ولا معنى لقول أحمد فريد محمد: " أما الكتب التي ذكرها الشيخُ المستدرِك فروايتها عن شعبة ليست من أيِّ طريقٍ من الأربعة المذكورة ـ أعني طريقَي ابنِ آدمَ والعُلَيميِّ ـ خلا طريقَ أبي الطيب عن ابن شَنَبُوذٍ فإنها منقطعةٌ أصلًا" " اهـ بلفظه وقد ثبت نقضه ليراجع نقده.
يتواصل
وكتبه طالب العلم
الحسن بن ماديك
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:10 م]ـ
أخي الغالي أحمد فريد محمد سلّمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقبل الاسترسال في حلقات ثلاث ـ بعد هذه الثانية ـ خصصتها لنقض نقدك على استدراكاتي على السلاسل الذهبية، أجدني مضطرا للوقوف معك لعلك تنصف مخالفا فلا تمتلئ عليه غيظا أن خالفك.
أخي الغالي: وليتك لم تنشر نقدك السالف إذ كنت قد اتفقت مع صديقي شيخ القراء بالسنغال أخي محمد الحسن بوصو ـ تلميذ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظهما الله ـ على أن تتابع حلقات كتابي " المستدرك " التي ستبلغ بضع عشرات على أنها " تيسير طرق النشر "بدل المستدرك على السلاسل الذهبية وكذلك نشرت في الحلقة الأخيرة من استدراكاتي ولعلها الثامنة وفاجأني طرحك ونقدك إياي، وأجيب الآن منه فقرتين هما:
ـ قولك: " لكن خابَ أملي لما رأيتُه يقول: (ويستدل من خبر هذا الفن ودراه عليها بالسياق) فأيَّ فن يقصِد؟ إنَّ فنَّ تحقيقِ النصوص يقول بالرجوع إلى نسخٍ موثَّقةٍ لذلك الكتابِ كما قدمتُ، فإن كانت كذلك فلتقابلْ للحصول على الصورةِ التي ترك المؤلفُ كتابَه عليها أو أقربِ صورةٍ منها كما هو معلوم، أما تلك النسخُ التي بين يديه فما أبأسَها به إن كانت جيدةً كما يقول! فهو يخَطِّئ ما أطبَقتْ عليه كلُّها ولا يُبالي " اهـ بلفظك
وقولك: " ونصيحةٌ أنصحُه بها لوجه الله تعالى: إذا كنت من أهل التخصص كما تقول فسرْ على درب أسلافك، فإني لما قرأتُ بحث التواتر لك ما كدتُ أرى لك كلمةً صائبة إلَّا تلتها أخرى خاطئة، فبدوتَ وكأنك لا تعترفُ بشيء اسمه: (القواعد)، وإذا كنت تمارِسُ الكتبَ والأسانيدَ ثم بدا لك شيءٌ تظنُّ أنه من باب التحقيق ـ شريطةَ أن لا يكون كبحثِ التَّواتُر ـ فاكتبْ ذلك ولتُعَنْونْ له بما شئتَ، فلا أحدَ يمنعُك من ذلك اهـ بلفظك
إنني أخاطب سائر الناس متخصصين ومثقفين وأحيلهم ما استطتعت إلى النسخ المتوفرة وهي المطبوعة وسأحيلهم في استدراكاتي اللاحقة حين أتناول أمهات النشر المخطوطة غير المطبوعة إليها مباشرة.
تلك منهجية اتخذتها لنفسي لتقريب علم القراءات من الجميع لأن لهم علينا حق إعادتهم إلى الأداء بالقراءة الأولى وهو الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى رواية المصحف العثماني الشامي ورواية المصحف العثماني الكوفي والبصري والمكي والمدني خمس روايات فإن زادت فبالسادسة بالمصحف الإمام رغم أنه مستنسخ منها، هذه الروايات وإعادة الأمة إليها هي دلالة بحثي إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات وبحثي القراءات القرآنية النشأة والتطور، ذلك البحث الذي ضقت به ذرعا وما كان لك ذلك لأنه رأي واجتهاد رأيته لم أدّع يوما أني مصيب وإنما عرضته عرضا على المتخصصين وعلى العوام على السواء وعلى سواء ـ وليصلح أخر الأمة بما صلح به أولها، وليكن في علمك أن المصاحف العثمانية كلها لن تستغرق من القراءات العشر الكبرى معشارها إذ سيفيض فائض من اللهجات واللهجات قد تواتر القرآن قبله أي قبل نشأة القراءات وقبل أن يولد القراء والرواة من طرق النشر رحمهم الله إذ لم أعلم ـ رغم التتبع ـ أن في قراءاتهم قياسا بل روايات ولكن المصنفين من طرق الرواة أدرجوا في الروايات كثيرا من القياس في الأصول قياسا كان لتجذير تعدد الروايات ولا يحتاجه تواتر القرآن إذ تواتر قبله ولن يزال متواترا وسينزل عيسى ابن مريم وسيقرأ القرآن كما كان قبل نشأة القراءات إذ لن يتعلم رواية البزي أو شعبة مثلا من أحد المشائخ الدكاترة ليقرأ بها بل قد علّمه الله من قبل الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل.
وأتمنى عليك أن يتسع صدرك لرأي المخالف رأيك لا سيما إن كان المخالف هو ابن ماديك، إذ قد فصلت فصلا بين الحقيقة العلمية الثابتة وبين المألوف المعروف عند الناس.
وهكذا أيقنت أن شهادتي: أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بالقرآن الكريم المحفوظ إلى الناس كافة، حقيقة علمية ثابتة لا تزيد لو أعلنها وآمن بها أهل الأرض ولا تنقص لو جحدها أهل الأرض كلهم.
وهكذا لم تنقص الحقيقة التي أعلنها كل من نوح وإبراهيم حين كان وحده قبل أن يكون معه موافق من الذين آمنوا معه.
وإنما ينقص إيمان الناس وتنطمس عقولهم حين يخالف تلك الحقائق الكبرى ويزيد إيمانهم وتصفو عقولهم بالتزام الحقائق الثابتة.
هكذا أدعوك إلى أن تعذرني حين أخالف نصيحتك وأمرك إياي بالسير على درب أسلافي، ولكل منا وجهة وكل منا يعمل على شاكلته فربنا أعلم بمن هو أهدى سبيلا.
ويتواصل نقاش المسائل العلمية التي اعترضت عليها.
وكتبه طالب العلم
الحسن بن ماديك