تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البحر، وسمي العراق عراقاً لأنه على شاطئ دجلة والفرات مداً حتى يتصل بالبحر على طوله. قال: وهو مشبه بعراق القربة، وهو الذي يثني منها فيخرز. وقال الأصمعي: هو معرب عن (إيران شهر) وفيه بُعْد عن لفظه، وإن كانت العرب قد تتغلغل في التعريب بما هو مثل ذلك. ويقال: بل هو مأخوذ من عروق الشجر، والعراق من منابت الشجر فكأنه جمع عرق. وقال شمرٌ: قال أبو عمرو: سميت العراق عراقاً لقربها من البحر. قال: وأهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من البحر عراقاً ... قال ياقوت: والعراق أعدلُ أرض اللهَ هواءً وأصحُها مِزَاجاً وماءً، فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة، والآراء الراجحة، والشهوات المحمودة، والشمائل الظريفة، والبراعة في كل صناعة، مع اعتدال الأعضاء، واستواء الأخلاط، وسُمرة الألوان، وهم الذي أنضَجتهم الأرحام فلم تخرجهم بين أشقر وأصهب وأبرص، كالذي يعتري أرحام نساء الصقالبة في الشقرة، ولم يتجاوز أرحام نسائهم في النضج إلى الإحراق كالزنج والنوبة والحبشة الذين حَلِكَ لونهم ونتن ريحُهم وتَفَلفلَ شعرهم وفسدت آراؤهم وعقولهم، فمن عداهمُ بين حمير لم ينضج ومجاوز للقدر حتى خرج عن الاعتدال. قالوا: وليس بالعراق مشاتٍ كمشاتي الجبال، ولا مصيف كمصيف عُمَان، ولا صواعق كصواعق تهامة، ولا دماميل كدماميل الجزيرة، ولا جرب كجرَب الزنج، ولا طواعين كطواعين الشام، ولا طحال كطحال البحرين، ولا حمى كحمَى خَيبرَ، ولا كزلازل سيراف، ولا كحرارات الأهواز، ولا كأفاعي سجستان، وثعابين مصر، وعقارب نصيبين، ولا تلون هوائها تلوُنَ هواء مصر، وهو الهواءُ الذي لم يجعل اللَه فيه في أرزاق أهله نصيباً من الرحمة التي نشرها اللَه بين عباده وبلاده حتى ضارع في ذلك عدَن أبين.

الشأمُ: بفتح أوله وسكون همزته، والشأم بفتح همزته مثل نَهْر ونَهَر لُغتان ولا تمد، وفيها لغة ثالثة وهي (الشامُ) بغير همز، كذا يزعم اللغويون وقد جاءت في شعر قديم ممدود ... وقال أبو بكر الأنباري: في اشتقاقه وجهان، يجوز أن يكون مأخوذاً من اليد الشؤمى وهي اليسرى، ويجوز أن يكون فعلى من الشؤم. قال أبو القاسم: قال جماعة من أهل اللغة: يجوز أن لا يُهمز فيقال: الشام، فيكون جمع شامة، سميت بذلك لكثرة قُراها وتداني بعضها من بعض، فشُبهت بالشامات. وقال أهل الأثر: سميت بذلك لأن قوماً من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق فتشاءموا إليها، أي: أخذوا ذات الشمال فسميت بالشام لذلك. وقال آخرون من أهل الأثر منهم الشرقي: سميت الشام بِسَامِ بن نوح عليه السلام، وذلك أنه أول من نزلها فجُعلت السين شيناً لتغير اللفظ العجمي. قال ياقوت: وقرأتُ في بعض كُتب الفُرس في قصة سنحاريب أن بني إسرائيل تمزقت بعد موت سليمان بن داود عليه السلام فصار منهم سبطان ونصف سبط في بيت المقدس، فهم سبط داود. وانخزل تسعة أسباط ونصف إلى مدينة يقال لها شامين، وبها سميت الشام وهي بأرض فلسطين، وكان بها مَتجَرُ العرب وميرتهم، وكان اسم الشام الأول (سُورَى) فاختصرت العرب من (شامين) الشام، وغلب على الصقع كله، وهذا مثل فِلَسْطِين وقِنِّسْرِين ونُصَيْبِين وحُوَارين وهو كثير في نواحي الشام. وقيل: سميت بذلك لأنها شامة القبلة. قلتُ: وهذا قول فاسد، لأن القبلة لا شامة لها ولا يمين، لأنها مقصد من كل وجه يمنة لقوم وشامةُ لآخرين، ولكن الأقوال المتقدمة حسنة جميعهاً. المَوصِلُ: بالفتح وكسر الصاد، المدينة المشهورة العظيمة إحدى قواعد بلاد الإسلام، قليلة النظير كِبراً وعِظَماً، وكثرةَ خلق، وسعة رُقعة، فهي محط رحال الركبان، ومنها يقصد إلى جميع البلدان، فهي باب العراق ومفتاح خراسان، ومنها يقصد إلى أذربيجان ... والموصل لأن القاصد إلى الجهتين قَلَّ من لا يمر بها. قالوا: وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل: وصلت بين دجلة والفرات، وقيل: لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة، وقيل: بل المَلِك الذي أحدثها كان يسمى الموصل، وهي مدينة قديمة الأس على طرف دجلة ...

وترقبوا المزيد بإذن الله ..

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 08 - 07, 11:37 م]ـ

موضوع شيق

أكمل بارك الله فيك

ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 09:27 م]ـ

البصرة بالمغرب

مدينة أثرية أسسها حفدة المولى إدريس في القرن الثاني الهجري، كانت مزدهرة في أواخر القرن الرابع، توجد أطلالها اليوم في الكيلومتر 22 في الطريق المؤدية من سوق الأربعاء إلى وزان، وكانت تعرف أيضا بالحمراء، وببصرة الكتان، خربها الفاطميون.

كتاب المغرب، للصديق بن العربي، ص 86

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير