تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما قوله ((وأما اختيارات المصنفين المبكية، فمنها اختيار ابن مجاهد في بداية القرن الرابع (إمالة الباري) في سورة الحشر لدوري الكسائي قياسا على إمالة حرفي البقرة (بارئكم) فهذا اختيار مبك حقا، لأنه قراءة حرف من كتاب الله بما لم ينزل به جبريل من عند الله على محمد (صلى الله عليه وسلم) إذ قرأها جميع القراء بالفتح الخالص، وإنما ألحقها ابن مجاهد بأحرف اختص الدوري عن الكسائي وتفرد بإمالتها قال في النشر 2/ 39 وقال الداني في جامعه لم يذكر أحد عن (الباري) نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك انتهى .. ) هـ.

فنجمل الكلام عليه فيما يلي:

أولا: إذا وضعنا كلا م الداني في سياقه وتأملنا فحواه فسوف نجد أنه لا يدل على النتيجة التي توصل إليها المؤلف، وهذا هو كلام الداني كما جاء في جامع البيان، قال الداني [[فصل: اختلفوا في إمالة الألف الواقعة قبل راء مكسورة وهي عين الفعل وكسرتها كسرة بناء في إخلاص فتحها وذلك يرد في خمسة أصول وحرف واحد لا غير، فالأصل الأول قوله تعالى في سورة البقرة (إلى بارئكم) و (وعند بارئكم) وفي الحشر (البارئ المصور) في الثلاثة،أمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير، فيما قرأت به، ولم يأت عنه بالإمالة نصا في (بارئكم) غير رواية أبي عمر ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn7) ) من رواية الحلواني عنه، وغير قتيبة، ولم يذكر أحد عنه (الباري) نصا، إنما ألحقه بالحرفين اللذين بالبقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك، واخبرنا ابن جعفر قال أخبرنا أبو طاهر قال قرأت على أبى عثمان ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn8)) ( بارئكم) بالإمالة وعلى أبي بكر ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn9)) بالفتح، قال وكان أبو بكر يقرئ الناس بعدي (بارئكم) بالإمالة، وروايته التي ألحقها في كتابه" [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn10)" ( البارئ المصور) بالإمالة ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn11)).]] اهـ

ثانيا: يظهر للمتأمل أن النفي منصب على نفي إمالته (الباري) نصا،أما إمالتها أداءا، فهو أمر واضح من كلام الداني، فانه قول [أمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير، فيما قرأت به] ويشهد لذلك ما نقله عن الفارسي عن أبي طاهر عن أبي عثمان، من قوله [وكان يقرئ بارئكم بالفتح والباري بالإمالة] وقوله [وروايته التي ألحقها في كتابه (الباري) بالإمالة] فهذا كله يدل على أن ابن مجاهد إنما ألحق (لباري) بالحرفين المذكورين من أجل رواية رواها وأداء نقله، وهو الأقرب إلى مراد الداني وشيخه أبي الفتح، وهو الذي ينبغي أن يحمل عليه كلام الأئمة،المشهود لهم بالعلم والورع وكثرة الرواية ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn12))، ولو فرضنا أن ابن مجاهد قاسها على الحرفين المذكورين، فالمراد بالقياس فيها، إنما هو إجراء حكمهما فيها بجامع اطراد النقل في الجميع، كما تقدم النص عليه في كلام الجعبري وغيره،

ثالثا: هذه التوجيهات التي ذكرناها هي التي يجب أن يحمل عليها عمل ابن مجاهد، لو لم لم تثبت إمالة (البارئ) أداء عن الدروي، فكيف وقد ثبت ذلك عنه وعن وغيره، قال ابن غلبون في التذكرة ( ... وأمال رجال الكسائي سوى أبى الحارث (بارئكم والبارئ المصور) [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn13)، ومعلوم ابن غلبون روى قراءة الكسائي في تذكرته، من رواية الدوري ونصير وقتيبة،وقد نص على إمالة (البارئ) جمع من الأئمة منهم:

1 - أبو معشر الطبري في التلخيص ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn14))، وفيه قراءة الكسائي من روايتي الدوري ونصير، ونص أيضا علي إمالتها لابن ذكوان ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn15))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير