حكم التنوين الإتباع: علامة التنوين والحركة متتابعتين للإشارة إلى تقاربهما خطا كما تقاربا مخرجا.
ويسمي إخفاء حقيقيا: لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره
سؤالقد يسال سائل لم فرقوا بين الإخفاء في الميم الساكنة والنون الساكنة فقالوا إخفاء حقيقي وهناك إخفاء شفوي؟
الجواب: أن الإخفاء في النون الساكنة يكاد يكون تاما فلا تكاد تبقي الغنة والإخفاء متحقق هنا أكثر من غيره أما الميم الساكنة يوجد تبعيض للحرف وستر لذاته فلذلك فرقوا في التسمية والله اعلم أ. هـ هداية القاري إلى تجويد كلام الباري
وجه الإخفاء
يقول مكي والعلة في إخفاء النون الساكنة والتنوين لان النون صار لها مخرجان مخرج لها ومخرج لغنتها فاتسعت في المخرج فأحاطت عند اتساعها بحروف الفم فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها والإخفاء إنما هو إن يخفي الحرف في نفسه لا في غيره.
والنون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخرج الحروف المذكورة فيدغما ولم يبعد مخرجهما من الحروف المذكورة فيظهرا فأعطيا حكما متوسطا لأن الإخفاء حالة بين بين.
الفرق بين الإخفاء وغيره
يوضح النويري الفرق بين الإخفاء وغيره فيقول: (الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول ولهذا يقال أظهر عند كذا وأخفي عند كذا لكن يقولون أدغم في كذا. ويفارقه من جهة بقاء الغنة
والإخفاء يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب الخاصتين في الإدغام دون الإخفاء.
ويرى كثير من أهل العلم الفرق بين الإخفاء والإدغام أن
1 – الإخفاء لا تشديد معه بخلاف الإدغام
2 – إخفاء الحرف يكون عند غيره والإدغام في غيره
3 – الإخفاء يأتي في كلمة وكلمتين والإدغام في كلمتين
اللسان وموضعه في غنة الإخفاء
مخرج التنوين والنون الساكنة مع حروف الإخفاء من الخيشوم فقط ولا حظ لهما معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيها كعمله فيهما مع ما يظهران عنده أو يدغمان فيه بغنة. أ. هـ كلام ابن الجزرى وغيره
ويقول محمد مكي نصر: (ومن قال هناك عمل للسان في حالة الإخفاء فلم التخصيص بالخيشوم فقال: لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له وإن عمل اللسان.أفاد هذا بعضهم عن العلامة الشبراملسى مع بعض زيادة أ. هـ بتصرف كبير من كتاب نهاية القول المفيد من باب مخارج الحروف (الخيشوم)
و يقول صاحب هداية القاري: (في حالة الإخفاء لا ينتقلان إلى الخيشوم ولا يستقران فى طرف اللسان بل ينطق بهما قريبين من مخرج الحرف الذي يخفيان عنده أ. هـ هداية القاري
وهذا القول تلقيناه عن مشايخنا وعليه عملنا والله أعلم وأحكم. وسيأتي زيادة بيان في بحث
(التتمة في أحكام الغنة)
ويقول ابن يالوشة: (وطريق الخلاص من ذلك تجافى اللسان قليلا عن مخرج النون وليحترز القارئ الكريم من المد عند إخفاء النون في نحو " كنتم " لكي لا يتولد حرف مد هكذا " كونتم " وكذلك النون المشددة يحترز أيضا من المد. أ. هـ شرح ابن يالوشة على الجزرية.
وقد نبه على الاحتراز من المد عند إخفاء النون في نحو " كنتم " لكي لا يتولد حرف مد هكذا " كونتم
صاحب السلسبيل الشافي فقال:
إن شددت نون وميم غنا ... وصلا ووقفا كأتمهنا
وسم حرف غنة مشددا ... واحذر لما قبلها أن تمددا
وحكم الغنة في الإخفاء الإتباع فإن جاء بعدها مفخم فخمت وإن جاء بعدها مرقق رققت.
يقول الشيخ عثمان سليمان مراد:
وفخم الغنة إن تلاها **** حروف الاستعلاء لا سواها
وليعلم القارئ الكريم أن الحروف التي تفخم الغنة عندها (ص ض ط ق ظ) وحذفنا من حروف الاستعلاء (خص ضغط قظ) لأن الخاء والغين حكم النون الإظهار عند جميع القراء إلا أبا جعفر.
مراتب الإخفاء عند كثير من أهل العلم
كلما قرب من حروف الإخفاء كان الإخفاء أزيد مما بعد عنه يعني
1 – اعلي عند الطاء والدال والتاء يعني قريبا من الإدغام
2 – ادني عند القاف والكاف يعني قريبا من الإظهار
3 ــ وسط عند باقي الحروف
مراتب الإخفاء عند الإمام السخاوى
يري الإمام السخاوي ـــ رحمه الله ـــ أن الإخفاء يكون تارة إلي الإظهار اقرب وتارة إلي الإدغام اقرب علي حسب بعد الحرف من النون والتنوين وقربه منه.
المرتبة الأولي 1 – الإدغام اقرب (الطاء – الزاي – الصاد – السين – التاء –
الدال)
المرتبة الثانية 2 – أظهر من ذلك قليلا (الظاء – الثاء)
¥