أما آثار الشيخ العقبي فلا شك أنها غزيرة أعني بذلك المقالات، فقد ابتدأ الكتابة في الصحف في وقت مبكر في الجرائد الحجازية ثم كتب في جرائد الشيخ ابن باديس وجرائد الجمعية بالإضافة إلى صدى الصحراء والإصلاح التي كان يديرها، ولعل الله تعالى يقيض لها من يقوم بجمعها ونشرها، ومن جملة آثاره تلاميذه فنذكر منهم أشهرهم:
1 - فرحات بن الدراجي (1909 ـ 1951 م): درس على العقبي قبل أن يتخرج من الزيتونة عام 1931 م، وخلف الشيخ التبسي في " سيق " فواصل الدعوة هناك ثم انتقل إلى العاصمة واشتغل في تحرير البصائر في عهدها الثاني إلى أن انتقل إلى البليدة سنة 1948 م بسبب المرض الذي أثقله ثلاث سنوات قبل أن يقضي عليه.
2 - عمر بن البسكري (1889 ـ 1978 م): تتلمذ على الشيخ العقبي في بسكرة، وتولى التدريس في مدارس الجمعية ببجاية ثم سطيف ثم وهران، كما كتب عدة مقالات في الشهاب والبصائر.
3 - محمد العيد آل خليفة (1904 ـ 1979 م): أمير شعراء الجزائر، لازم العقبي ببسكرة، ودرس بالزيتزنة مدة سنتين، وتولى التدريس في مدارس الجمعية ببسكرة والعاصمة، وغيرها إلى غاية سجنه سنة 1956 م وله ديوان شعري طبع في 587 صفحة.
4 - أبو بكر جابر الجزائري ـ حفظه الله ـ: المدرس بالمسجد النبوي، فقد تتلمذ عليه مدة ست سنوات أو أكثر في العاصمة، وقال في شريط " هم عظماء الرجال ":" دروس الشيخ الطيب العقبي ما عرفت الدنيا نظيرها، ولا اكتحلت عين في الوجود بعالم كالعقبي".
ثانيا: من ثناء أقرانه عليه
1 - قال الشيخ ابن باديس:" يعرف الناس العقبي واعظا مرشدا يلين القلوب القاسية، ويهد البدع والضلالات العاتية بقوة بيانه وشدة عارضته، ولكن العقبي الشاعر لا يعرفه كثير من الناس، فلما ترنحت السفينة على الأمواج وهب النسيم العليل هب العقبي الشاعر من رقدته وأخذ يشنف أسماعنا بأشعاره ويطربنا بنغمته الحجازية مرة والنجدية أخرى، ويرتجل البيتين والثلاثة والأربعة في المناسبات، وهاج بالرجل شوقه إلى الحجاز فلو ملك قيادة الباخرة لما سار بها إلا إلى جدة دون أن يعرج على مارساي، وإن رجلا يحمل ذلك الشوق كله للحجاز ثم يكبته ويصب على بلاء الجزائر وويلاتها ومظالمها لرجل ضحى في سبيل الجزائر تضحية أي تضحية".
2 - وقال الشيخ الإبراهيمي ـ 1/ 167 ـ:" هو من أكبر الممثلين لهديها ـ أي الجمعية ـ وسيرتها والقائمين بدعوتها، بل هو أبعد رجالها صيتا في عالم الإصلاح الديني وأعلاهم صوتا في الدعوة إليه ... وإنما خلق قوالا للحق أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر وقافا عند حدود دينه، وإن شدته في الحق لا تعدو بيان الحق وعدم المداراة فيه وعدم المبالاة بمن يقف في سبيله".
3 - قال الشيخ مبارك الميلي:" ولكن أتى الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن في نحره المشرق قصيدة " إلى الدين الخالص " للأخ في الله وداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ الطيب العقبي ـ أمد الله في أنفاسه ـ فكانت تلك القصيدة أول المعول المؤثر في هيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة ومبلغ ما حدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه وحالته في الجمود والتقديس لكل خرافة في الوجود".
4 - وقال أحمد توفيق المدني:" كان خطيبا مصقعا من خطباء الجماهير، عالي الصوت سريع الكلام، حاد العبارة يطلق القول على عواهنه كجواد جامح دون ترتيب أو مقدمة أو تبويب أو خاتمة، وموضوعه المفضل هو الدين الصافي النقي، ومحاربة الطرقية ونسف خرافاتها والدعوة السافرة لمحاربتها ومحقها".
5 - وقال الشيخ أبو يعلى الزواوي:" العلامة السلفي الصالح داعية الإصلاح الديني"
6 - وقال شكيب أرسلان:" فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة".
7 - وقال عنه الشيخ محمد تفي الدين الهلالي:" الأستاذ السلفي الداعية النبيل الشيخ الطيب العقبي".
يتبع
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:51 م]ـ
المطلب الخامس: وفاته
وقد أوصى الشيخ قبل وفاته وصية واشتد في الإلحاح عليها، فأوصى بأن تشيع جنازته في مقبرة "ميرامار" بالرايس حميدو، تشييعا سنيا بدون ذكر جهري أو حين الدفن، وأن لا يؤذن لأي أحد من الحاضرين بتأبينه قبل الدفن أو بعده.
وتوفي الشيخ الطيب العقبي ـ رحمه الله تعالى ـ في 21 مايو 1971 م وشيعت جنازته تشيعا سنيا فكان له ما أراد.
هذا آخر ما أردت تسطيره
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك أستغفرك وأتوب إليك.
تحياتي
أخوكم في الله
الطيب العقبي
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:14 م]ـ
جازاكم الله خيرا ... فقد أحسنتم بجمع أهم النقاط في حياة هذا العلامة، الذي تميز بمواقفه و كتاباته مصلحاو مناضلا و خطيبا و شاعرا، رغم قلة المصادر المتوفرة.
فقط بالنسبة لتاريخ الوفاة أخي الفاضل، الشيخ الطيب العقبي رحمه الله توفي سنة 1960كما جاء في المشاركة الأولى وليس سنة1971.
وأود السؤال عن آثاره،هل هي فقط مقالات متفرقة في الجرائد،هل جُمعت في كتاب،وماذا عن شعره؟
¥