تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1ـ التفخيم يطلق عليه ـ أيضا ـ التغليظ قال ابن الجزرى ـ رحمه الله ـ: تغليظ اللام تسمين حركتها. والتفخيم مرادفه، إلا أن التغليظ في اللام والتفخيم في الراء. والترقيق ضدهما. وقد تطلق عليه الإمالة مجازاً.

وقولهم: الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم في الراء إن أصلها التفخيم وذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف الاستعلاء وليس تغليظها إذ ذاك بلازم بل ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء اللازم.

قلت ـ سامح ـ: (هذا الكلام ـ اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف الاستعلاء ..... ـ خاص بقراءة ورش وأما تفخيم لفظ الجلالة ـ عند القراء جميعا ـ فهو خاص باللام فقط لا بسبب مجاورتها لحرف استعلاء فتنبه).

2 ـ اللام المفخمة من لفظ الجلالة من الحروف الفرعية لأنها تترد بين مخرجين فتنبه.

3 ـ يجب الاحتراز من تفخيم الهاء من لفظ الجلالة في نحو {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199)} {وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ} فإنه خطأ ينزه عنه الاسم الكريم وكثيراً ما يقع فيه بعض القراء.

ثانيا:الترقيق

ترقق اللام من لفظ الجلالة (الله) إذا وقعت بعد كسرة مطلقا (متصلة أو منفصلة لازمة أو عارضة) لجميع القراء نحو {بِاللَّهِ} {وَللَّهِ} {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} {قُلِ اللَّهُمَّ} {أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ (لكسر التنوين هكذا أحدنِ الله)} وما إلى ذلك. (عدا السوسي عن أبي عمرو البصري في نحو {نَرَى اللَّهَ} {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} فإنه يجوز حينئذ ترقيق اللام لعدم وجود الفتحة الخالصة قبلها وتفخيمها لعدم وجود الكسرة الخالصة قبلها (لأنه يميل الراء).

قال الشاطبي:

وَكُلُّ لَدَى اسْمِ اللهِ مِنْ بَعْدِ كَسْرَةٍ ******* يُرَقِّقُهَا حَتَّى يَرُوقَ مُرَتَّلاَ

توجيه ترقيق اللام بعد الكسر:

1 ـ لفظ الجلالة إذا وقع بعد كسرة رققت اللام تحسينا للفظ به وذلك لكراهة التصعد بعد التسفل واستثقالا له. أ. هـ السخاوى فتح الوصيد و لأبى شامة إبراز المعاني

فائدة:

الحافظ أبو عمرو الدانى قد افترض سؤالا:

لم كانت الكسرة غير اللازمة توجب ترقيق اللام ولا توجب ترقيق الراء؟

أجاب المالقى قائلا: (إن اللام لما كان أصلها الترقيق وكان التغليظ عارضا لم يستعملوه فيها إلا بشرط أن لا يجاورها مناف للتغليظ وهو الكسر فإذا جاورتها الكسرة ردتها إلى أصلها.

وأما الراء المتحركة بالفتح أو بالضم فإنها لما استحقت التغليظ بعد ثبوت حركتها لم تقو الكسرة غير اللازمة على ترقيقها واستصحبوا فيها حكم التغليظ الذي استحقته بسبب حركتها. أ.هـ الدر النثير شرح التيسير.

قال السخاوي في " فتح الوصيد في شرح القصيد ":" ... وقوله "وصلا وفيصلا " أراد اتصال الحرف باسم الله وانفصاله في حالتي التفخيم والترقيق نحو " بالله " و " لله " و " قل اللهم " ونحو " تالله " و" سبحان الله ".

ولم يجز هذا الحكم في ترقيق الراء، لأن المتصل بالراء من الحروف الزوائد والحركات من العوارض نادر فحكم الأصلي فيها لكثرته، ولم يحكم للعارض لندوره، بخلاف هذه اللام إذ لا تتصل بها ويقع قبلها حرف مكسور أصلي، فلما عدم ذلك جعل الحرف الزائد والحركة العارضة والحرف المكسور قبلها من كلمة أخري كالازم الأصلي فرقق له، واعتد به إرادة التخفيف وتسهيل اللفظ.

ونظير هذا كسرهم الهمزة في أم وفي أمها وفي أمهات وفي لأمه لأجل الكسرة أو الياء قبل الهمزة تخفيفا ليكون النطق بذلك علي نحو واحد لا يقعان إلا في كلمة منفصلة أو حرف زائد كذلك فعل في لام اسم الله نعالي سواء.)) ا. هـ 543

وقال أبوشامة: الفرق أن المراد من ترقيق الراء إمالتها وذلك يستدعي سبباً قوياً للإمالة. وأما ترقيق اللام فهو الإتيان بها على ماهيتها وسجيتها من غير زيادة شيء فيها وإنما التغليظ هو الزيادة فيها ولا تكون الحركة قبل لام اسم الله إلا مفصولة لفظاً أو تقديراً. وأما الحركة قبل الراء فتكون مفصولة وموصولة فأمكن اعتبار ذلك فيها بخلاف اللام. أ. هـ إبراز المعانى

ونقل القولين ابن الجزرى في النشر والنويرى في شرح الطيبة.

توجيه حذف الألف الأخيرة قبل الهاء من لفظ الجلالة (الله):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير