ويتبادر إلى الذهن اتصال السلسلة لو عرفنا الحلقة المفقودة بين ابن نفيس وأبي احمد الفرضي، ويسارع قصير النفس ـ في الغوص في بحر البحث العلمي المتجرد ـ إلى اعتبار أبي الحسن الفارسي نصر بن عبد العزيز الشيرازي المرقم في غاية النهاية في طبقات القراء برقم (3729) صاحب كتاب الجامع في القراءات العشر هو الحلقة المفقودة مدفوعين بدوافع ثلاثة هي:
1. أن اسمه نصر وهو قريب من أبي نصر البغدادي ولكان كلمة (أبي) زيدت من الناسخين الأولين
2. أن أبا الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي هو أحد تلامذة أبي أحمد الفرضي الموجود في السلسلة الشنقيطية لرواية قالون، ولهو كذلك أحد تلامذة الفرضي المعلومين المعدودين
3. أن نسبة فارس وشيراز قريبة من بغداد
وأقول: هيهات أن يكون الفارسي الشيرازي نصر بن عبد العزيز هو الحلقة المفقودة بين ابن نفيس وأبي أحمد الفرضي لأنه ليس من شيوخ ابن نفيس، وابن نفيس أعظم شأنا من أن يجهل شيوخه الذين تلقى منهم القراءة، وبغيتنا في هذا البحث تبدأ بإيجاد أحد شيوخ ابن نفيس من بين تلامذة أبي أحمد الفرضي، وأبو أحمد الفرضي هو عبيد الله بن محمد بن مهران المرقم في غاية النهاية برقم (2043) ومن تلامذته أبو علي البغدادي الحسن بن محمد المرقم في غاية النهاية برقم (1045) مؤلف الروضة في القراءات الإحدى عشرة نزيل مصر المتصدر بها للإقراء وهو شيخ ابن شريح أحد تلامذة ابن نفيس.
وليس أبا علي البغدادي الحسن بن علي هذا من شيوخ ابن نفيس وإذن لاعتبرنا من الناسخين الأولين لسلسلة الشناقطة قد حرفوا أبا علي البغدادي إلى أبي نصر البغدادي.
وهكذا نعود إلى المربع الأول ولا نخطو خطوة واحدة إلى الأمام إلا أن أعلن الحقيقة المرة بعد دعوتي الباحثين إلى تأمل هذا الجزء من الأسانيد الشنقيطية "عن ابن نفيس عن أبي نصر البغدادي عن أبي أحمد الفرضي عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع " اهـ
ولأعلن لهم أن ما تقدم من نقض إثبات أبي نصر البغدادي بين ابن نفيس وأبي أحمد الفرضي إنما هو قليل من كثير يتلخص في الكليات الثلاثة التالية:
1. أن أداء أبي أحمد الفرضي ـ من طريق المغاربة ـ لرواية قالون من طريق ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط إنما هو من طرق الفارسي والمالكي والطريثيثي ثلاثتهم عن أبي أحمد الفرضي عن ابن بويان وليست من طريق ابن نفيس عن أبي أحمد الفرضي
2. أن ليس لابن نفيس أداء لرواية قالون عبر طريق ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون.
3. أن أداء ابن نفيس لرواية قالون إنما هو من طريق القزاز عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون
وتفصيل الكلية الأولى يعني أني قد استبعدت الطرق المشرقية عن أبي أحمد الفرضي مثل طريقي أبي على العطار وأبي الحسن الخياط عن ابن سوار في المستنير ومثل طريق الكفاية الكبرى للقلانسي ومثل طرق أبي بكر الخياط من المصباح والكفاية الكبرى والكفاية في القراءات الست.
واكتفيت بالطرق المغربية ذات الصلة بابن نفيس وهكذا سنتبين طرقا إلى الفرضي عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون، لتلامذة ابن نفيس غير أنها من طرق أخرى غير ابن نفيس، وهذا موضع التحقيق وتحرير طرق القراءات:
1. طريق ابن الفحام (وهو من تلامذة ابن نفيس) من كتابه التجريد قرأ بها على أبي الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي وقرأ بها الفارسي على أبي أحمد الفرضي على ابن بويان على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون.
2. طريق ابن شريح (وهو من تلامذة ابن نفيس) من كتابه الكافي قرأ بها على ابن الخياط المالكي البغدادبي من الروضة له وقرأ بها المالكي البغدادي على أبي أحمد الفرضي على ابن بويان على ابن ألأشعث على أبي نشيط على قالون.
3. طريق أبي معشر الطبري (وهو من تلامذة ابن نفيس) قرأ بها على أبي الحسن عليّ بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وقرأ بها الطريثيثي على أبي أحمد الفرضي على ابن بويان على ابن ألأشعث على أبي نشيط على قالون.
¥