تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العلوم التي يحتاج إليها المفسر]

ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:57 م]ـ

[العلوم التي يحتاج إليها المفسر]

· اشترط العلماء في المفسر الذي يريد أن يفسر القرآن برأيه، أن يكون ملما بجملة من العلوم التي بواسطتها يستطيع أن يفسر القرآن تفسيرا عقليا مقبولا.

· العلوم التي يحتاج إليها المفسر تعصمه من:

أ) الوقوع في الخطأ.

ب) تحميه من القول على الله بدون علم.

العلوم التي يحتاج إليها المفسر هي:

1. علم اللغة: لأن به يمكن شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع. إذ ربما يكون اللفظ مشتركا، والمفسر يعلم أحد المعنيين ويخفى عليه الآخر،وقد يكون هو المراد.

2. علم النحو: لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب، فلابد من اعتباره.

3. علم الصرف: وبواسطته تعرف الأبنية والصيغ،مثل (وجد) كلمة مبهمة فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها، وجد: تستعمل في العثور على الدابة بكسر الواو، وفي الحصول على المطلوب بضم الواو، وفي الغضب (موجدة) بكسر الجيم،وفي الحب (وجدا) بفتح الواو.

4. الاشتقاق: لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافها، كالمسيح مثلا، هل هو من السياحة أو من المسح؟ فالسياحة فعيل بمعنى فاعل أي مسيحا لكثرة سياحته، والمسح فعيل بمعنى مفعول أي لايمسح على ذي عاهة إلا برئ بإذن الله تعالى.

5. 6. 7. علوم البلاغة الثلاثة (المعاني، والبيان، والبديع):فعلم المعاني: يعرف به خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، وعلم البيان: يعرف به خواص التراكيب من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وعلم البديع: يعرف به وجوه تحسين الكلام.

8. علم القراءات: لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن، وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض، ويستطيع المفسر أن يميز بين القراءات الصحيحة الثابتة المتواترة والقراءات الشاذة والمردودة.

9. علم أصول الدين: وهوعلم الكلام، ليعرف المفسر ما يجب لله وما يستحيل وما يجوز له، وأن ينظر في الآيات المتعلقة بالنبوات، ولولا ذلك لوقع المفسر في ورطات.

10. علم أصول الفقه: لأن به يعرف وجه الاستدلال على الأحكام والاستنباط.

11. علم أسباب النزول: لأن بمعرفة سبب النزول يعرف المعنى المراد من الآية. كقوله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} ظاهر النص يفيد أن على المسلم أن يتوجه إلى أي جهة شاء دون حرج وهذا غير المراد قطعا.

12. علم القصص: لأن معرفة القصة تفصيلا يعين على توضيح ما أجمل منها في القرآن. وبعلم القصص يستطيع المفسر أن يميز بين الدخيل على التفسير والصحيح منه.

13. علم الناسخ والمنسوخ: وبه يعلم المحكم من غيره. ومن فقد هذه الناحية، ربما أفتى بحكم منسوخ فيقع في الضلال والإضلال.

14. علم الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم: ليستعين بها على توضيح ما يشكل عليه، وأن يكون عالما بالصحيح والضعيف والموضوع، ولعل دخول الإسرائيليات إلىكتبالتفسير بهذه الكثرة يرجع إلى هذا.

15. علم الموهبة:وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم، وإليه أشار بقوله تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}. واعلم انه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي ولايظهر له أسراره وفي قلبه بدعة أو كبر أو هوى أو حب دنيا أو وهو مصر على ذنب. وفي هذا المعنى قوله تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} قال ابن عيينة: أنزع عنهم فهم القرآن.

هذه هي العلوم التي اعتبرها العلماء أدوات لفهم كتاب الله تعالى، وإن كان بعض العلماء ذكر بعضا وأعرض عن آخر، ومنهم من أدمج بعضها في بعض، وليس هذا العدد الذي ذكرنا حاصرا لجميع العلوم التي يتوقف عليها المفسر؛ ولذلك سأذكر مقالة الأستاذ محمد رشيد رضا في مقدمة تفسيره تتميما للفائدة، مختصرة وبتصرف:

للتفسير مراتب: أدناها: أن يبين بالإجمال ما يشرب القلب عظمة الله وتنزيهه وما يصرف النفس عن الشر ويجذبها إلى الخير.

وأعلاها: لا تتم إلا بأموروهي:

· فهم حقائق الألفاظ المفردة التي أودعها القرآن، بحيث يحقق المفسر ذلك من استعمالات أهل اللغة، فإن كثيرا من الألفاظ كانت تستعمل في زمن التنزيل لمعان ثم غلبت على غيرها بعد ذلك، مثل لفظ التأويل بمعنى التفسير ولكنه جاء في القرآن بمعان أخرى كقوله تعالى {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله .. }.

· الأساليب، فينبغي أن يكون عنده من علمها ما يفهم به هذه الأساليب الرفيعة وذلك يحصل بممارسة الكلام البليغ ومزاولته.

· علم أحوال البشر، ذكر تعالى في كتابه من أحوال الخلق وطبائعهم، والسنن الإلهية في البشر، وقص علينا قصص الأمم وسيرها الموافقة لسنته فيها.

· العلم بوجه هداية البشر كلهم بالقرآن، أن يعلم ما كان عيه الناس في عصر النبوة، فالقرآن ذكر أنهم كانوا في شقاء وضلال وأن الأنبياء بعثوا لهدايتهم وإسعادهم، فكيف يفهم المفسر ما قبحته الأيات من عوائدهم، إذا لم يكن عارفا بأحوالهم؟

· العلم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير