تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقدمة بين يدي سورة النساء]

ـ[مهدي أبو عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 05 - 09, 08:53 م]ـ

مقدّمة بين يدي سورة النّساء

[/ URL] (http://www.manareldjazair.com/index2.php?option=com_*******&task=view&id=515&pop=1&page=0&Itemid=13) بقلم: أبي جابر عبد الحليم توميات

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فهذه خمسة مباحث تتعلّق بسورة " النّساء "، بها نسلّط على هذه السّورة العظيمة بعض أضواء علوم القرآن ومباحثه، تكون لها بمنزلة التّعريف والمبادئ الّتي يذكرها العلماء قبل دراسة كلّ فنّ.

المبحث الأوّل: في مناسبة مجيئها بعد سورة آل عمران:

يمكن أن تكون المناسبة بين السّورتين لها وجهان:

الوجه الأوّل: مناسبة عامّة، فإنّ الله تبارك وتعالى بعدما بيّن الصّراط المستقيم في سورة الفاتحة، وردّ على أصحاب الجحيم من المغضوب عليهم في (البقرة)، والضالّين في (آل عمران)، دعا الجميع إلى الاجتماع على دين الحنيفيّة السّمحة قائلا: {يَأيُّهَا النّاسُ} جميعا {اِتَّقُوا رَبَّكُم} الواحد {الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} فأصلكم واحد {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} فأمّكم كذلك واحدة، فلِمَ هذا الاختلاف والافتراق بينكم؟

قال الإمام البقاعي رحمه الله في " نظم الدّرر ": " مقصودها الاجتماع على التّوحيد الّذي هدت إليه آل عمران والبقرة " اهـ.

لذلك اعتنت هذه السّورة بذكر أحكام الرّوابط سواء كان بالنّسب أو الرّضاع أو المصاهرة أو التّحالف أو أخوّة الإسلام أو الذمّة أو غير ذلك.

قال الإمام السّيوطي رحمه الله في " الإتقان": " وأمّا سورة النّساء، فتضمّنت أحكامَ الأسباب والرّوابط الّتي بين النّاس على اختلافهم، وأنّ شريعة الله تعالى جاء لتجمعهم على حفظ خمسة مقاصد ودعائم: ألا وهي الدّين، والنّفس، والعرض، والعقل، والمال ".

[ U] الوجه الثّاني: وهي مناسبة خاصّة بين بعض آيات سورة النّساء وبعض آيات سورة (آل عمران)، فيمكن أن يقال: إنّ أواخر آل عمران تضمّنت إجابةً مجملةً عن سؤال النّساء: ما لهنّ؟ فقد أخرج الترمذي (1) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض} [آل عمران: من الآية 195]، فكانت هذه الآية جوابا مجملا عمّا للنّساء، ثمّ جاءت سورة بأكملها بشأنهنّ، والله أعلم.

http://www.manareldjazair.com/images/image/hadit.jpg المبحث الثّاني: في كونها مدنيّة أو مكّية؟

تجد في كتب التّفسير ثلاثة أقوال لأهل العلم:

1 - بعض أهل العلم كالنّحاس رحمه الله نُقِل عنهم القول بأنّها مكّية، استنادا منهم على ضوابط معرفة المكّي من المدنيّ، فقالوا إنّ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} حيث وقع إنّما هو مكّي. وهذا بعيد كلّ البعد.

2 - ومنهم من قال إنّها مدنيّة إلاّ آية واحدة، نزلت بمكّة عام الفتح في عثمان بن طلحة الحجبي، وهي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [من الآية58]، على ما يأتي بيانه، وهذا قول القرطبيّ والثعالبيّ رحمهما الله.

3 - والصّحيح أنّها مدنيّة كلّها لأمور:

أ) فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ، نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ: لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ! لَقَالُوا لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: لَا تَزْنُوا! لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا. لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: {بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير