في القرن الثامن والتاسع الميلادي، بدأت حضارة المايا الكلاسيكية بالإنحدار، وذلك بهجر السكان للمدن في السهول الداخلية، فالحرب وفشل الأراضي الزراعية في تغطية حاجة السكان والجفاف، هي ما يعتقد بأنه سبب إنحدارها. وهناك أدلة أثرية تدل أن الحرب، المجاعة والثورات الداخلية على الطبقة الحاكمة والنبلاء سادت في عدّة بقاع في المناطق الداخلية.
ـ كماكان وصول الأسبان والأوروبيين إلى الأمريكيتين سببا في تدمير هذه الحضارة العريقة.، و قد بدأ الإسبان السيطرة على أراضي المايا في حدود 1520. وقاومت بعض المناطق بشكل مستميت، وآخر ممالك المايا، مملكة إتزا، لم تخضع للإسبان حتى عام 1697.
من مظاهر رقي حضارة المايا:
ـ تميزت إمبراطورية المايا القديمة بمبانيها العامة وبيوت كبار رجالها والكهنة التي كانت تبني بالحجارة و كما إشتهرت بمدنها الكبيرة ككولان في هندوراس. وكانت بعض المدن تبني حولها الأسوار. وكانت شوارعها ممهدة وكانت الطرق الممهدة تربط بين المدن الرئيسية.
ـ كما عرق الماياويون تقنيات زراعية و صناعية متطورة، و كانت حضارة شعب المايا ـ بلا شك ـ أكثر تطورا من أوربا في ذلك الوقت، و في المناطق المنخفضة بأرض المايا بنيت المدن الكبيرة والمستقرة حيث كانت مأهولة بالسكان
ـ اشتهرت المدن الماياوية ببناء المعابد والقصور والأفنية وخزانات المياه والجسور العلوية فوق المستنقعات. وكانوا يبطنون ويمحرون الأسقف والأرضية والجدران بالمونة من عجينة حجر الجير الأحمر. وكان النحاتون ينقشون علي الأعمدة الحجرية أخبار وتاريخ أسر الحكام وحروبهم وإنتصاراتهم فيها.
ـ كان هناك نظام حكمي منظم للماياويين فقد كان يطلق على الملوك لقب كولاهو k’ul ahau ومعناه الحاكم الأكبر والمقدس لأن الملك كان كان له السلطة السياسية والدينية، وكان الملوك يحكمون من خلال مجلس حكم وراثي.
ـ كانت التجارة الداخلية مزدهرة بين مناطق المايا حيث كانت الطرق منتشرة خلالها لتسهيل النقل والمواصلات. وكانت البضائع المتبادلة من المحاصيل والسيراميك وريش الطيورالإستوائية وغزل القطن وحجر الأوبسيدون ومسحوقه والملح والأصباغ الحمراء من تجفيف حشرات cochineal القرمزية
اللون، والبخورمن راتنج شجر كوبال وجلد الفهد والعسل والشمع وغزل القطن ولحوم الظباء المدخنة والأسماك المجففة، وكان الأهالي يبيعون السلع بالمقايضة أو يشترونها بحبات (كالفول) الكاكاو التي كانت تستعمل كعملة في البيع والشراء.ـ اشتهرت حضارة المايا منذ القرن الرابع وحتى مجيء الأسبان بإقامة الأهرامات وفوق قممها المعابد ومساكن الكهان.
ـ وكان للمايا كتاباتهم التصويرية وأعمال الفريسك (الأفرسك). وفي غرب بنما عثر على آثارٍ لهم من الذهب والفخار.
ـوعرفت حضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية) كما عرفت التقويم عام 613ٌ. م. . والسنة الماياوية 18 شهر كل شهر 20 يوم. وكان يضاف للسنة 5 أيام نسيء يمارس فيها الطقوس الدينية.
ـ كما عرفت حضارة المايا الحساب. وكان متطورا. فالوحدة نقطة والخمسة وحدات قضيب والعشرون هلال. وكانوا يتخذون اشكال الإنسان والحيوان كوحدات عددية.
ـ كما أشتهرت حضارة المايا بصناعة الفخار الذي كان علي هيئة كؤوس إسطوانية لها حوامل وذات ثلاثة أرجل والطاسات الملونة.
4ـ هجرات تاريخية متباعدة:ـ
ولكن من المؤكد تاريخيا الآن .. قيام هجرات آسيوية و أفريقية محدودة خلال فترات تاريخية متباعدة.
فقد وجدت هنالك مثلاً كتابات كنعانية يقول كاتبوها:
(نحن أبناء كنعان من صيدا مجينة الملك، ركبنا السفن للتجارة، فجاءت بنا الى هذا الساحل النائى من أرض الجبال، لقد ركبنا البحر فى البحر الأحمر، وأبحرنا فى عشر سفن، ومكثنا فى البحر مدة سنتين ندور حول أرض حام أفريقية، الا أننا فرقنا على يد بعل بواسطة عاصفة فافترقنا عن أصدقائنا، وهكذ وصلنا الى هنا 12 رجلا ً وثلاث نساء.
¥