ومن الأنصار: أُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ومُجَمِّع بن جارية، وأنس بن مالك. قال: ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة. قال: وقد علمنا أن بعض من ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، غير أنا سميناهم على منازلهم في الفضل والإسلام، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وُصِف بالقراءة وحُكي عنه منها شيء وإن كان يسيراً، وأمسكنا عن ذكر من لم يبلغنا عنه منها شيء وإن كانوا أئمة هداة في الدين.
فأما سالم الذي ذكرناه فإنه كان مولى لامرأة من الأنصار وإنما نسبناه لأبي حذيفة لأنه به يعرف، وأما حذيفة بن اليمان فإنه عداده في الأنصار، وإنما ذكرناه في المهاجرين لأنه خرج مع أبيه مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن من ساكني المدينة، فهو مهاجري الدار أنصاري العداد، ونسبه في عبس بن قيس عيلان.
قال: ثم التابعون، فمنهم من أهل المدينة: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز قد كان بالمدينة والشام، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن بن هرمز الذي يُعرف بالأعرج، وابن شهاب وعطاء بن يسار ومعاذ بن الحارث الذي يُعرف بمعاذ القارئ ومسلم بن جندب (16) وزيد بن أسلم. قال: ومن أهل مكة: عبيدالله بن عمير الليثي وعطاء بن أبي رباح وطاوس (ومجاهد) وعكرمة مولى ابن عباس وعبد الله بن أبي مليكة.
ومن أهل الكوفة: علقمة بن قيس والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع وعَبيدة السلماني، وعمرو بن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بن خُثيم وعمرو بن ميمون وأبو عبد الرحمن السلمي وزر بن حُبيش (وعُبيد بن نضلة)، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وسعيد بن جبير، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وعامر الشعبي وهو عامر بن شراحيل.
ومن أهل البصرة: عامر بن عبد الله وهو الذي يعرف بابن عبد قيس كان يُقرئ الناس، وأبو العالية الرياحي، وأبو رجاء العطاردي، ونصر بن عاصم الليثي، ويحي بن يعمر، ثم انتقل إلى خراسان، وجابر بن زيد والحسن بن أبي الحسن ومحمد بن سيرين وقتادة بن دعامة.
ومن أهل الشام: المغيرة بن شهاب المخزومي (17) صاحب عثمان بن عفان رضي الله عنه في القراءة.
قال: كذلك حدثني هشام بن عمار الدمشقي قال حدثني عراك بن خالد المري قال: سمعت يحي بن الحارث الذمار يقول: ختمت القرآن على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان ليس بينه وبينه أحد.
قال: فهؤلا الذين سميناهم من الصحابة والتابعين هم الذين يُحكى عنهم عظم القراءة، وإن كان الغالب عليهم الفقه والحديث. قال: ثم قام من بعدهم بالقرآن قوم ليست لهم أسنان من ذكرنا ولا قِدَمهم، غير أنهم تجردوا في القراءة واشتدت بها عنايتهم وكثر لها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم، ويقتدون بهم فيها، وهم خمسة عشر رجلاً من هذه الأمصار المسماة، في كل مصر منهم ثلاثة رجال: فكان من قراء المدينة: أبو جعفر القارئ واسمه يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وشيبة بن نِصاح مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
وكان أقدم هؤلاء أبو جعفر، قد كان يقرئ الناس بالمدينة قبل وقعة الحرة، حدثنا ذلك إسماعيل بن جعفر عنه، ثم كان بعده شيبة على مثل منهاجه ومذهبه، ثم ثلثهما نافع بن أبي نعيم وإليه صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسكوا إلى اليوم، فهؤلا قراء أهل الحجاز في دهرهم.
وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الذي يُقال له الأعرج، ومحمد بن محيصن، فكان أقدم هؤلاء الثلاثة ابن كثير وإليه صارت قراءة أهل مكة و أكثرهم به اقتدوا فيها، وكان حميد بن قيس قرأ على مجاهد قراءته فكان يتبعها لا يكاد يعدوها إلى غيرها، فهؤلاء قراء أهل مكة في زمانهم.
¥