تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2))، ولم ينقل عن أحد من المتقدمين أنه هم بتصفية القرآن من هذه الكلمات التي ترجع في أصولها إلى لغات العجم،أفلا يسع المؤلف ما وسع غيره من المتقدمين والمتأخرين؟

الوجه الثاني: أن تصفية القرءان من اللهجات أمر غيرممكن، لوجود كلمات كثيرة من القرآن لم تقرأ إلا بهذه الأوجه، التي يحلو للمؤلف ان يسميها ب"اللهجات،"ومن أمثلة ذلك:

1 - ((آلذكرين)) في الانعام و ((آلله)) في يونس والنمل و ((الآن)) في موضعي يونس،فقد اتفق القراء العشرة على قراءة الهمزة الثانية من هذه الكلمات الثلاث في مواضعها الستة بوجهين، أحدهما تسهيلها بين بين، وثانيهما إبدالها ألفا مع المد الطويل، ولم يقرأ أحد منهم بتحقيقها كما سيأتي

2 - :إجماع القراء على الادغام في مواطن كثيرة، منها ما أشار إليه الشاطبي بقوله:

ولا خلف في الادغام إذ ذل ظالم وقد تيمت دعد وسيما تبتلا

وقامت تريه دمية طيب وصفها وقل بل وهل: راها لبيب ويعقلا

ومنها (يدرككم) و (واضرب بعصاك) وماكان مثله مما سكن فيه أول المثلين في كلمة واحدة أو في كلمتين وهو كثير في القرآن، ومنها إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء بغير غنة، وإدغامهما في حروف (ينمو) بغنة، ومنها: الإدغام في (الضالين) و (صواف) ونحوه، ويشملكثيرا من كلمات القرآن،فهذا كله يدلك على أن تواتر القرآن لاينفك عن هذه اللهجات، وإلا فقل لي فيكف يتأتى أداء هذه الألفاظ التي لم تنطق بها العرب إلابهذه الكيفية، ولم ينقل فيها عن أحد من القراء غير ما ذكر

الوجه الثالث: أن هذه النظرية غير قابلة للتطبيق، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في خاتمة الكتاب ا حين اقترح المؤلف أن تعتمد رواية حفص في الإقراء، لقلة اللهجات فيها، فلم يلبث أن اصطدم بالتسهيل في ((أأعجمي))، والروم والاشمام في ((تأمنا)) ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn3)) فاختار التحقيق في ((أأعجمي)) موافقة لبعض القراء، واختار الادغام في ((تأمنا)) موافقة لأبي جعفر، فوقع فيما فر منه، لأن لإدغام صنو الروم والاشمام، ولأنه يلزم على الادغام في (تأمتا) تحقيق الهمزة لحفص، ولا يخفي ما في ذلك، لأن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق المشهورة المقروء بها، فلم يبق من سبيل إلا أن يقول بجواز القراءة بالإ ظهار، وتلك ثالثة الأثافي، لأن الإظهار لم يقرأ به في المتواتر.

الوجه الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقِرُّ قراءات أصحابه للقرءان على اختلاف لهجاتهم، وما أقره لا يمكن إلا أن يكون وحيا منزلا من عند الله، فقدتواترر فيما تواتر من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم أقرأ هشام ابن حكيم سورة الفرقان على وجه لم يقرئ عليه عمر ابن الخطاب، فسمع عمر قراءة هشام فأنكرها، فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ يا هشام) فقرأ، فقال (هكذا أنزلت)، ثم قال (اقرأ ياعمر) فقرأ (فقال هكذا أنزلت) ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn4))

واماقوله: ((وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها)) فسيأتي الجواب عنه.

وأما قوله ((إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية (ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقان القرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير)).

فيجاب عنه بأن اختلاف الأوجه ليس بالأمر الذي يعكر على علي قاعدة التيسير التي أشارت إليها الآية، وذلك أن الله تعلي جعل في طبائع البشر نوعا من التباين في العقل والإدراك والفهم، وهذا الاختلاف لا يناسبه إلا كثرة الأوجه وتعدد الروايات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في حد ذاته مظهر من مظاهر التيسير، وسياتي مزيد بيان لهذه المسالة

[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref1) انظر: النشر 1/ 13 وإتحاف فضلاء البشر، ص.18.

[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref2) انظر المعرب فيما وقع في القرآن من المعرب: للإمام السيوطي ص:27

[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref3) من المعاني اللطيفة أن لقاريء حين يلفظ بهذه الكلمة،تضظرب شفتاه، نوع اضطراب، فكأنه يحكي حال إخوة يوسف حين قالوا لأبيهم ماقالوا.

[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref4) الحديث رواه البخاري في كتاب التفسير باب (لقد جاء كم رسول من أنفسكم) 8/ 194، وفي كتاب الجهاد: باب قول الله عز وجل (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) 6/ 26، وفي كتاب المغازي، باب: غزوة أحد وقول الله (وإذ غدوت من أهلك .. ) 9/ 400،وفي كتاب التفسير، باب (فمنهم من قضي نحبه .. ) 8/ 377، وفي باب جمع القرآن 9/ 626،وفي باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم،8/ 637، وفي كتاب الأحكام باب: يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا،13/ 195، وفي كتاب التوحيد: باب: وكان عرشه على الماء 13/ 414، ورواه مسلم في الصحيح 6/ 98، ومالك في الموطا1/ 406.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير