تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً) العنكبوت: 14.و إذا نظرنا في معاجم العربية وجدنا أن العام هو السنة عند أكثر أهل اللغة، قال ابن منظور في اللسان: سنه: السَّنَةُ: واحدةُ السِّنين. قال ابن سيده: السَّنَة العامُ وبعضهم يرى التفريق بين السنة والعام، قال المناوي في فيض القدير: وفرق بعضهم بين السنة والعام بأن العام من أول المحرم إلى آخر ذي الحجة، والسنة من كل يوم إلى مثله من القابلة، ذكره ابن الخباز في شرح اللمع.

وفي المنجد في اللغة والإعلام: "العام: جمع أعوام: أربعة فصول السنة كاملةً متوالية".

وجاء في معجم الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكريّ:

الفرق بين العام والسنة: أن العام جمع أيام، والسنة جمع شهور، ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الزنج قيل عام الزنج، ولما لم يقل شهور الزنج لم يقل سنة الزنج، ويجوز أن يقال: العام يفيد كونه وقتا لشيء، والسنة لا تفيد ذلك، ولهذا يقال: عام الفيل ولا يقال سنة الفيل، ويقال في التاريخ: سنة مائة وسنة خمسين ولا يقال عام مائة وعام خمسين إذ ليس وقتاً لشيء مما ذكر من هذا العدد، ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه، كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالأبعاض والجمع إحاطة بالأجزاء.

وفي العين للخليل بن أحمد العامُ: حَوْلٌ يأتي على شَتْوةٍ وصَيْفَةٍ، ألِفُها واو، ويُجمَع على الأعوام.

وعلى هذا يكون العام أخص من السنة، أي:أن كل عام سنة، وليس كل سنة عاما، فإذا عددت من يوم إلى مثله، فهو سنة وقد يكون فيها نصف الصيف، ونصف الشتاء، والعام لا يكون إلا صيفا وشتاء متتاليين.

وقال الأستاذ فاضل السامرائي ما معناه: أشهر ما قيل أن السنة تستعمل في الغالب (تأمل هذا التقييد) للقحط والشدة والعام بمعنى الخصب والرخاء. ثم ذكر فرقا – أراه مهما- بين استعمال اللفظين في المفرد وفي الجمع. فالعرب تقول أسنت الناس أو أصابتهم سنة أي قحط.

عمرو الذي هشم الثريد لقومه .................... ورجال مكة مسنتون عجاف

وليس الأمر مطردا في الجمع فلفظة سنين لا تدل على معنى سنة بمعنى القحط.

وخلص السامرائي إلى أن تفريقات اللغويين غالبها اجتهاد شخصي فهي ليست مطردة دائما.

وقد يقول قائل وما فائدة بحث هذه المسألة ابتداء والجواب أن النظر في هذه الدقائق اللغوية يفتح للعبد باب تدبر القرآن والتلذذ به و قد عقد السهيلي في كتابه "الروض الآنف"عند ذكره لقصة أهل الكهف فصلاً بيّن فيه الفرق بين السنة والعام قال في ختامه:" فتأمل هذا، فإن العلم بتنزيل الكلام ووضع الألفاظ في مواضعها اللائقة بها يفتح لك باباً من العلم بإعجاز القرآن."

والله أعلم

ـ[راشدالشمري]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:38 ص]ـ

الذي يظهر لي والله أعلم أن العرب يقولون غالبا سبع سنين، خمس سنين ونحو ذلك

ويقولون غالبا ألف سنة، خمسين ألف سنة، ونحو ذلك

ويقولون غالبا خمسون عاما، سبعون عاما

فيستعملون لفظ السنة في العدد المفرد والألوف في الغالب

ويستعملون لفظ العام في العشرات والمئات من السنين في الغالب

هذا ما يظهر لي والله أعلم

ولعل من تتبع الآيات والأحاديث يتبين له ذلك

(خمسين ألف سنة)

(سبع سنين) (بضع سنين)

(خمسمائة عام) (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) ... إلخ

ـ[جمال العاتري]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:33 م]ـ

السلام عليكم ...

الإخوة:

أبي الأنوار /

أبو وائل /

هشام بن الزوبير /

راشد الشمري /

بارك الله فيكم على الإفادات القيمة وزادكم الله علما. وبالنسبة لما قاله الأخ هشام عن شرح الدكتور السامرائي لمعنى السنة وأنها متعلقة بالقحط والشدة و مدلول معنى العام بعكس ذلك في العموم فما يظهر في آيات الذكر الحكيم لا يطابق ذلك ولو كان فهو في مواضع مخصوصة كما في سورة يوسف مثلا و أنظر قوله تعالى: {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ... الآية} فالفتنة هنا شدة وليست رخاءا لكن اللفظ جاء عاما وليس سنة وفي قوله تعالى: { ... حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ... الآية} يظهر أن المدلول هنا من المعنى إيجابي لأنه عمر العبد الصالح الذي يرجوا رحمة ربه وشكر نعمته. والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير