وجاء في شرح ضبط الخزار للعلامة المارغني ما حاصله أيضا " أن من الإدغام الكامل إدغام النون الساكنة والتنوين في أربعة أحرف وهي: " اللام والميم والنون والراء وجمعها لفظ المنظم في جملة " لم نر " وكذلك الواو والياء عند من قرأ بإدغامهما فيها بغير غنة وإن من الإدغام الناقص إدغامهما في الواو والياء بالغنة وكذلك اللام والراء عند من أدغم وأبقي الغنة. أ هـ بمعناه أيضا.
بعد هذا أصبح من الواضح تماما أن إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم من الإدغام الكامل وهو الصحيح المأخوذ به عند الجمهور فتأمله والله الموفق. أ. هـ هداية القاري في تجويد كلام الباري للشيخ عبد الفتاح المرصفى رحمه الله
ملحوظة وتلحظ أنه في رسم المصحف الياء والواو لا شدة عليها لأن الإدغام هنا ناقص وفي بعض رسوم أهل المغرب يوضع شدة فوق الياء والواو
رسم علامة الإدغام في المصحف
نضع شدة على (نرمل) للإشارة إلى كمال التشديد وحروف (و ى) نجردها من التشديد إذ غنه ليس كاملا على الاختيار.
موضع الغنة فى الياء والواويقول مكي في الرعاية: (أين تكون الغنة؟ هل في الواو والياء أم ماذا؟
يقول مكي: الغنة تظهر فيما بين الحرفين ولم تدغم النون في الباء لبعد المخرج) أ. هـ
يقول صاحب التحفة:
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ في يَرْمَلونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
لكِنَها قِسْمانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمو عُلِمَا
إِلا إِذا كَانَا بِكلمةٍ فَلا تُدْغَمْ كَدُنيا ثُمَّ صِنْوانٍ تَلا
والثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ في الَّلامِ والرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ
الحكم الثالث (القلب)
تعريفه: لغة: التحويل
واصطلاحا: جعل أو تحويل النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة بغنة
حرفه: الباء
والثالث الإقلاب عند الباء **** ميما بغنة مع الإخفاء
يقول سيبويه: (العرب يقلبون النون ميما في كلامهم نحو العنبر: العمبر) أ. هـ
فائدة:هل الصواب التعريف (بالإقلاب) أم (بالقلب)؟ الصواب في المسالة أن يقال حكم القلب وليس الإقلاب لأن هذا الفعل لم يرد به المصدر إقلاب بل ورد المصدر القلب وإذا قلنا حكم الانقلاب لكان ـ أيضا ـ جائزا. أ. هـ
ولكي يتحقق القلب لابد من ثلاثة أمور
1 ــ تحويل النون الساكنة أو التنوين ميما لفظا لا خطا.
2 – إخفاء هذه الميم عند الباء.
3 – إظهار الغنة مع الإخفاء.
هذا ولا فرق بين أن بورك – ومن يعتصم بالله – إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم المقلوبة ولا في إظهار الغنة من ذلك بخلاف الميم الساكنة.
علامة الاقلاب في المصحف
وضع " م " بعد علامة الحركة إشارة إلى قلب التنوين ميما عند الباء
م
مثاله: (من بخل)
وجه القلب
لم يحسن الإظهار لما فيه من كلفة ولم يحسن الإدغام للتباعد والغنة هنا غنة الميم لا النون لأن النون ذهبت.
وقيل: عسر الإتيان بالغنة في النون مع الإظهار ثم إطباق الشفتين لأجل الباء ولم يدغم لاختلاف المخرج وقلة التناسب
لماذا تم اختيار الميم؟ لأن الميم تتفق مع الباء في المخرج وتتفق مع النون في جميع الصفات فتم اختيار الميم لهذا.
وعلل الإمام السخاوى القلب
بأن الميم تخرج من مخرج الباء , ومع ذلك لا تدغم الميم في الباء لذهاب غنتها بالإدغام فالأولي ألا تدغم فيها النون التي ليست من مخرجها والسبب الذي امتنع له إدغام الميم موجود في النون.
والإخفاء أيضا لا يحسن كما يحسن الإظهار لأن اللفظ بالباء يمنع من إتمام الغنة فلما يحسن وجه من هذه الأوجه الثلاثة لم يبق إلا القلب.
وقد يقول قائل: لماذا لم تقلب عند الواو ميما كما قلب عند الميم وان كانت الواو من مخرج الباء لان الواو تخالف الميم في اللين والمد وتتجافي عنها الشفتان بخلاف الباء فإنها توافق الميم في لزوم الشفتين. أ.هـ فتح الوصيد
الرابع: (الإخفاء) لغة: الستر
اصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة
حروفه مجموعة في أوائل هذه الكلمات:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقي ضع ظالما
أمثلة الإخفاء الحقيقي:
(ينصرون ــ ولمن صبر ــــ بريح صرصر) هذا مثال حرف الصاد وقس على ذلك باقى الحروف
علامة الإدغام والإخفاء في المصحف
¥