوضع له "أبو يوسف" هذا الكتاب استجابة لرغبته، وكان لهذا الفائض المالي أثره في انتعاش الحياة الاقتصادية، وزيادة العمران، وازدهار العلوم، والفنون، وتمتع الناس بالرخاء والرفاهية.

3 - المشاريع التي أقيمت في عهد الرشيد.

وأُنفقت هذه الأموال في النهوض بالدولة، وتنافس كبار رجال الدولة في إقامة المشروعات كحفر الترع والأنهار، وبناء الحياض، وتشييد المساجد، وإقامة القصور، وتعبيد الطرق، وكان لبغداد نصيب وافر من العناية والاهتمام من قبل الخليفة الرشيد وكبار رجال دولته، حتى بلغت في عهده قمة مجدها وتألقها؛ فاتسع عمرانها، وزاد عدد سكانها حتى بلغ نحو مليون نسمة، وبُنيت فيها القصور الفخمة، والأبنية الرائعة التي امتدت على جانبي دجلة، وأصبحت بغداد من اتساعها كأنها مدن متلاصقة، وصارت أكبر مركز للتجارة في الشرق، حيث كانت تأتيها البضائع من كل مكان.

وكان الرشيد وكبار رجال دولته يقفون وراء هذه النهضة.

4 - الرشيد وأعمال الحج.

نظم العباسيون طرق الوصول إلى الحجاز، فبنوا المنازل والقصور على طول الطريق إلى مكة، طلبًا لراحة الحجاج، وعُني الرشيد ببناء السرادقات وفرشها بالأثاث وزودها بأنواع الطعام والشراب، وبارته زوجته "زبيدة" في إقامة الأعمال التي تيسر على الحجيج حياتهم ومعيشتهم، فعملت على إيصال الماء إلى مكة من عين تبعد عن مكة بنحو ثلاثين ميلاً، وحددت معالم الطريق بالأميال، ليعرف الحجاج المسافات التي قطعوها، وحفرت على طولها الآبار والعيون.

(1)

.................

1 - زبيدة: الست المحجبة، من فضليات النساء وشهيراتهن، بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية، أم جعفر: زوجة هارون الرشيد، وبنت عمه، والدة الامين محمد بن الرشيد، تزوج بها الرشيد سنة 165 هـ.

اسمها (أمة العزيز) وغلب عليها لقبها (زبيدة)، قيل: كان جدها (المنصور) يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة أنت زبيدة! فغلب ذلك على اسمها، وهي امراة تعد تسعة من الخلفاء كلهم لها محرم،زوجها (هارون الرشيد)،وابنها (الامين)،وابنا زوجها (المأمون) و (المعتصم)،وابنا ابن زوجها (الواثق) و (المتوكل)،وعمها (المهدى)،وجدها (المنصور)،وعم ابيها (أبو العباس).

وكان في قصرها مائة جارية كل منهن يحفظ القرآن وكان يسمع من قصرها مثل دوي النحل من القراءة، ولم تزل زين نساء الوقت بالعراق في أيام زوجها وولدها وأيام ابن زوجها المأمون، وهي التي سقت أهل مكة بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار.

وأسالت الماء عشرة أميال تخط الجبال وتجوب الصخر حتى غلغلته من الحل إلى الحرم، وعملت عقبة البستان فقال وكيلها: يلزمك نفقة كبيرة، فقالت: اعملها ولو كانت ضربة الفأس بدينار.

توفيت سنة ست وعشرين ومائتين، ورآها عبد الله بن المبارك الزمن في المنام فقال لها:" ما فعل الله بك قالت: غفر لي الله بأول معول ضرب في طريق مكة ... رحمها الله تعالى".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير