تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والقسم الثالث من الأقسام التي ذكرها مكي لايخرج عن ما تقدم توجيه وجه القياس فيه، وقد وجهه الجعبري بكلام حسن قال فيه ( ... َبَّيَنا عند قوله- يعني الشاطبي- واقتس لتنضلا- الجمع بين الأ مر بالقياس والنهي عنه، وقول الداني في آخر كتاب الراءات: (النص في ذلك معدوم، وإنما بنيناه على الأصول المتقدمة)،وقول مكي: (أكثر هذا الباب قياس، وبعضه اخذ سماعا)، من قبيل المأمور به لا المنهي، ومعناه عدم النص على عينه، فحمل على نظيره الممثل به بعد ثبوت الرواية في المراد الأصل، لاأنها عملا بمجرد القياس وفتحا لباب الرأي، ولقد كانا على غاية من الدين والتمسك بالأثر، وحقق ذلك ماقاله الداني في أرجوزته ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn13))، فإياك أن تحمل كلامهما على هذا، فتنتظم في واو) ويقولون هو من عند الله) ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn14)) هـ كلامه، وسيأتي مزيد تفصيل لهذه المسألة. ه

قوله ((قلت: وأعجب العجب أن هذا القياس قد تم اعتماده منذ القرن الثالث للهجرة بسبب التمسك باللهجات العربية والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك، كالذي قاله ابن الجزري حينما أعلن أن مبرر القياس المقيد هو غموض وجه الأداء، ويعني به يقينا أداء تفرد به راو أو قارئ عن سائر القراء، وإلا فإن روايات الجماعة وأداءهم أقرب إلي الاعتبار والتمسك به لذلك الراوي الذي تفرد عنهم بقاعدة من القواعد حافظت على لهجة عربية، ألا ترى ابن الجزري مثل بإدغام (قال رجلان- وقال رجل) قياسا علي إدغام (قال رب) المنصوص المروي، فلما ذا لم يعتمد لأبي عمرو موافقة لسائر القراء العشرة وغيرهم وهو الرواية والنص عن الجميع ومنهم أبو عمرو نفسه من طرق أخرى، ومتى كانت المحافظة على هذه اللهجة أو القاعدة مما تدعو إليه الضرورة وتمس إليه الحاجة، وأي ضرورة تؤدي إلي قراءة أحرف من القرءان بصيغة هي من إنشاء البشر رغم توفر الأداء المضبوط الذي نزل به جبريل علي قلب رسول الله، هل من ضرورة في نقل (كتابيه إني) لورش محافظة على قاعدة عليها مدار روايته، وهي نقل حركة الهمز المحقق إلي الساكن قبلها، إن الأمانة العلمية لتلزم بقراءة هذا الحرف لورش بالسكت والقطع موافقة لجميع القراء والرواة الذين رووها كذلك أداء) هـ

فيجاب عنه بما يلي

أما إطلاقه القياس من غير تقيد، فهو غير سديد، لما تقدم من أن القراء يقسمون القياس الى قياس مقبول وقياس مردود.

أما قوله (( .. بسبب التمسك باللهجات العربية والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك .. )) فيجاب عنه بأن ذلك لم يكن هو السبب في تمسك القراء باللهجات العربية، والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك، وإنما نشأ ذلك عن عوامل أخرى، يمكن إرجاعها إلى تعدد طبقات الرواة الذين نقلوا هذه القراءات، بالإضافة إلى طبيعة اللغة العربية التي هي وعاء القرءان، ومن قال إن ذلك كان مقصدا من مقاصد المصنفين من أجل أن يثبتوا تواتر القرءان، فقد أبعد النجعة، لأن قضية تواتر القرآن لم تكن مطروحة عند المسلمين في يوم من الأيام، و الدليل على ذلك أن هنالك حروفا كثيرة خالف فيها الرواة والقراء أصولهم المطردة التي ميزت قراءة كل واحد منهم، لا لشيء إلا لأن القراءة سنة متبعة، فقد خالف الأزرق قاعدته في النقل في (أو ءاباءنا) في الصافات والواقعة، فقرأ بتحقيق الهمزة فيهما، وخالف هشام قاعدته في أبدال ألف إبراهيم ياءا في (فقد آتينا آل إبراهيم) في أول النساء، وفي مواضع في سورة الأنعام وبراءة والعنكبوت، كما هو مذكور في محله، وخالف البزي قاعدته في تشديد التاء في الوصل في (ولا تفرقوا فيه كبر) في الشورى، وخالف نافع قاعدته في باب (يحزن) في موضع الأنبياء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير