تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الأزهري: البَصْرُ الحجارة إلى البياض بالكسر فإذا جاؤوا بالهاءِ قالوا: بصرة ...

البصرَةُ: وهما بصرتان العظمى بالعراق، وأخرى بالمغرب ... وأما البصرتان فالكوفة والبصرة ... قال ابن الأنباري: البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة، وقال قُطرُب: البصرة الأرض الغليظة التي فيها حجارة تَقلَعُ وتَقطَعُ حوافِرَ الدواب. قال: ويقال (بصرة) للأرض الغليظة. وقال غيره: البصرة حجارة رَخْوَة فيها بياض، وقال ابنُ الأعرابي: البصرة حجارة صلاب. قال: وإنما سميت (بصرة) لغلظها وشدتها كما تقول: ثوبٌ ذو بُصر، وسِقاءٌ ذو بُصر، إذا كان شديداً جيداً. قال: ورأيت في تلك الحجارة في أعلى المِربَد بِيْضاً صِلاباً. وذكر الشرقي بن القطامي أن المسلمين حين وافوا مكان البصرة للنزول بها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصا عليها، فقالوا: إن هذه أرض بَصْرَةٌ، يعنون حَصْبَة فسميت بذلك، وذكر بعض المغاربة أن البصرة الطين العلك، وقيل: الأرض الطيبة الحمراء، وذكر أحمد بن محمد الهَمَداني حكاية عن محمد بن شرحبيل بن حَسَنَةَ أنه قال: إنما سميت البصرة لأن فيها حجارة سوداءَ صُلْبة وهي البصرة ... وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني: سمعت مُوبَذ بن اسوهشت يقول: البصرة تعريب (بس راه) لأنها كانت ذات طُرُق كثيرة انشعَبَت منها إلى أماكن مختلفة. وقال قوم: البصرُ والبَصْرُ الكَذّانُ، وهي الحجارة التي ليست بُصلبة، سميت بها البصرة، كانت ببَقعَتها عند اختطاطها ... وقال الأزهري: البَصْرُ الحجارة إلى البياض بالكسر فإذا جاؤوا بالهاءِ قالوا: بصرة ...

مَكةُ: بيت الله الحرام ... أما اشتقاقها ففيه أقوال. قال أبو بكر بن الأنباري: سميت مكة لأنها تَمُكُّ الجبارين، أي: تُذْهِب نَخْوَتَهم. ويقال: إنما سميت مكة لازدحام الناس بها، من قولهم: قد امْتَكَّ الفصيلُ ضَرْعَ أمه، إذا مصّه مصّاً شديداً، وسميت بمكة لازدحام الناس بها ... ويقال: مكة اسم المدينة، وبَكَّة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة، والميم بدل من الباء، كما قالوا: ما هذا بضربة لازب ولازم ... وفيها أقوال أخر، قال الشرقي بن القطامي: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول: لا يتم حجنا حتى نأتي مكان الكعبة، فنَمُكُّ فيه، أي: نُصَفِّرُ صَفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يُصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء بتشديد الكاف طائر يأوي الرياض ... والمُكاءُ بتخفيف الكاف والمد: الصفير ... وقال قوم سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هَبْطة بمنزلة المكوك والمكوك عربي أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:

والمكاكي والصِّحافِ من الفضة والضامراتِ تحت الرحالِ

ويقال أيضاً: سميت مكة لأنها عبَّدتْ الناسَ فيها، فيأتونها من جميع الأطراف، من قولهم: امْتَكَّ الفصيل مخلاف الناقة، إذا جذب جميع ما فيها جذباً شديداً فلم يَبق فيها شيئاً، وهذا قول أهل اللغة. وقال آخرون: سميت مكة لأنه لا يَفْجُرُ بها إلا بَكَّتْ عنقه، فكان يصبح وقد الْتَوَتْ عُنُقُهُ، وقال الشرقي: ... وقال آخرون: بكة موضع البيت، وما حول البيت مكة. قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها سميت مكة من مَكِّ الثدي، أي: مصه، لقلة مائها، لأنهم كانوا يمتكون الماء، أي: يستخرجونه. وقيل: إنها تُذْهِبُ الذنوبَ، أي: تذهب بها كما يمُك الفصيل ضرع أمه فلا يبقى فيه شيئاً. وقيل: سميت مكة لأنها تَمُكُّ من ظلم، أي: تنقصه وينشد قول بعضهم:

يا مكةَ الفاجرَ مُكّي مَكّا ... ولا تَمُكِّي مذْحِجاً وعكا

وقيل: إنما سميت بكة لأن الأقدام تَبُكُّ بعضها بعضاً ...

العِرَاقُ: سميت بذلك من عِرَاق القربة وهو الخرزُ المثنيُ الذي في أسفله، أي: أنها أسفل أرض العرب. وقال أبو القاسم الزجاجي: قال ابن الأعرابي: سمي عراقاً لأنه سَفُلَ عن نجد ودنا من البحر، أُخِذَ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها، والعراقان: الكوفة والبصرة ... قال: وقال غيره العراق في كلامهم الطير. قالوا: وهو جمع عَرَقة والعرقة ضرب من الطير. ويقال أيضاً: العراق جمع عِرق، وقال قطرب: إنما سمي العراق عراقاً لأنه دنا من البحر، وفيه سِباخ وشجر، يقال: استعرقت إبلهم، إذا أتت ذلك الموضع، وقال الخليل: العراق شاطئ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير