وتتمسك بكل زيادات في المبنى وتركها كل على حدة مثل وجهي ? ووصى ? البقرة 132 ومثل زيادة ? هو ? قبل ? الغني ? في الحديد 24
وتتمسك بخلاف التأنيث والتذكير والخطاب والغيب وغالب الجمع والإفراد.
قلت: لو تركنا جميع اللهجات في القسم الأول واكتفينا بالأصل كما سيأتي قريبا إثبات تواتره وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف الأدائي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرآن الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة.
إن القضاء على اللهجات في القسم الأول إنما يصير الأصل المتواتر من نوع حروف القرآن المتفق عليها من طرق الطيبة مثل قوله ? الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ?.
وإن القضاء على أحد وجهي القسم الثاني لاسيما وجه التخفيف وعلى غير قياس إنما يصير القسم الثاني كذلك متفقا عليه وحينئذ لا يبقى من أحرف الخلاف إلا أكثر كلمات الفرش وهو كل خلاف يدل على معنى وكل زيادة في المبنى وتركها سواء كانت تلك الزيادة بالتضعيف أو بزيادة حرف فأكثر كما هو مقرر ومفصل في فرش الحروف إلا ما سيأتي استثناؤه منه.
ولقد سبقني القاضي أبو العلاء في غايته إلى نفس الفكرة والمنهج فقال:"ومن لم يمل عنه يعني عن أبي عمرو (فعلى) على اختلاف حركة فائها وأواخر الآي في السور اليائيات وما يجاورها من الواويات فإنه يقرأ جميع ذلك بين الفتح والكسر وإلى الفتح أقرب قال ومن صعب عليه اللفظ بذلك عدل إلى التفخيم لأنه الأصل" اهـ من النشر (2/ 54).
قلت: يعني بالتفخيم الفتح الخالص وهو صريح في ما يأتي تقريره من ضرورة قراءة القرآن باللسان العربي الفصيح الخالي من اللهجات.
ولأثبت على أرض الواقع تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات فلنتتبع أحرف الخلاف التي تضمنت من اللهجات والقياس حرفا حرفا وكلمة كلمة في المصحف.
ولنبدأ بتتبع الأحرف التي وقع فيها التسهيل بأنواعه كالنقل وبين بين والإمالة بأنواعها ومنها ترقيق الراءات في مذهب الأزرق والإدغام بنوعيه لأن القياس إنما ورد في هذه الفصول وأن القرآن متواتر دون الحاجة إلى فصول الأصول ولهجاتها:
ـ البسملة بين السورتين عند الابتداء بأول كل سورة سوى براءة لجميع القراء وهي بين السورتين إلا أن تكون الثانية براءة لقالون والمكي وعاصم والكسائي وأبي جعفر
هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى السكت والصلة بين السورتين ولا يخفى انتفاء الرواية في تخصيص الأربع الزهر.
ـ ? الصراط ? كيف وقع بالصاد للمدنيين والبزي وأبي عمرو والشامي وعاصم والكسائي وخلف وروح وبالسين لقنبل ورويس هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى إشمام حمزة بل دون الحاجة إلى السين أيضا.
ـ صلة ميم الجمع قبل متحرك تركها للبصريين والشامي والكوفيين وترك صلتها قبل همزة القطع خاصة للعشرة إلا ورشا.
ـ وتواتر كسر الهاء قبل ميم الجمع أكثر من ضمه عند حمزة ويعقوب في ? عليهم ? و ? إليهم ? و ? لديهم ? وأكثر من ضمه في مذهب يعقوب في ضمير الجمع والمثنى الغائب وفي مذهب رويس وغيره، وتواتر ضم الميم في ضمير الجمع الغائب قبل السكون عند أهل الحرمين والشامي وعاصم كما في قوله ? في قلوبهم العجل ? وقوله ? وتقطعت بهم الأسباب ? أي بعد كسر الهاء كما تقدم عنهم.
ـ ? أصدق ? ? تصديق ? ? يصدفون ? ? فاصدع ? ? قصد ? ? يصدر ? بالصاد الخالصة لأهل الحرمين وأبي عمرو والشامي وعاصم وروح.
ـ ? المصيطرون ? ? مصيطر ? بترك الإشمام للعشرة إلا حمزة ولا فرق بين قراءتي السين والصاد المتواترتين.
ـ الإدغام الكبير في أكثر من ألف وثلاثمائة كلمة إظهاره للعشرة إلا وجها عن أبي عمرو.
ـ ? تأمنا ? تواترت بالإدغام الكبير " المحض " عند أبي جعفر.
¥