تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التزهيد في علم القراءات]

ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[28 - 04 - 09, 04:47 ص]ـ

بعض طلبة العلم يزهّد في طلب علم القراءات، ويذكرون بعضًا من أقوال أهل العلم بأنه علم قليل الفائدة ..

ما رأيكم بارك الله فيكم في ذلك؟

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:25 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

للدكتور مساعد الطيار - وفقه الله - دورة حول (مقدمة في علم القراءات ( http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=316) ) [ خمس حلقات]، فيها فوائد قيمة نفيسة، وقد أشار فيها إلى ما تسأل عنه في ثنايا حديثه.

كذلك تكلم عن أهمية (علم توجيه القراءات) للمفسر في كتابه النفيس (أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم) لا سيما النوع الذي يقع به تغاير المعنى.

ولا يخفاكم كيف أن المفسرين قد اعتنوا به في استنباط المعاني والأحكام.

وانظر (القراءات وأثرها في التفسير والأحكام) للدكتور محمد بازمول.

وانظر كذلك عناية المحدّثين بها وكيف أن بعضهم قد أفرد لها بابا أو مؤلَّفًا مفردا.

أما عن أهميته للغوي فحدث ولا حرج، فدراسة اللغة والبحث فيها في ظل القراءات مما تفنى دونه أعمار أجيال من الباحثين، وقد ألف في ذلك عشرات الكتب ولا يزال، وانظر مثلا:

- أثر القراءات القرآنية في الدراسات النحوية؛ للدكتور عبد العال سالم مكرم.

- أثر القراءات الشاذة في الدراسات النحوية والصرفية؛ لأحمد الغامدي.

هذا غير ما أفرد من دراسات لتتبع ظاهرة لغوية ما في ظلها، مقروءة كانت أو شاذة.

وحفظ طالب علم مختص لمتن في القراءات - كالشاطبية مثلا - يستحضر به بعض أوجه القراءة وأشهرها، ينسب بها كل قراءة إلى قاريها - كل هذا من شأنه أن ييسر له - ولغيره من غير المتخصصين في القراءات من المفسرين والفقهاء واللغويين - الاستفادة منه بوجه ما.

كذا، قد حفظت لنا القراءات ولا تزال - إن شاء الله - أوجه النطق ببعض الظواهر اللهجية لدى العرب مما لا يؤخذ من كتاب، ولا يصح حفظه إلا بالمشافهة والسند المتصل. وإن كان ذلك أصلا من تخصص أهل اللغة والأداء (التجويد).

وهنا فتوى ( http://almoslim.net/node/107996) للدكتور عمر المقبل حول فائدة علم القراءات.

فائدة: قد ذكرتني شيخا فاضلا نحسبه من أهل العلم والسنة ومن الدعاة المقبولين المحبوبين لدى كثير من العامة في زماننا:

سمعته من أشهر قليلة يتحدث في إحدى القنوات الفضائية المشهورة يبيّن بعض الفوائد من سورة يوسف، وعند قوله تعالى (فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام .. ) عقب بقوله (الرجل لم يقل: يا بُشْرَايَ، وإنما قال: يا بُشْرَى) ثم ذهب يبني على هذا باقي حديثه .. !

الشاهد: نفيه أن يكون الرجل قد تكلم بهذا، وما يدري أنها قراءة أبي جعفر ونافع المدنيين، وابن كثير المكي، وابن عامر الشامي، وأبي عمرو ويعقوب البصريين، وغيرهم بخلف لهجي. [انظر: عبد اللطيف الخطيب: معجم القراءات 4/ 209].

فقلتُ في نفسي: سبحان الله! كيف أن شيخنا الكريم الفاضل لم يخطر بباله مثلا أن تكون قراءة كهذي موجودة. وأنا على يقين أنه لو يعلم ما قال ذلك.

وقد رسخ في نفسي وقتها أهمية أن يكون الداعية المتصدر على دراية - ولو يسيرة - بمبادئ تلك العلوم التي لم يتخصص فيها. ولا تثريب عليه إن لم يكن فيها متخصص، بيد أن إهمال بعضها من شأنه أن يوقعه في مثل هذي المزالق التي لا تليق بمثله من أهل العلم. ذلك إن مرت على العامة ولم تحدث بلبلة أو فتنة لدى بعض أهلنا بالمغرب العربي أو في السودان والصومال وغيرها من تلك البلاد التي تقرأ بهذا الوجه. لا سيما إن كانوا يثقون بعلمه وفضله. والله أعلم.

أردت الإفادة العاجلة بهذي المشاركة، فاعذرنا على التقصير، ولعل مشايخنا من أهل التخصص في الإقراء يفيدوننا، فأخوك ليس منهم. وفقنا الله وإياكم.

ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[28 - 04 - 09, 03:20 م]ـ

جزاك الله خيرًا .. أثلجت صدري أثلج الله صدرك، وبارك فيك.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 09, 12:18 ص]ـ

جزانا الله وإياكم .. الحمد لله .. وفيكم بارك ربي.

أزيدك أن تراثنا من علم القراءات لا يزال بحاجة إلى محققين بارعين يستخرجون لنا تلك الكنوز المنثورة حبيسة المكتبات، البعيدة عن أيدي الباحثين، وكثيرة هي.

وانظر مثلا كتاب (الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها) للهذلي؛ كيف أنه ظل مخطوطا مئات السنين غير محقق - رغم قيمته العلمية -، ويوم خرج إلينا وجدناه كثير التصحيف والتحريف، بتحقيق لا يليق بمثله من هذي الكتب الأمّات أصول (النشر). وإذا تكلمت .. قالوا لك: وأين أنت؟!

واسأل مشايخنا في معاهد الإقراء وكلياته بالقاهرة والمدينة النبوية: كم من مسائل وموضوعات في القراءات مطروحة للبحث في الدراسات العليا، وكم من مؤلفات فيه تحتاج إلى طلاب علم نابهين لتحقيقها وإفادة المعنيين بها. وقليل ما هم هؤلاء المحققين في زماننا، أندر من الكبريت الأحمر إن علمتهم.

كذلك أعتب على كثير من الطلاب المشتغلين بالقراءات اليوم، كيف أنهم قد أهملوا بعض العلوم الفاضلة كالعقيدة والفقه وأصوله، وعلوم اللغة والتفسير وغيرها، حتى أقرب علوم القرآن للقراءات قد يجهلون بعضها، مما يسمعك من بعضهم فتاوى قرآنية شاذة سمجة كان غنيا كل الغنى عن أن يتفوه بمثلها. وهذا لا شك خلل منهجي كبير - عافانا الله منه - .. أقول هذا لأقرر أنّا بحاجة إلى أن يولي نفر من طلاب العلم وجهتهم إلى القراءات، وأن يعتنوا بها عنايتهم بغيرها، وألا يتركونها لمن يفسد أكثر مما يصلح عندما يتصدر للإقراء.

كذلك قد أقحم بعض اللغويين أنفسهم في تحقيق القراءات فكان منهم ما كان. وكان الأوْلى أن يكون بين أهل تلك العلوم وصال ومشاركة لا سيما عند إخراج مثل تلك الأعمال الكبيرة المهمة.

واقرأ سير قرائنا الأُول، كيف أن أكثرهم بجانب تخصصه في القراءات، كان فقيها نحريرا، أو مفسرا أديبا، أو لغويا ضليعا، أو محدثا محققا فاضلا، رحم الله أبا عمرو بن العلاء، والكسائي، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وابن جرير الطبري، وغيرهم.

وفقنا الله وإياكم لكل خير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير