تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما ما ذكره من قياس (قال رجلان، وقال رجل) علي (قال رب) في الإدغام، ففيه نظر من حيث النقل والاستدلال، أما النقل، ففيه قصور، وهاك كلام الداني كما جاء في جامع البيان قال الداني [[فإن تحركت اللام بالفتح وسكن ما قبلها لم يدغمها،وذلك نحو قوله تعلي (فعصوا رسول ربهم) وما أشبهه، إلا اللام من قوله (قال) حيث وقعت، فإنه يدغمها في الراء نحو (قال رب) وما أشبهه، وروى ذلك عن اليزيدي ابنه وابن شعيب وقياس ذلك (قال رجلان) في المائدة (وقال رجل) في المؤمن، ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إدغامهما]] ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn15))، وهذه الفقرة الاخيرة من تمام كلام الداني الذي يذكره المؤلف، وهي من الأهمية بمكان لدلالتها على أن إطلاق لفظ القياس هنا فيه تجوز، وأن معناه عدم النص على عينه، فحمل على نظيره المُمَثَّل به بعد ثبوت الرواية في المراد الأصل، كما تقدم في كلام الجعبري.

وأما الاستدلال، فان قوله [ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إدغامهما] فإنه دليل علي أن المراد بالقياس، قياس مذهبه في الرواية،لأن اتفاق أهل الأداء على إدغامهما يستحيل أن يكون عن غير رواية، وحسبك دليلا على ذلك ما تعلمه من سعة رواية الإمام الداني وعلو كعبه في علم القراءات، فقد أسند في جامع البيان رواية السوسي من ستة عشر طريقا، ثم قال عقب ذلك: [وقد عرضت أنا حروف الإدغام حرفا حرفا من أول القرءان إلى آخره على أبي الحسن –يعني طاهر ابن غلبون- وأخذت عنه أصولها وفروعها وعللها ووجوهها، وعرضتها أيضا على أبي الفتح حرفا حرفا من أول القرءان إلى آخره مرتين بعد أن قرأت القرءان كله بها عليه في رواية الذين ذكرتهم من الرواة عن اليزيدي وشجاع وعبد الوارث والحمد لله وحده] ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn16)).

ومما يدل على ثبوت الإدغام في الحرفين أداءا أنه لم يخل كتاب من كتب القراءات المعتبرة من النص عليه، فقد نص عليه أبو القاسم الهذلي الكامل ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn17)) ، وأبو علي المالكي الروضة ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn18) ) و هو ظاهر كلام ابن سوار في المستنير، فإنه لم يستثن من هذا اللفظ شيئا ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn19)) و كذلك فعل القلانسي في الكفاية ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn20)) ، وقد نص ابن الجزري علي أن جميع ما في الكفاية والإرشاد ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn21)) هو من تلاوة القلانسي علي الإمام أبي علي المعروف بغلام الهراس ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn22)).

أما (كتابيه إني) فأمرها أوضح من أن يكون قياسا، فنقل حركتها ثابت عن ورش نصا وأداء، قال الداني (( .. روى عبد الصمد عنه-يعني عن ورش- أنه ألقى حركة الهمزة على الهاء وحركها بها على مراد الوصل، طردا لمذهبه في سائر السواكن، ذكر ذلك عبد الصمد في كتابه المصنف في الاختلاف بين نافع وحمزة، وبذلك قرأت في روايته من طريق محمد ابن سعيد ألأنماطي، وعبد الجبار بن محمد، وفي رواية الباقين من أصحاب ورش: يونس وداوود وأحمد ابن صالح، وأبي بكر الأصفهاني) ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn23)) ومثله في التعريف ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn24)) والمفردات ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn25)) .

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير