تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابنته زينب، فولدت له جُشماً وعوفاً، ثم ماتت بعد موت عامر فتزوج أختها، وكانت قبله عند صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، فولدت له عامر بن صعصعة. فكانت الطائف بين ولد ثقيف وولد عامر بن صعصعة، فلما كَثُرَ الحَيّان قالت ثقيف لبني عامر: أنكم اخترتم العُمد على المُدُن، والوبر على الشجر، فلستم تعرفون ما نعرف ولا تلطفون ما نلطف، ونحن ندعوكم إلى خط كبير، لكم ما في أيديكم من الماشية والإبل، والذي في أيدينا من هذه الحدائق فلكم نصفُ ثمره، فتكونوا بادين حاضرين يأتيكم ريفُ القرى ولم تتكلفوا مَؤونةً، وتقيموا في أموالكم وماشيتكم في بدوكم ولا تتعرضوا للوباء وتشتغلوا عن المرعى، ففعلوا ذلك. فكانوا يأتونهم كل عام فيأخذون نصف غَلاتهم. وقد قيل: إن الذي وافقوهم عليه كان الربيع، فلما اشتدت شوكة ثقيف وكثرت عمارة (وج) رَمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم مَن حولهم وغزوهم، فاستغاثوا ببني عامر فلم يغيثوهم، فاجمعوا على بناء حائط يكون حصناً لهم، فكانت النساءُ تُلْبِنُ اللبنَ والرجالُ يبنون الحائط حتى فرغوا منه، وسموه (الطائف) لإطافته بهم، وجعلوا لحائطهم بابين .. أحدهما لبني يسار والآخر لبني عوف، وسموا باب بني يسار (صعباً) وباب بني عوف (ساحراً)، ثم جاءهم بنو عامر ليأخذوا ما تعودوه فمنعوهم، عنه وجَرَتْ بينهم حرب انتصرت فيها ثقيف، وتفردتْ بمُلْكِ الطائف، فضربتهم العرب مثلاً ...

الحساءُ: بالفتح والمد، جمع حِسْي بكسر الحاء وسكون السين. وهو الماءُ الذي تنشفه الأرض من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه. قال أبو منصور: سمعت غير واحد من تميم يقول: إحتسينا حَسْياً، أي: أنبطنا ماء الحسي، والحِسْي: الرمل المتراكم أسفله جبل صلد، فإذا مُطِرَ الرملُ نشف ماء المطر، فإذا انتهى إلى الجبل الذي تحته أمسك الماء ومنع الرمل وحر الشمس أن يَنشف الماء، فإذا اشتد الحر نبث وجه الرمل عن الماءِ فنبعَ بارداً عذباً يُتَبرضُ تبرضاً. قال ياقوت: (وقد رأيتُ في البادية أحساءً كثيرةً على هذه الصفة منها: أحساءُ بني سعد بحذاءِ هَجَرَ والأحساءُ ... والأحساءُ: مدينة بالبحرين معروفة مشهورة، كان أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هَجَر أبو طاهر الحسن بن أبي سعيد الجنابي القرمطي، وهي إلى الآن مدينة مشهورة عامرة).

نابُلُس: بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة، وسئل شيخ من أهل المعرفة من أهل نابلس لِمَ سميت بذلك؟ فقال: إنه كان هاهنا واد فيه حية قد امتنعت فيه وكانت عظيمة جداً، وكانوا يسمونها بلغتهم (لُسْ) فاحتالوا عليها حتى قتلوها وانتزعوا نابها، وجاؤوا بها فعلقوها على باب هذه المدينة، فقيل: هذا نابُ لُسْ، أي: ناب الحية. ثم كَثُرَ استعمالها حتى كتبوها متصلة (نابلس) هكذا، وغلب هذا الاسم عليها. وهي مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها، كثيرة المياه لأنها لصيقة في جبل أرضها حجر ...

البصرَةُ: وهما بصرتان العظمى بالعراق، وأخرى بالمغرب ... وأما البصرتان فالكوفة والبصرة ... قال ابن الأنباري: البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة، وقال قُطرُب: البصرة الأرض الغليظة التي فيها حجارة تَقلَعُ وتَقطَعُ حوافِرَ الدواب. قال: ويقال (بصرة) للأرض الغليظة. وقال غيره: البصرة حجارة رَخْوَة فيها بياض، وقال ابنُ الأعرابي: البصرة حجارة صلاب. قال: وإنما سميت (بصرة) لغلظها وشدتها كما تقول: ثوبٌ ذو بُصر، وسِقاءٌ ذو بُصر، إذا كان شديداً جيداً. قال: ورأيت في تلك الحجارة في أعلى المِربَد بِيْضاً صِلاباً. وذكر الشرقي بن القطامي أن المسلمين حين وافوا مكان البصرة للنزول بها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصا عليها، فقالوا: إن هذه أرض بَصْرَةٌ، يعنون حَصْبَة فسميت بذلك، وذكر بعض المغاربة أن البصرة الطين العلك، وقيل: الأرض الطيبة الحمراء، وذكر أحمد بن محمد الهَمَداني حكاية عن محمد بن شرحبيل بن حَسَنَةَ أنه قال: إنما سميت البصرة لأن فيها حجارة سوداءَ صُلْبة وهي البصرة ... وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني: سمعت مُوبَذ بن اسوهشت يقول: البصرة تعريب (بس راه) لأنها كانت ذات طُرُق كثيرة انشعَبَت منها إلى أماكن مختلفة. وقال قوم: البصرُ والبَصْرُ الكَذّانُ، وهي الحجارة التي ليست بُصلبة، سميت بها البصرة، كانت ببَقعَتها عند اختطاطها ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير