تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(2) لا يعني القول بعدم إرسال نسخة من المصاحف العثمانية الأولى إلى اليمن أن أهل اليمن تأخر وصول المصحف إليهم، بل يمكن القول على نحو أكيد: إن القرآن دخل اليمن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حين أرسل معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري يعلمان أهل اليمن القرآن والفقه. ويمكن القول أيضاً: نسخة أو نسخاً من المصاحف المنقولة من المصاحف العثمانية الأولى قد دخلت اليمن في وقت مبكر من القرن الأول الهجري.

(3) إذا كان البحث عن المصحف العثماني في اليمن لم يؤد إلى نتيجة أكيدة فإن على الباحثين في زماننا أن يولوا وجوههم نحو مصاحف صنعاء التي كُشِفَ عنها في العقود الأخيرة من القرن الماضي في أروقة الجامع الكبير في صنعاء، وهي ثروة عظيمة القيمة من الناحية التاريخية والعلمية، وهناك دراسات قامت حولها، لكن يبدو أنها تحتاج إلى جهود كبيرة وأوقات طويلة لخدمتها الخدمة اللائقة بها.

وهذه نبذة مختصرة عن مصاحف صنعاء وما دار حولها من بحوث كتبت في مناسبة سابقة، عسى أن تكون مفيدة:

مصاحف صنعاء القديمة

يحتفظ الجامع الكبير في صنعاء بمجموعة ضخمة من مخطوطات المصاحف القديمة، وكانت أكبر مجموعة منها قد عثر عليها في خزانة قديمة في سنة 1965م، بعد أن تسربت مياه الأمطار من السقف إلى المكان الذي كانت فيه، وقد اضطر عمال الصيانة إلى فتح تلك الخزانة فوجدوها مملوءة بأوراق الرَّق والجلود المكتوبة بالخط الكوفي، وهي تمثل بقايا من مصاحف قديمة، ونقلت تلك الصحائف إلى المتحف الوطني في صنعاء سنة 1972م عندما جرى ترميم المكان الذي تحفظ فيه، ثم أعيدت إلى المكتبة الغربية في الجامع الكبير، وبدأت صيانة تلك الصحائف بعد سنة 1980م على يد فريق متخصص من الخبراء الألمان، يعاونهم فريق يمني، وكانت ملء عشرين كيساً كبيراً (1) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftn1). ويُقَدَّرُ عدد تلك الصحائف بما يقارب أربعين ألف صفحة مصحف (2) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftn2).

وفي المكتبة الشرقية للجامع الكبير في صنعاء رقوق كثيرة لمخطوطات قرآنية، اختارت منها الباحثة رزان غسان حمدون اثنتين وسبعين صحيفة، ودرستها في رسالتها الموسومة (المخطوطات القرآنية في صنعاء منذ القرن الهجري الأول وحفظ القرآن بالسطور)، التي قدمتها كلية اللغات والآداب والتربية في الجامعة اليمنية للحصول على شهادة الماجستير، سنة 2004م = 1425هـ.

ولم يتضح من خلال مباحث الرسالة علاقة هذه المجموعة من الرقوق بمصاحف الخزانة الغربية بالجامع الكبير، وقد رجحت الباحثة أنها تعود إلى القرن الأول الهجري (3) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftn3)، ومما يؤكد قدم هذه المجموعة خطها المجرد من نقاط الإعراب ومن الزخارف في فواتح السور، إلى جانب ظواهر إملائية ترجع إلى عصر المصاحف الأولى، وأهم ما يميز هذه المجموعة ما يأتي:

1. يغلب على صفحات هذه المجموعة الخط الحجازي، الذي يتميز بتعويج ألفاته إلى يمنة اليد، (4) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftn4) وهو قريب من شكل الخط الكوفي ذي الخطوط المستقيمة والزوايا القائمة.

2. يبدو كثير من حروف المجموعة منقوطة بنقاط الإعجام الصغيرة المدورة.

3. في كثير من صفحات المجموعة تظهر علامات رؤوس الآي على شكل مجموعة نقاط على شكل هرم مثلث قد تصل إلى ست نقاط، كما تظهر علامات الخموس والعشور على شكل دائرة مزخرفة.

4. تُشَكِّلُ المجموعة الثلث الأول من القرآن تقريباً، من آخر سورة البقرة إلى منتصف سورة يوسف، وهناك عشر مواضع سقط منها ورقة أو أكثر، سوى سورة الأنعام التي فقدت من المجموعة كاملة، ومن المحتمل أن تكون هذه الأوراق ترجع إلى مصحف واحد، مع أن خط بعض الصفحات يبدو أقل إتقاناً من الأخرى.

5. يتوزع هجاء عدد من الكلمات على آخر السطر وأول السطر الذي يليه، ولكن من غير وجود علامة لذلك، كما نجد في مصحف جامع عمرو بن العاص وغيره من المصاحف القديمة، إلا في مواضع قليلة ظهرت فيها العلامة الدالة على ذلك.

(1) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftnref1) ينظر: القاضي إسماعيل بن علي الأكوع: جامع صنعاء أبرز معالم الحضارة الإسلامية في اليمن ص 20 – 22.

(2) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftnref2) ينظر: مقدمة كتاب مصاحف صنعا ص5.

(3) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftnref3) ينظر: رزان غسان حمدون:المخطوطات القرآنية في صنعاء ص75.

(4) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19539#_ftnref4) انظر: ابن النديم: الفهرست ص9.

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[20 May 2010, 04:18 م]ـ

مصحف اليمن ومصحف صنعاء

أشكر الأخ الأستاذ أبا إسحاق الحضرمي على إثارة الحديث عن مصحف اليمن، ونقله ما ورد في رسالة الدكتوراه (علم القراءات في اليمن - من صدر الإسلام إلىالقرن الثامن الهجري) عنه، وودت لو ذكر كاتب هذه الرسالة، ومكان إنجازها.

شكر الله لأستاذي وشيخي الدكتور غانم قدوري الحمد - وفقه الله - هذه المداخلة الطيبة، ولقد أثلجت صدري بما ذكرت، وبعثت فيَّ روح البحث والتنقيب عن أخبار مصاحف اليمن.

أمَّا عن سؤالك:

فإنَّ الكتاب هو: (علم القراءات في اليمن - من صدر الإسلام إلى القرن الثامن الهجري) للدكتور: عبد الله بن عثمان المنصوري - حفظه الله - الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه بكلية التربية - صنعاء

طبعت ضمن سلسلة إصدارات جامعة صنعاء لعام 2004 م، رقم (9).

وهذه الرسالة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط بالمملكة المغربية.

وكان المشرف على هذه الرسالة الدكتور: التهامي الرَّاجي الهاشمي - وفقه الله -

والرسالة بين يدي، وهي تباع بمكتبات العاصمة صنعاء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير