[من رسائل جوال تدبر (1)]
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:57 م]ـ
تدبر الفاتحة (1)
{الحمد لله رب العالمين} يؤخذ من سورة الفاتحة، إيجاز المقدمة مع بلاغتها؛ لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود، وهذا سنة للخطباء ألا يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي، فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة. [ابن عاشور] [/ color][/size]
تدبر الفاتحة (2)
{الحمد لله رب العالمين}
الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام، وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد الحمد: (رب العالمين =الربوبية) فإذا كان الله هو من ربى العبد وجب عليه أن يحبه، وإذا كان هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه.
تدبر الفاتحة (3)
مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و {الحمد لله .. } محبة، و {الرحمن الرحيم .. } رجاء، و {مالك يوم الدين .. } خوف! وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.
تدبر الفاتحة (4)
{الرحمن الرحيم}
قال أهل العلم: هذا الاسمان يفتحان -لمن عقل- أوسع أبواب المحبة لله، والرجاء فيه، وتنويع الاسمين -مع أن المصدر واحد وهو الرحمة- دليل سعتها، وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي". [صالح آل الشيخ]
تدبر الفاتحة (5)
{مالك يوم الدين}
تأمل كيف تضمنت هذه الآية:
1 - إثبات المعاد.
2 - جزاء العباد بأعمالهم -حسنها وسيئها-.
3 - تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق.
4 - كون حكمه تعالى بالعدل. [ابن القيم]
تدبر الفاتحة (6)
من آداب الدعاء أن يقدم الإنسان بين يدي دعائه ثناء على الله تعالى –كما جاء في السنن وغيرها-، وفي قوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} ثناء، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء {اهدنا الصراط المستقيم}. [ينظر: تفسير ابن كثير]
تدبر الفاتحة (7)
فـ"إياك نعبد" الغاية، و"إياك نستعين" الوسيلة، فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله، فالبداية من الله والنهاية إلى الله! فإنا لله وإنا إليه راجعون. [ينظر: العبودية لابن تيمية]
تدبر الفاتحة (8)
في لفظة (أنعمت) فوائد:
1/ أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم.
2/ أن الهداية لا بعمل العبد، بل نعمة من غيره أسديت إليه.
3/ أن المنعم بالهداية هو الله وحده.
4/ وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها. [باسل الرشود]
تدبر الفاتحة (9)
{صراط الذين أنعمت عليهم} فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق، وأنه وإن كان غريبا بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين، الذين حازوا أعلى نعمة، فليأنس بذلك.
تدبر الفاتحة (10)
حقيقة الصراط المستقيم هو: معرفة الحق والعمل به؛ لأن الله لما ذكره في الفاتحة بين من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره. [د. محمد الخضيري]
تدبر الفاتحة (11)
كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون, ظن أن ذلك مخصوص بهم, مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة, فيا سبحان الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه, ولا يتصور أنه يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه، وفي الضالين العاملون بلا علم. [محمد بن عبدالوهاب]
تدبر الفاتحة (12)
من أحسن ما يفتح لك باب فهم الفاتحة قوله تعالى-في الحديث القدسي-: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي, وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي, فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل, فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} -إلى قوله-: {ولا الضالين} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"،
فإذا تأمل العبد هذا, وعلم أنها نصفان: نصف لله, ونصف للعبد، وتأمل أن الذي علمه هذا هو الله, وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة, وأنه سبحانه ضمن إجابة هذا الدعاء -إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب- تبين له ما أضاع أكثر الناس. [محمد بن عبدالوهاب]
¥