[أما بعد، فلقد قرأت مقالك: دراسة نقدية حول أسانيد الشناقطة القديمة، وأعجبت به كثيرا، وبخاصة ما يتعلق بتحقيقك حول أبي نصر البغدادي الوارد في سند الشناقطة في رواية قالون من طريق ابن نفيس، وكان هذا الأمر قد استوقفني كثيرا، حيث إن لي إجازة بهذا الإسناد، وما وقفت عليه لحد الساعة هو ما ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام 7/ 231
حيث قال:"سنة اثنتين وستين وأربعمائة ...
- إبراهيم بن الحسين بن محمد بن أحمد بن حاتم بن صولة. أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر، ووالد أبي الحسن علي. سمع: أبا أحمد الفرضي. وعنه: جعفر السراج، وعلي بن المؤمل بن غسان الكاتب، وعلي بن الحسن الفراء، ومحمد بن أحمد الرازي المعدل، وغيرهم. وكان محدثاً، ثقة، عالماً"] اهـ
هذا الكنز الثمين أسرّ إليّ به في رسالة خاصة ولقد أسرني أدبه ولطيف خطابه رحم الله والديه ومن أدبه معهما فقد أحسنا تأديبه.
وأقول: جزاك الله عني خير الجزاء إذ أهديت إليّ نصا لم أهتد إليه من قبل وهو كلام الذهبي في تاريخ الإسلام والآن وبعد أن اطلعت عليه من كتاب تاريخ الإسلام للذهبي واطلعت على مطابقة ما نقل عنه الدكتور عبد العلي المسئول أقول وبالله التوفيق:
الآن أقبل أن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن أحمد بن حاتم بن صولة أبا نصر البغدادي هو أحد شيوخ أبي أحمد الفرضي وليس هو كما تقدم في بحثي واحدا من التسعة المعروفين في غاية النهاية بكنية أبي نصر البغدادي كما أثبته دون تكلف من قبل، ولكن الإشكال لا يزال قائما حتى يثبت أن إبراهيم بن الحسين أبا نصر البغدادي المتوفى سنة [462هـ] هو أحد شيوخ ابن نفيس المتوفى سنة [445هـ] أو سنة [453هـ] أي قبل أبي نصر البغدادي المذكور في تاريخ الإسلام للذهبي بتسع سنين أو سبعة عشر عاما، وقد يموت التلميذ قبل الشيخ لكننا بصدد ثبوت تلقي ابن نفيس من إبراهيم بن الحسين المذكور لا سيما وأن الذهبي في تاريخ الإسلام لم يعدد ابن نفيس ضمن من تلقوا عن أبي نصر البغدادي إبراهيم بن الحسين المذكور وابن نفيس أكبر صيتا من أن يخفى على الذهبي ليتجاوزه إلى غيره من المعدودين وهم: [جعفر السراج، وعلي بن المؤمل بن غسان الكاتب، وعلي بن الحسن الفراء، ومحمد بن أحمد الرازي المعدل] قال [وغيرهم] لكن ابن نفيس أكبر صيتا من هؤلاء.
وهكذا لا يزال الإشكال قائما حتى يثبت تلقي ابن نفيس من إبراهيم بن الحسين أبي نصر البغدادي المذكور.
وللباحث الكبير الدكتور عبد العلي المسئول مني التقدير والشكر فقد ساعدنا على إيضاح ما انعجم علينا وأتمنى عليه وعلى سائر الباحثين متابعة الخيط لتحرير المسألة
طالب العلم
الحسن ولد ماديك
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 May 2010, 09:16 م]ـ
أحسن الله إليك
هل يمكن ذكر مصدر هذا الطريق (3. طريق أبي معشر الطبري (وهو من تلامذة ابن نفيس) قرأ بها على أبي الحسن عليّ بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وقرأ بها الطريثيثي على أبي أحمد الفرضي على ابن بويان على ابن ألأشعث على أبي نشيط على قالون.) فهو ليس في التلخيص لأبي معشر، ولكن في كتاب آخر هل يمكن معرفه ماهو الكتاب والمصدر؟ جزاكم الله خيرا!
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[11 May 2010, 11:09 م]ـ
وأحسن بكم وجنّبكم السجن
[وإنما دعائي يا أخي لتذكري أن القرآن عدّى الإحسان على لسان يوسف بالباء]
إن الطريق المذكورة في كتاب النشر لابن الجزري ضمن أسانيده لقالون في (1/ 100) والصفحة التي تليها في طبعته القديمة بتحقيق الضباع.
وأما ملاحظتك " فهو ليس في التلخيص لأبي معشر " اهـ فلهي جزء من التحرير الذي أبحث فيه ولهي دليل على سقط كثير في كتب القراءات أمهات النشر قد تتم استعادته من قبل الباحثين المتخصصين وسأضرب لك مثلا بأسانيد النشر إلى شعبة وغيره سقط منها الكثير من كتاب النشر وقمت باستعادته من الأمهات ومن النشر نفسه في مواضع الخلاف كما سأنشره قريبا ضمن استدراكاتي على كتاب المقرئ الكبير الدكتور أيمن رشدي سويد [السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية]
أخوكم
طالب العلم
الحسن
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[12 May 2010, 09:27 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن بك
ـ[الجكني]ــــــــ[12 May 2010, 12:06 م]ـ
أقول لأخي الحبيب " حكيم بن منصور ":
الطريق التي سألت عنها أخيراً إن لم تخني الذاكرة فهي من كتاب " الجامع لأبي معشر " والموجود منه - حسب علمي القاصر - باب الأسانيد فقط، وهي نعمة كبرى.
ولي مداخلة على طريق أبي معشر عن ابن نفيس في رواية ورش:
هذه الطريق لم أقف عليها في أي كتاب لأبي معشر، فقد فتشت كل أسانيد أبي معشر في الجامع فلم أجده أسند عن ابن نفيس في أي طريق من طرق ورش، لذا جرى التنبيه، والله أعلم.
أما ما ذكره أخي الكريم " الحسن ماديك " من أن له دراسة نقدية على كتاب الشيخ الدكتور أيمن " السلاسل " فأقول:
الشيخ الحسن أهل لذلك، والكتاب المذكور فيه كثير مما يحتاج للمناقشة، وخاصة فيما أصر الشيخ أيمن فيه على أنه " ألزم به ابن الجزري " وغير ذلك، وعيب على أهل القراءات أن يمر مثل هذا الكتاب القيّم دون دراسته ومدارسته.
¥